السلام عليكم ورحمة الله وبركاته..
هذه اقتباسات نقلتها لكم من صفحات
كتاب الفوائد
لابن قيم الجوزية
الجهـــــــاد
قال تعالى: «والذين جاهدوا فينا لنهدينهم سبلنا» سورة العنكبوت، الآية: 29.
علق سبحانه الهداية بالجهاد، فأكمل الناس هداية أعظمهم جهاداً،
وأفرض الجهاد جهاد النفس وجهاد الهوى وجهاد الشيطان وجهاد الدنيا،
فمن جاهد هذه الأربعة في الله هداه الله سبل رضاه الموصلة إلى جنته،
ومن ترك الجهاد فاته من الهدى بحسب ما عطل من الجهاد.
قال الجنيد: والذين جاهدوا أهواءهم فينا بالتوبة لنهدينهم سبل الإخلاص،
ولا يتمكن جهاد عدوه في الظاهر إلا من جاهد هذه الأعداء باطنا،
فمن نصر عليها نصر على عدوه، ومن نصرت عليه نصر عليه عدوه.
مراتب العلوم
أعلى الهمم في طلب العلم طلب علم الكتاب والسنة والفهم عن الله ورسوله نفس المراد وعلم حدود المنزل.
وأخس همم طلاب العلم قصر همته على تتبع شواذ المسائل وما لم ينزل ولا هو واقع،
أو كانت همته معرفة الاختلاف وتتبع أقوال الناس وليس له همة إلى معرفة الصحيح من تلك الأقوال.
وقل أن ينتفع واحد من هؤلاء بعلمه.
وأعلى الهمم في باب الإرادة أن تكون الهمة متعلقة بمحبة الله والوقوف مع مراده الديني الأمري.
وأسفلها أن تكون الهمة واقفة مع مراد صاحبها من الله،
فهو إنما يعبده لمراده منه لا لمراد الله منه،
فالأول يريد الله ويريد مراده،
والثاني يريد من الله وهو فارغ عن إرادته.
والذين إذا ذكروا بآيات ربهم
قوله تعالى: «والذين إذا ذكروا بآيات ربهم لم يخروا عليها صما وعميانا » سورة الفرقان الآية 73
قال مقاتل: إذا وعظوا بالقرآن لم يقعوا عليه صما لم يسمعوه، وعميانا لم يبصروه،
ولكنهم سمعوا وأبصروا وأيقنوا به.
وقال ابن عباس: لم يكونوا عليها صما وعميانا، بل كانوا خائفين خاشعين.
وقال الكلبي: يخرون عليها سمعا وبصَرا.
وقال الفراء: وإذا تلي عليهم القرآن لم يقعدوا على حالهم الأولى كأنهم لم يسمعوه، فذلك الخرور.
وقال الزجاج: المعنى: إذا تليت عليهم خروا سجدا وبكيا سامعين مبصرين كما أمروا به.
وقال ابن قتيبة: أي لم يتغافلوا عنها كأنهم صم لم يسمعوها وعمي لم يروها.
حكمة الله في أجزاء الإنسان
جعل الله بحكمته كل جزء من أجزاء ابن آدم، ظاهره وباطنه،
آلة لشيء إذا استعمل فيه فهو كماله.
فالعين آلة للنظر. والأذن آلة للسماع.
والأنف آلة للشم. واللسان للنطق. والفرج للنكاح.
واليد للبطش. والرجل للمشي. والقلب للتوحيد والمعرفة.
والروح للمحبة. والعقل آلة للتفكير والتدبر لعواقب الأمور الدينية والدنيوية
وإيثار ما ينبغي إيثاره وإهمال ما ينبغي إهماله.
أخسر الناس صفقة من اشتغل عن الله بنفسه،
بل أخسر منه من اشتغل عن نفسه بالناس.
في السنن من حديث أبى سعيد يرفعه:
«إذا أصبح ابن آدم فإن الأعضاء كلها تكفر اللسان، تقول:
اتق فإنما نحن بك، فإن استقمت استقمنا وإن اعوججت اعوججنا» .
قوله: تكفر اللسان، قيل: معناه تخضع له
وفي الحديث: أن الصحابة لما دخلوا على النجاشي لم يكفروا له، أي لم يسجدوا ولم يخضعوا.
ولذلك قال عمرو بن العاص: أيها الملك، إنهم لا يكفرون لك.
وإنما خضعت للسان لأنه بريد القلب وترجمانه والواسطة بينه وبين الأعضاء.
وقولها: إنما نحن بك، أي نجاتنا بك وهلاكنا بك،
ولهذا قالت: فإن استقمت استقمنا وإن اعوججت اعوججنا.
الموضوع الاصلي
من روعة الكون