بسم الله الرحمن الرحيم
موضوع اعجبني وكنت دائما اتسائل نفس الاسئله وحبيت انكم تشوفونه........فنقلته لكم.....
عندما نظرت إلى وجهي بالمرآة
وجدت ضوء الإشارة الحمراء و قد صبغ وجهي بالحذر
أحيانا نحتاج إلى بعض الوقت لنعيد حساباتنا
وقفة للحظات مع النفس
لا أنعم بهذه الفرصة الذهبية إلا بمفترق الطرق
ترى
هل سأكمل ما تبقى من رحلتي إمعة ؟
أما آن الأوان لأتجه يمينا و ليكن ما يكون ؟ ففي اليمين بركة ،
أما آن الأوان لأقول رأيي بكل وضوح وصراحة دون تملق أو مداهنة ؟
أم سأتجه يسارا ، فأعتلى المناصب ؟
لا أعتقد ، فلقد خفتت وساوس الخناس منذ أن خفت وهج الشباب
عندما صبغ الضوء وجهي بالأخضر
انحرفت يمينا
تحرش بسمعي كونشرتو من اللعنات و السب العلني
سامحهم الله
لا يهم ، فهذا دائما ما يلاقيه المنحرفون عن الرذيلة
سحقا لهذا الصمت الخانق الذي غلفني و احتبس أنفاسي
سحقا لهذه السلبية التي توغلت بقلبي و سيطرت على عقلي و كياني
فجأة
مر شيء أمامي
نظرة رعب قفزت من عيني
غير معقول
رجل ؟
تسمرت الأقدام
جحظت العيون
احمرت الوجوه
الخوف ينتزع القلوب
بالكاد أفلت من دهشتي
يدي و قدمي تسابقتا إلى المكابح
صرخات احتكاك العجلات بالطريق شقت السكون من حولنا
أحاول جاهدا تفادي الجسد الذي تصلب مستسلما
دخان حجب الرؤية للحظات
ما لبث أن توارى رويدا رويدا
أفقت من صدمتي لأجد سيارتي و قد احتضنت أحد أعمدة الإنارة
حاولت فتح الباب فرارا من سجني المتحرك
بادرني الفشل
تكورت فارا من خلال النافذة
سقطت أرضا
حاولت الوقوف برغم دوامات المفاجأة التي أخذت تلفني
وجدته جالس فوق الأرض
شلت المفاجأة حركته
اقتربت منه
وجدت الخجل و قد أثقل كاهله
لم يقو على رفع عينيه
لم يتماسك أمام البكاء الذي بدأ يغلي بصدره فأجهش به
وجوه تعلوها السلبية تلفنا ،
متداخلة هي هذه الأصوات الرتيبة )
: استغفر الله العظيم ، كان يريد الانتحار و العياذ بالله
: أعوذ بالله هذا كفر
: لا حول و لا قوة إلا بالله العلي العظيم
: و ما ذنب هذا الرجل الطيب كي تشرد أولاده ؟
( جاء رجل يحمل آنية بها بعض الماء البارد
تناولتها منه شاكرا
: جزاك الله خيرا ، هيا انصرفوا و لنترك للرجل مجالا كي يستريح
( صببت بعضا من الماء البارد على رأسه
بينما قربت البقية من فاه )
: اشرب ، اشرب ، لا حول و لا قوة إلا بالله
( توارت الوجوه المتشابهة من حولنا رويدا رويدا )
: لماذا يا بني ؟ لماذا ؟ لولا ستر الله لكنت الآن مسجونا
و كنت أنت في عداد الأموات
: ليتك أمتني ، ليتك تركتني أنعم بالراحة الأبدية
: و من هذا الذي خدعك و وهمك بأن موتك فيه الراحة ؟
صدقني يا بني ، لا يوجد في هذه الدنيا ما يستحق أن تفقد حياتك من أجله
خاصة لو كانت امرأة
( حاول السيطرة على بكائه بينما تحشرجت الكلمات بين شفتاه )
: امرأة ؟
: نعم امرأة ، فلا يفعل ما فعلت إلا إنسان تافه ،
و طالما أنه تافه فلابد أن يكون السبب أيضا تافه ،
قل ، لا تخجل ، من هي إذن هذه المرأة ؟ زوجتك ؟
: لماذا لا ترحل يا رجل و تتركني و شأني ؟
: لن أرحل حتى أعرف السبب الذي كنت ستدخلني السجن من أجله ؟
أي سبب هذا الذي كنت ستشرد أولادي من أجله ؟
هل تظن أن الأمر انتهى عند هذا الحد ؟ هل تظن أن الأمر يعنيك وحدك ؟
لا و ألف لا ، ألا تنظر حولك لترى ما حدث بسببك ؟
ألا ترى سيارتي التي صارت ركاما ؟
لابد أن أعرف الدافع لديك و إلا ، أقسم بالله العظيم .........
