يا مــــــــن كنت يوما وطني رأيتك حلما في منام الساهرين
رأيتك اشلاء على الطرقات بسمة على شفاه المسلميــــن
رأيتك ظلا قد توارى خلفه طفل صغير هارب من القناصين
جرحا عميقا في رأس الزمان لا يراه غيـــــــــــر المجروحيـــن
ناديتك فلم اسمع ســـــــــوى صدى صوتي وبكاء السنيـــــــن
وبحثت عن بقاياك كثيــــــرا فما وجدتك سوى عجوز حزيـــن
يدفن شابا وطفلا وشيخـــا ويبكي على بقايا المعذبيــــــــــن
وما عدت ادري اين وطني تلاشت ملامحه بين صرخات وأنين
تاهت خطواتنا على ارض الضياع وأختبأنا خلف جدران الجبن اللعين
ويا حزني على كل ارض بثمن رخيص بعناها للمحتليــــــن
يبيعون اوطاننا واحلامنا واخيرا بيعون حتى الديـــــــــــــــن
فلا تظلمونا تقولوا لم لا تقاوموا وتمحوا العار المهيــــــــــــــــــــــــن
فالله يعلم كم عشقنا ارضنـــــــا وكم قاومنا بعزم لا يليـــــــــــــــــــــن
لكن العدو كان وحشا كاسرا كان اسدا محتميا بالعريـــــــــــــــــــن
اغتال زهرة احلامنا وشبابنا وتركنا نعاني ضياع لا يبيـــــــــــــــــــن
فيا وطناه فديناك بالروح والدم فصرت مقبرة للمغتصبيـــــــــــــــــــــن
وانتظرنا من يداوي جراحنا من يأخّّ بيد التائهيـــــــــــــــــــــــــــن
وطنـــــــــــــــــــــــــــــــــي
بعيدا عنك يا وطــنـــــــــــــي أعيش العمر احزانـــــــــــا
وشوقي ما له مثيــــــــــــــــل يثير بقلبي بركانــــــــــــــــا
وحبي اه يا وطنــــــــــــــــي كعشق البحر شطأنــــــــا
وحبك في دمي وطنـــــــــي كأنه سيل وطوفانــــــــــــــا
ونمضي والحياه بنـــــــــــا لنحيا العمر أحزانــــــــــــــا
تؤرقنا ليالينــــــــــــــــــــا لتجرحنا وتنسانــــــــــــــــــا
وتتركنا بدرب الغربـــــــة الموحش نعاني الجرح ازمانا
ستمضي بنا مع الايام خطواتنا لنلقاك وتلقانـــــــــــــا
الا من عودة يا وطني الا من أم ترعانــــــــــــــــــــــــا
غدا سنعود يا وطني لنلقى بين احضانك بقايانا
لتلقيها بنهر الحب يا وطني لكي تغسل خطايانـــــــــــــــــــــــا
ويعود الطهر ثانيــــــــــة يعود الحب كي يملآ من الديار اوطانا
الموضوع الاصلي
من روعة الكون