يا جبار السموات والأرض أنت أعلم بحالي
عائله فقيرة ماديا وغنية نفسيا ....مكونه من رجل وزوجته وخمسة
أولاد و ابنتين ووالدة طاعنه في السن وكان سكنهم في دار خربه
.... حياتهم تتسمم بالبساطة ...رب الأسرة يعمل في حانوت يبيع
الخضرة المختلفة وعند غروب الشمس يغلق محله ويعود لبيته
ومعه بعض الخبز والخضر واللحم أحيانا
فتستقبله العائلة بفرح وسرور .
وفي أحد أيام الخريف ، كانت العائلة تنتظر قدوم رجلها مساء على
باب الدار فإذا بهم يرون بعض الشرطة يحملون شيء !!!!
ماهو هذا الشيء ؟؟
إنه نعش .... فنظر أحدهم في النعش فإذا هو المعين الوحيد وقد
سكنت نفسه،وتوقف قلبه،وأغمضت عيناه وهو مسجي لا يعلم
من أمره شياء ....لقد فارق الدار الدنيا لقد مات رحمه الله ،لقد قتل المعين بحادث سيارة
والسؤال الأن-من يعين هذه الأسرة ؟؟
كان الأبن الأكبر في الصف الأول ثانوي وهو لم يتجاوز الخامسة عشر
فهل يترك المدرسة ؟؟
هذا هو الحل الوحيد ..نعم لقد ترك المدرسة ، وعمل في حانوت أبيه
لكي يعين هذه العائلة المسيكنة .
وتمر الأيام ...الأشهر وبعد ثلاث سنوات دعي الولد الكبير إلى الخدمة
العسكرية بعد أن أستكمل الثامنة عشر من عمره ،فبرزت هنا مشكله آخرى
وهي: من ينفق على هذه العائلة ؟؟؟
هل يضحي الإبن الثاني بالمدرسة كما ضحى أخوه .... والله أنها مشكلة
لا يدركها إلا من عايشها ...ولكن هناك حلا واحد فقط لإعفاء الأخ الأكبر
من الخدمة الإلزامية وهو دفع البدل النقدي ....ولكن من أين يأتون بالمال؟؟
واجتمعت العائلة ....وخرجت برأي جديد ...ماهو؟؟
تابع معي بهدوء ................................لقد أستقر الرأي على رهن البيت
نعم...لماذا تعجبت ؟؟........البيت رهنوه بأربع مائة دينار ، وبعد أجراء
عملية الرهن أنطلقت الأم إلى محطة تجمع سيارات الأجرة لكي تسافر
ألى المدينة التي يقطن بها والدها التي تبعد عن مكان سكنهم مائتان
وأربعون كيلو متر لدفع البدل عن والدها قبل إنقضاء مدته بيوم واحد وعند المحطة لم يكن هناك مسافرين كثيرون وانتظرت لمدة ما يقارب الساعة
،فلم يأت أحد ، وأشرفت الشمس على الغروب فكان لا بد لها أن تستأجر
سيارة خاصة لتوصيلها .
واستأجرت السيارة ثم انطلقت بها بعد أن قبض السائق أجرته كاملة ..وكانت الطريق بين المدينتين تمر بين جبال ووديان .... وبعد ابتعاد
السيارة عن المناطق المأهولة واقتربت من المناطق الخالية تحدث
صاحب السيارة مع المرأة .... ولعلة سألها عن سر استعجالها في
هذا الوقت ، فقصة عليه قصة بيع البيت وقصة دفع البدل النقدي
عن ولدها وبعد ذالك لعب الشيطان دوره في تحطيم ضمير ذالك الرجل ،
وكأني أراه وهو يوسوس قائلا :يالها من فرصة ثمينة ... المال الذي عند المرأة قد لا تستطيع أن تجمعه من عمل شهور ولكنك تستطيع الحصول
علية بلحظات ..وصدق رب العزة عندما قال عن الشيطان ((فاتخذوه عدوا)
ورسم الرجل الخطة ...والمرأة المسكينة لا تعلم مايكن لها ذالك السائق
فهو في تفكير وهي في تفكير آخر .
وشتان بين النور والظلام.
وبدأ بتنفيذ الخطة أوقف السيارة على الجانب الأيمن بقرب
واد سحيق ... ونزل وفتح الباب على المرأة فسحبها من السيارة
قسرا ، ولم تستطيع المسكينة أن تقاوم ...طبيعة المرأة ضعيفة
جسديا
نعود ألى موقفنا
سحب المرأة وذهب بها بعيدا عن الطريق وأخرج سكينا وأوسعها
طعنا ثم أخذ ما معها من مال
ماذا فعلت بك هذة المسكينة ؟؟؟
هل ضربتك بشيء ؟؟
هل هناك ثأر قديم بينك وبينها ؟؟
سبحان الله لقد غاب ضمير ذلك الرجل
وسقطت المرأة متضجرة بدمائها وهي تئن. . . . وبعد ذلك سلب منها المال وعاد أدراجه إلى ا لسيارة تصور معي هذا المنظر الآن . . . .امرأة تنزف الدماء ليس بقربها مخلوق في هذا المكان المنقطع . . . . ودع الباقي لخيالك
. . . .