: ( انفجر باكيا ، بينما تحشرجت الكلمات بين شفتيه ) أنا لست رجلا
: أبصم لك بالعشرة أنك فعلا لست رجلا ،
فلا يوجد رجل عاقل يفعل ما فعلت
و لكن أخبرني من هذا الذي أصدر عليك حكمه ؟
: ألا تفهم ، أقول لك لست رجلا ، لست رجلا ،
لقد أمسيت غير قادرا على الوفاء بالتزاماتي الزوجية
( توارت كلماته وراء خجله بينما ارتجف باكيا )
: لا حول و لا قوة إلا بالله ،
يا بني ليس كل الذكور من حولك رجالا ،
لا تغرك يا بني تلك العضلات المفتولة و الشوارب المبرومة ،
و لا هذه النياشين البراقة و لا تلك الألقاب الرنانة
ما تتكلم عنه هذا من الممكن أن تطلق عليه
فحولة ، ذكورة ،
الخلل بأي منها مجرد عارض ليس إلا ،
و ما خلق الله من داء إلا و له دواء ،
هذه نظرة جاهلية للرجولة يا فتى
: و ما هي الرجولة بنظرك أيها الفيلسوف ؟
: بسم الله الرحمن الرحيم ( رجال لا تلهيهم تجارة و لا بيع عن ذكر الله و إقام الصلاة و إيتاء الزكاة يخافون يوما تتقلب فيه القلوب و الأبصار )
و قال تعالى : ( من المؤمنين رجال صدقوا ما عاهدوا الله عليه فمنهم من قضى نحبه ومنهم من ينتظر وما بدلوا تبديلا )
الرجولة هي أن تتقي الله فلا يفتقدك حيث أمرك ، و لا يراك حيث نهاك
الرجولة دعوة مخلصة إلى الله بالحكمة والموعظة الحسنة ،
الرجولة يا بني إحقاق الحق و الوقوف في وجه الباطل ،
الرجولة استعلاء على الكافرين ،
الرجولة ابتعاد عن نفاق وتملق ومداهنة لأصحاب النفوذ ،
و برغم أن عددنا كمسلمين تجاوز المليار و النصف ،
إلا أننا أصابنا الوهن و أمسينا كغثاء السيل ،
مشكلتنا الآن يا بني هي قلة الرجولة ،
هل تريد أن تعرف إن كنت بالفعل رجلا ؟
اسأل نفسك يا بني هذه الأسئلة :
هل يراك الله حيث نهاك أو يفتقدك حيث أمرك ؟
هل صدقت ما عاهدت الله عليه ؟
هل تصمد أمام الشهوات ؟
هل تغار على عرضك و محارمك ؟
هل تملك الجرأة على قول الحق مهما كانت النتائج ؟
هل ترفض النفاق و المداهنة على حساب دينك ؟
صدقني إن كانت إجابتك ( لا ) فباطن الأرض خير لك من ظهرها
و إن كانت إجاباتك ( نعم ) فلتحمد الله ،
ولتعلم علم اليقين أنك رجل بمعنى الكلمة
رجل في زمن للأسف قل فيه الرجال
.................منقوووووووووووووول..............
الموضوع الاصلي
من روعة الكون