تقول صاحية القلب الحزين:
ونحن في أنتظار المولود الجديد،وإذا بالدنيا تضيق بنا فيسجن زوجي ظلماً..وفي أثناء
وجوده داخل السجن،يرزقنا الله بطفلة جميلة،فأحمد ربي وأشكره،وتمر الأيام وأنا
وطفلتي داخل شقتنا الصغيرة ولا أحد يدري بنا،وكأن هذا الحكم الظالم على زوجي
شملنا جميعاً،وصدق رسول الله صلى الله عليه وسلم:فالدنيا سجن المؤمن وجنة الكافر
وذات ليلة،تصاب طفلتي بمرض شديد،وتصرخ وتبكي من شدة الآلآم،وأنا لا أستطيع
أفعل شيئاً
فأخذت أناجي ربي،من لي سواك ربي،ومن أتوكل عليه غيرك،ومن حسبي
غيرك.
وأخذت أتوسل إليه وأتضرع ليشفي طفلتي وأنا لا أملك أي شيء لا مال للطبيب،ولا
مال للدواء.
لأني أنام من غير عشاء معظم أيامي من شدة الفقر.
جلست إلى جوار طفلتي واجتمع حزني وآلامي مع ظلمات ليلي،وأنين قلبي،فتكون
السحاب في عيني،وأخذت تمطر الدمع فكان كالسيل على خدي.
وفي ظلمات الليل ومع أنين القلب والساعة تقترب من الثانية بعد منتصف الليل،
والقلب الحزين مازال ينادي ربه.
فيدق الباب..
فأسرعت نحو الباب وقلت من؟
فقال:أنا الطبيب..
وبدون شعور فتحت الباب،وإذا بطبيب يحمل حقيبة.
ويقول:السلام عليكم.
أين الطفلة المريضة؟
وأنا في خضم دهشتي وفزعي،أقول له،إنها بالداخل..إنها بالداخل..فدخل
الطبيب،وكشف على طفلتي وكتب علاجاً،ووقف خارج الشقة.
وأخذ يقول:هيا أختي أسرعي..
قلت:ماذا تريد يادكتور؟
قال:ماذا أريد..!!َ
أريد الأجر..أجر الكشف ياأختي.
فقلت لاأملك..والله لا أملك..
فقال الطبيب:أمرك غريب..
توقظيني من نومي وتخرجيني من بيتي في هذا الوقت..
ثم تقولين إنك لا تملكين أجرة الكشف؟
فقلت له:والله ماأيقظتك...والله ماأتصلت عليك إنني لا أملك هاتفاً في بيتي..
فتعجب الطبيب وقال:أليس هذا منزل فلان بن فلان؟
فقلت:لا يا دكتور إنه بالشقة التي بجورنا..
فتدمع عين الطبيب ويقول:
ما الحكاية؟
ما حكايتك يا أختاه؟
فرويت حكايتي للطبيب..
فخرج والدموع في عينيه،وأحضر الدواء والعشاء وجعل لي راتباً شهرياً إلى أن أفرج
الله_ سبحانه وتعالى_ كرب زوجي وخرج من السجن..فسبحان رب السماوات
والأراضين..
الموضوع الاصلي
من روعة الكون