ركب الرجل سيارته ،لكي يكمل المسير إلى المدينة . . . . وصل إلى المدينة وعاد محملا . . . .وعندما اقترب من مسرح الجريمه أوقف السيارة وادعى أنه سيقضي حاجه . . . . ولم يكن الركاب يعلمون ما اقترفت يداه . . . .لقد أراد أن يت أكد من موت المرأة .لأنه تركها وهي تئن فهاهو ذاهب إلى المكان،ونظر إلى ضحيته، . . . .آه . . . .إنها مازالت على قيد الحياة. . . . سبحان الله. . . . انظر إليه. . . . ماذا يفعل؟لقد انحنى. . . .هاهو يرفع يديه إلى أعلى وبيه حجر ويصيح قائلا ((ملعونة أنتي ألا زلتي على قيد الحياة حتى الآن؟
وجمدت المرأة. . . . وكأنها تنظر إلى أجلها
وماذا حدث بعد ذلك؟
اهدأ. . . . اهدأ. . . .يا أخي. . . . قلت لك اهدأ. . . .
إني اعلم أن قلبك مع تلك المرأة. . . . اتسمع شيئا إنها صرخة
في الوادي. . . . رباه ماذا حدث؟
نزل الركاب من السيارة، . . . . هاهم مسرعون في اتجاه الصوت
. . . . لقد وصلوا. . . .
ماالأمر؟ . . . . ماذا حدث؟
. . . .لقد شاهدوا. . . . ماذاشاهدوا . . . .فندهشوا مما شاهدوا !!!
. . . .وإليك المنظر. . . .
الرجل ملقى على الأرض مغمى عليه. . . .
[[أنا رحت ضربتوا ]]
المرأة تتمتم بكلام غير مفهوم .ذهبوا إلى المرأة ،وحملوا الرجل وهو في الحظات الأخيرة من حياته. . . .وقصت عليهم المرأة القصة
. . . . وأسعفوا المرأة والرجل. . . .
ووقفوا ينتظرون سيارة أخرى. . . . وجاءت السيارة وذهبوا إلى المدينة
. . . . وفي الطريق فارق ذلك المجرم حياته. . . . وفي المستشفى جاءت الشرطة وحققوا في الأمر وأخذوا الأموال منه،وأعادوها للمرأة
نعم ستقول. . . . ستنتهي القصة .
ولم نعلم ماذا حدث ((لإنو أكيد مو أنا يلي ضربتو!))
إليك ياأخي ماتريد ! ! عندما حمل الرجل الحجر لكي يرمي به المرأة ليقضي عليها
في تلك اللحظات لدغه ثعبان فصرخ من شدة الألم ،فسمعه الركاب فهرعوا إليه مسرعين. . . . وفي المستشفى طلبت المرأة ولدها. . . . وراحت في غيبوبة طويلة. . . . فظن الممرضون أنها تعاني من سكرات الموت
وفي ضحى اليوم التالي. . . . أفاقت المرأة من غيبوبتها ،ثم قالت لولدها .
ادفع البدل سريعا واغمضت عيناها. . . .لا لم تمت. . . . إنها غيبوبة. . . .ويوما بعد يوم تحسنت حالتها شيئا فشيئا. . . . وبمرور السنين وبفضل الله تبارك وتعالى تحسنت حالة العائلة ماديا. . . . وهناك على ضفاف نهر دجله قرب الجسر الكبير في بغداد،دار عمرة بالوفاء والحب هي الدار الجديدة التي انتقلت إليها العائلة والتي واحتسبت حتى فرج الله عنها وهاهو راوي القصة ذاهب إلى تلك الدار لكي يقابل هذه المرأة المثالية ويتحدث إليها من وراء حجاب. . . . فيسألها ماالذي كانت تقوله وهي ملقاة في الوادي ؟
فترد:كنت أقول)(ياجبار السماوات والأرض أنت أعلم بحالي فهيء لي بقدرتك القادرة أسباب دفع البدل النقدي عن ولدي ليعود إلى أهله ويعيلهم. . . . .يارب))
يالها من مناجاة. . . .يالها من تضحيه . . . . لم تفكر في غزارة الدم الذي يسيل منها ولم تفكر إنها قد ترحل عن الدنيا بعد ثوان معدودة. . . . ولكنها فكرت في كيفية إعالة الباقين! !
وبعد المناجاة. . . .فرج الله كربتها وكرب ابنائها أعلمت كيف تشفق عليك والدتك ؟ . . . .ووالدك. . . .((أدعوك بقلب خالص أن تبر والديك وترفع يديك بالدعاء لهما فالمخلوق يحتاج إلى الخالق
فاليصدق المخلوق لكي يكسب رضا الخالق
((والآن انهض لزيارة والديك . . . .لأني اعتقد أنك لم تذهب لهما هذا اليوم . . . .فسارع بازيارة وأنت تردد هذه الآيه الكريمة:﴿ربنا اغفر لي ولوالدي وللمؤمنين يوم يقوم الحساب﴾
ويلي والدتو"بعيدا عنو"يكلما بتكون اليوم ماسمعت صوتو ويخبرا أديش مشتقلها☺☻☺
الموضوع الاصلي
من روعة الكون