الوردة الحمراء ..
تلك التى جسدت واختزلت اجمل المسميات
تلك اختصرت الكثير من الاحرف ونفذت بالعمق لتعبر عما يجيش بخواطر العشاق رسول الحب الصامت النبيل كما يحلو لبعضهم تسميتها ..
تلك التى تمنى الكثير من العشاق ان تهدى لهم .. لتريحهم من الكثير من عذابات ظنونهم , وهواجسهم, وتخفف لوعتهم , وسهادهم , تتوج صبرهم انتصارا , عبر ميثاق الحب المتين فى شكل شارة انتماء .. نجدها تارة على الصدر كاجمل النياشين .. وعلى الانامل كاروع خضاب .. وحتى ذابلة نجدها بين دفاتر البعض تعلن الحنين للحظة تنمى عودة ولو ثوانى قليلة منها ...
ولكن الوردة الحمـــــــــــراء لها سر غريب وقصة اغرب ... يبين من خلالها ان الناس هذه الايام يسيئون استخدامها .. اولنقل يستخدمونها فى غير مدلولاتها ومعانيها ...
طيب اســــــــــــــمعوا واحكمـــــــــــــــــوا :
( يحكى ان حطاب فقير طموح معدم , لا يملك فى الدنيا سوى فأسه .. يصحو صباحا يذهب الى الغابة يحضر حزمة من الحطب يبيعها يشترى لقمة تسد رمقه ثم يعود الى بيته سعيدا .. كان قمة طموحه ان يبيع الحطب سريعا قبل حضور حطابى القرى الاخرى الذين ينافسوه ويجعلون مهمته عسيرة ..
ولكن هناك فى احدى حنايا قلبه تمكن منه حلما مستحيلا .. يوقن تماما انه لن يتحقق .. فاكتفى بان جعله نبع الخيال والاحلام المستحيلة .. يرتشف منه كل يوم رشفه تجعله سعيدا منتشيا بقية يومه ... كان هذا الحلم عشقه لاميرة مدينته .. وهيامه بها .. ولوعته كلما مر موكبها بالسوق .. تترتجف انامله .. ويشتد تنفسه ويضيق .. ثم يلهث .. هاربا من السوق كمن راى شيئا لا يمكنه تحمله ..
المهـــــــــم ..
اعتادت تلك الاميرة ان تقيم حفلات وولائم راقصة تدعو اليها كل سكان القرية الجوعى تشبعهم وتسليهم بالفرق الغنائية والموسيقية ... وفى احدى هذه الحفلات , تقدم حطابنا منها وبكل جرأة اندهش هو نفسه منها .. اخبرها انه يحبها وانه يمكن ان يقدم لها اى شئ فى سبيل الزواج بها حتى لو كان نفسه وروحه ..
التفتت اليه الاميرة وسألته اى شئ.. اكد اجابته اى شئ .. التفتت الى السماء قليلا وقالت بكل بساطة .. اريد وردة حمــــــرا ء .. اندهش حطابنا من غرابة وبساطة الطلب .. وقبل ان يجيب فاجأته : اعطيك مهلة حتى غروب شمس بعد غد ..
عندها هرول حطابنا الى الوادى الكبير حيث اعتاد ان يرى الورود الحمراء .. وفى منتصف الطريق واثناء نشوته وفرحه تنبه الى ان الفصل فصل صيف ولا وجود للورود الحمراء فقط البيضاء .. ولكن اصراره وعزيمته كانتا اقوى منه فواصل الجرى لتحقيق حلم حياته ..
جال حطابنا الوديان والسهول والجبال .. بحثا عن الوردة الحمراء دون فائدة ولا اثر .. وفى عصر اليوم الثالث تمكن منه التعب والاجهاد , فجلس تحت فيئ شجرة سنديان ضخمة لياخذ قسطا من الراحة ..
عندها سمع صوتا يناديه .. التفت فاذا به بلبل غريد . . تفاجأ الحطاب .. علم من البلبل انه يعرف قصته وعرض عليه البلبل حلا لمشكلته اتعرفون ماهو .. طلب منه ان يأخذ احدى الورود البيضاء المنتشرة على الوادى وان يغرسها فى قلبه ويلونها بدمائه .. فى اول الامر رفض الحطاب ولكن تحت اصرار والحاح البلبل قبل .. وكان ان احضر تلك الوردة وبدا بغرسها بقوة فى قلب البلبل وكانت كلما ازداد ضغطا وتضرجت دماء البلبل كلما بدأت تحمر .. ومع آخر انفاس البلبل .. تحولت الى الاحمر الغانى معلنة موت البلبل وميلاد الوردة الحمراء ..
هرول صاحبنا الى قصر الاميرة حاملا الوردة الحمراء مهرها الذى طلبته .. ليجدها عروسا لابن عمها الامير فى القصر المنيف ..
ومن يومها اصبحت الوردة الحمـراء رمزا لقصص الحب ذات النهايات غير السعيدة .. )
فهل ستقدم لمن تحب وردة حمـــــــــــــــــــــــــراء ؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟
تحياتي لكم أختكم ((تنحطعالجرح يبرى))
الموضوع الاصلي
من روعة الكون