ذات صباح مشرق جميل وشمس دافئة تبعث الانتعاش في الأوصال
داخل حديقة منزل وارفة الأغصان متفتحة الأزهار وداخل غرفة هذا المنزل تحديدا
فتحت ريم بنت الستة أعوام عيناها الزرقاء الرائعة والتي داعبتها شمس الصباح
ثم اتجهت فورا دون أن تنبس ببنت شفة إلى درجها الصغير وأخذت منه ورقة وقلم رصاص
وانهمكت في رسم حروف متناثرة على الورقة وبينما هي منهمكة كذلك سمعت صوت أمها
ريم يلا اصحي حبيبتي قرب موعد الباص (( وتقصد باص المدرسة((
ريم: حاضر ماما
تفتح الأمباب الغرفة وتجد ريم مستيقظة ومنكبه على الكتابة بمنتهى الاهتمام
فتسأل الأم: ريم ايش تكتبين ؟
ريم: رسالة
الأم: لمن؟
ريم: إلى الله
الأم: ممكن أقرأها؟
ريم: لا .. هذى رسالة خاصة سر
الأم: طيب حبيبتي بسرعة
أكملت ريم رسالتها ونزلت من فورها إلى الروتين المعتادوالإفطار
وقبلت جبين أمها المجتهدة ويد أبيها قعيد الكرسي المتحرك
ثم أخذت وردة من الحديقة وذهبت إلى الباص
كانت ريم تعيد الكرة فى كليوم وتكتب رسائل إلى الله وتخبئها حيث لا يجدها أحد
وذات يوم دخلت الأم إلىالغرفة لترتبها وفكرت
أن تبحث عن الرسائل فوجدتها بعد جهد جهيد
داخل صندوق خشبي جميل كانت قد أعطته الأم إلى ريم لأنها طلبته منها
وأخذت تقرأ الرسائل الطفولية البريئة
فإحداها مثلا (( يا رب حمل حديقتنا بالورود حتىأخد كل يوم وردة حلوة لمعلمتى ))
وفعلا هذا حدث
رسالة أخرى تقول (( يا رب خذ كلب جارتنا لأنه يضايقني وينبح على كل يوم وأنا ذاهبة إلى المدرسة ))
وهذا أيضا حدث
رسالة أخرى (( يا رب خلى قطة جارتنا ام على تولدكثير حتى ألعب معهم أنا بحب أم على((
وهذا أيضا حدث وعلى هذا الغرار رسائلالأخرى تحققت فيها رغبات الطفلة
فاستغربت الأم كيف إن ريم لم تكتب رسالة إلىالله أن يشفى أباها القعيد المشلول على الكرسي المتحرك
وسرعان ما أعادت كلشئ إلى مكانه
ولكن ذلك اليوم يوم عصيب حيث حدث أن تألم الأبكثيرا
فاتصلت الأم بالطبيب وحين عادت ريم من المدرسة
وجدت الأم في الخارجتنتظر خروج الطبيب لتسأله عن حال الأب
فسألت ريم ع الحال فبكت الأم شديدا
حتى خرج الطبيب وأخبر أم ريم بأن والد ريم قد لا يتمكن من العيش
لأكثرمن أسبوعين على أقصى تقدير
وسمعت ريم هذا الحديث القصير المقتضب والذي انتهىبانهيار أم ريم وريم
وانخراطهم في بكاء شديد
صعدت ريم إلى غرفتها دامعة العينين منتفخة الأجفان وذهبت الأم المسكينة لتهتم بالأب
وهى تفكر وتفكروتخفى الدموع عنه وهو يطمئنها (( لا تخافي أنا بخير وأشعر بتحسن ))
وانقضى الليل الحزين لتستيقظ ريم وتنزل من توها إلى الإفطار
ثم إلى الوردة ثم إلى الباصدون أن تنبس ببنت شفة
فاستغربت الأم موقفها فصعدت الدرج إلى غرفة ريم فيخطوات حثيثة وفتحت الصندوق
وفتشت وبحثت عل ريم قد كتبت رسالة أخرى لكنها لهول المفاجأة لم تجد
فتساءلت باستغراب كيف لريم أن تنسى أبوها هكذا
مضت 3 ساعات بعد ذلك وإذا بهاتف المنزل يرن والمكالمة من مديرة المدرسة
المديرة بصمت منهار جاهش بالبكاء: هل أنت أم ريم
الأم: نعم
المديرة: عظم الله أجرك لقد ماتت ريم
الأم تصرخ: يا ويلي وكيف هذا
المديرة: جاءت ريم اليوم للمدرسة ولما لم تجد معلمتها التي اعتادت إعطائها وردة كل صباح
ذهبت إليها في البيت بجوار المدرسة تماما وصعدت الدرج فسقطت منها الوردة وعندما حاولت
أن تمسك بها سقطت ريم في أعقابها من الدور الثاني فما تتفي الحال
الأم تولول وتشكى إلى الله همها وتبكي ابنتها ذات الوجه الملائكي وتسأل الله يا رب هذه ريم حبيبتك لماذا تركتها تموت ثم تستغفر الله وترضى بما كتبه الله
وتذهب وتخبر الأب وتقوم ليالي العزاء والمأتم في هذا البيت الحزينالذي فقد أجمل ما فيه
بل فقد معنى وجوده والروح الحلوة والملاك الحارس
بعد ثلاثة أسابيع تحسنت حالة الأب وبدأ تماثل للشفاء وذات ليلة
أم صوت في غرفة ريم رحمها الله فتذكرت سريرها الذي طالما شكت منه لأمها
ريم( سريري يسوي صوت يخوف لما أتقلب وأنانائمة يا ماما))
ولكنها أيضا تذكرت إن ريم ليست نائمة في السرير فلماذا الصوت
فصعدت تجري إلى الغرفة وإذا بآية الكرسي المبروزة والمعلقة فوقالسرير
قد سقطت عليه فتذكرت الأم حين طلبت منها ريم أن تحفظها آية الكرسي
لمالها من فضل وحماية فاشترت الأم لها هذا البرواز ليكون قريبا من ريم
فتقرأه دائما وتحفظ الآية
وأخذت الأم البرواز لتعيده إلى مكانه
وإذا بالمفاجأة الكبرى
لقد كتبت ريم الرسالة على ظهر البرواز
((يا رب يا حبيبي خذني أنا ... وخلى بابا((
وانفطر قلب الأم بكاءا على حبيبتها.
أتمنى ان تعجبكم
منقول
الموضوع الاصلي
من روعة الكون