السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
((82) وَأَيُّوبَ إِذْ نَادَى رَبَّهُ أَنِّي مَسَّنِيَ الضُّرُّ وَأَنْتَ أَرْحَمُ الرَّاحِمِينَ (83) فَاسْتَجَبْنَا
لَهُ فَكَشَفْنَا مَا بِهِ مِنْ ضُرٍّ وَآَتَيْنَاهُ أَهْلَهُ وَمِثْلَهُمْ مَعَهُمْ رَحْمَةً مِنْ عِنْدِنَا وَذِكْرَى
لِلْعَابِدِينَ (84)))
( سورة الأنبياء )
بسم الله الرحمن الرحيم والحمد لله الخالق المنان والصلاة والسلام على
سيد ولد بني عدنان سيدنا محمد وآله وصحبه ومن اتبعهم بإحسان إلى يوم
يدخل الله عباده الصالحين الجنان
سنذهب اليوم برحلة مع صبر سيدنا أيوب عليه السلام ومن وقف معه
انه زوجته فلا عجبا في حديث للرسول عليه الصلاة والسلام خيركم خيركم
لأهله وأنا خيركم لأهلي الأهل هنا في الصف الأول في معناها الزوجة فهاهو
عليه الصلاة والسلام يذكر أم المؤمنين خديجة رضي الله عنها بالخير وأنه عليه
الصلاة والسلام يحبها حتى بعد موتها فتقول ام المؤمنين عائشة رضي الله
عنها لقد ابدلك الله خيرا منها فيرد الرسول لا والله فقد كذبني الناس وهي
صدقتني وهجرني الناس وواستني بنفسها ومالها وفي عصرنا الحالي تختار
الفتاة رجلا من أصل طيب متدين وذكي فعندما تكون عنده هذه الخامات
تستطيع الزوجة أن تؤثر فيه تأثير إيجابي فالزوجة لها دور كبير في بلورة
شخصية ومكانة الزوج الإجتماعية له وبالتالي ينعكس هذا الفعل على الأبناء
هيا نذهب بالرحلة* * * * * * *
((فاستجبنا له فكشفنا ما به من ضر وآتيناه أهله ومثلهم معهم رحمة من
عندنا وذكرى للعابدين))
يذكر تعالى عن أيوب عليه السلام ما كان أصابه من البلاء في ماله وولده
وجسده؛ وذلك أنه كان له من الدواب والأنعام والحرث شيء كثير وأولاد كثيرة
ومنازل مرضية، فابتلي في ذلك كله وذهب عن آخره. وقد روي أنه مكث في
البلاء مدة طويلة ثماني عشرة سنة، فرفضه القريب والبعيدالا زوجته و رجلين
من إخوانه كانا من أخص إخوانه له، كان يغدوان إليه ويروحان وزوجته وكانت
تتعب بالعمل تجمع حطباوتبيعه وتحظر له بعض الطعام وفي يوم تأخرت كثيرا
فخاف عليها سيدنا أيوب عليه السلام وغضب وحلف ان اتت ليضربها مئة عصا
واتت وقد تأخرت بالطريق لبعده وتعبها بالعمل وكان عذرها مقنعا وصحيحا ولكن
سيدنا أيوب عليه السلام حلف ليضربها مئة عصا فمن الله سبحانه وتعالى
الرحمن المنان انه اذا جمع حزمة اعواد 100 عود وضربها ضربة خفيفة اشبه
باللمسة وبر بيمينه ***************************************
نرجع للرجلان الذان كانا يبران بسيدنا ايوب فانظر يرحمك الله ماذا كانا يعتقدان
فقال أحدهما لصاحبه: تعلم واللّه لقد أذنب أيوب ذنباً ما أذنبه أحد من
العالمين، فقال له صاحبه: وما ذاك؟ قال: منذ ثماني عشرة سنة لم يرحمه
اللّه فيكشف ما به، فلما راحا إليه لم يصبر الرجل، حتى ذكر ذلك له، فقال أيوب
عليه السلام: ما أدري ما تقول غير أن اللّه عزَّ وجلَّ يعلم أني كنت أمر على
الرجلين يتنازعان فيذكران اللّه، فارجع إلى بيتي فأكفّر عنهما كراهية أن يذكرا
اللّه إلا في حق (رواه ابن أبي حاتم عن أنَس بن مالك مرفوعاً وفي رفعه نظر،
كما قال ابن كثير: رفع هذا غريب جداً)، قال ابن عباس: ورد عليه ماله عياناً
ومثلهم معهم، وقال وهب بن منبه: أوحى اللّه إلى أيوب: قد رردت عليك أهلك
ومالك ومثلهم معهم، فاغتسل بهذا الماء، فإن فيه شفاءك، وقرب عن صحابتك
قرباناً واستغفر لهم فإنهم قد عصوني فيك، وعن أبي هريرة عن النبي صلى
اللّه عليه وسلم قال: "لما عافى اللّه أيوب أمطر عليه جراداً من ذهب، فجعل
يأخذ منه بيده ويجعله في ثوبه قال: فقيل له: يا أيوب أما تشبع؟ قال: يا رب
ومن يشبع من رحمتك" (أصل هذا الحديث في الصحيحين). وقوله: {وآتيناه
أهله ومثلهم معهم} قد تقدم عن ابن عباس أنه قال: ردوا عليه بأعينهم، وقد
زعم بعضهم أن اسم زوجته (رحمة) ويقال (ليا) بنت يعقوب عليه السلام،
وقال مجاهد: قيل له: يا أيوب إن أهلك في الجنة، فإن شئت أتيناك بهم، وإن
شئت تركناهم لك في الجنة وعوضناك مثلهم، قال: لا بل أتركهم في الجنة،
فتركوا له في الجنة، وعوض مثلهم في الدنيا، وقوله: {رحمة من عندنا} أي
فعلنا به ذلك رحمة من اللّه به {وذكرى للعابدين} أي وجعلناه في ذلك قدوة
لئلا يظن أهل البلاء أنما فعلنا بهم ذلك لهوانهم علينا، وليتأسوا به في الصبر
على مقدورات اللّه، وابتلائه لعباده بما يشاء، وله الحكمة البالغة في ذلك .
الى من يقرأ المقال وان شاء الله ندخل بالأجر سويا نص الاحاديث وسندها
المذكورة بالقصة قال الله تعالى ((وتعاونوا على البر والتقوى ))*******
الموضوع الاصلي
من روعة الكون