.. القناعةُ كنزٌ لا يفنى ..
دائماً ما نُرددُ هذهِ الحكمةُ الرائعة ولكن هل سألنا أنفسنا هل طبقناها ..؟!
أنا متأكدة أن الكثير منّـا ستكون إجابتهُ بالرفض ..
لماذا .. هل أصبحنا لا نعي ما نقول ..؟!
نُرددُ الكلماتِ دون تطبيقـها ..؟!
أخوتي لماذا أصبحنا لا نرضى بما لدينا ,, وننظرُ دائماً لما عند غيرنا ..؟!
وللنعمِ التي أنعم اللهُ بها عليهم ..!!
هل هو تكبرٌ على الله ونعمته التي لا تُعد ولا تُحصى ..؟!
أم هو رفضٌ لقسمةِ اللهِ بين عباده ..؟!
أحبتي لنقف مع أنفسنا وقفةٍ حازمة وجادة ..
لنُحدث أنفسنا ..
هل نحنُ نُقدر نعمة الله .. ونعرف مكامن الخير والصلاح في نفوسنا ..؟!
أقصد بأنهُ قد نكون أحسن من غيرنا بكثير وبأن الله قد جاد علينا بأفضالٍ
لم يجد بها على غيرنا من الناس ..
لكن هؤلاء الناس الذين نراهم أحسنُ منّـا مالاً وأولاداً ..
وهم عكسُ ما نظن ..
قد أحسنوا استغلال النعم ولو كانت قليلة وشكروا رب السماواتِ والأرضِ عليها ..
فزادهم اللهُ فضلاً من فضله ..
فأصبحنا نراهم كما هم الآن ..
أحبتي لا تغُرنا هذهِ الحياة وأهلها ..
فليس كل من يلبس ( البشت ) غنياً ,, فقد يلبسهُ إنسانٌ فقير ..!!
لكن سيكون الاختلاف بينهما في ثمنِ هذا البشت وفي جودته وحُسنه ..!!
لكن نحن لن ننظر إلا هذه الأمور والمقارنات بقدرِ ما سننظر إلى ( البشتِ ) ومن يلبسه ..
أليس كلامي هذا بصحيح ..؟!
و أيضاً ليس كل من أُعطي موهبة الكتابة ,, وأمتلك قلما بارعا ً
يُطلق عليه كاتبٌ وأديب ..!!
فقد يكتبُ الإنسان بهذا القلم ما يضرهُ ويُسئ إليه وإلى مجتمعه ومن حوله ..
القضيةُ أكبر من كلامٍ أكتبهُ أنا وأطرحه بين أيديكم ..
فعلاً أخوتي .. لننظر للموضوع بنظرة صادقه
ونأخذه على محملِ الجد ..
نحنُ نغترُ وننبهرُ بالمظاهر وهذه حقيقةٌ من المفترض علينا الاعترافُ بها ..
نريدُ أن نُصبح مثلَ فلانٍ من الناس ..
نمتلكُ أجمل وأكبر منزل ,, و( نأثثهُ ) بـ أفخمِ أثاث ..
ونركبُ أحدث سيارة ..!!
نريدُ الرفاهية ونبحثُ عنها في كلِ مكان ,, رغم تواضع حالتنا المادية والمعيشية ..
فبهذا نجلبُ لأنفسنا الهموم ونحُملُ عواتقنا الديون التي نحنُ في غنى عنها ..
المشكلة أنني لا أعرف سبباً لكل هذا ..
هل هو حبٌ للتقليد الذي أستطيع أن أُطلق عليه التقليد الأعمى وهو كذلك ..؟!
أم هو حبٌ للكبرياء ولجنونِ العظمة ..؟!
أحبتي فلنراعي الله في أنفسنا ولـ ننظر إلى من هم أقل منّـا حالةٌ ماديه ..
فهناك أخوةٌ لنا في الإسلام لا يريدون من هذه الحياة سوى ما يسترون به عوراتهم
ويسدون به جوعهم ويروون بهِ عطشهم ..
ونحن نتكبر على خالقنا ونعمه ,, ونبحث عن ما هو فوق احتياجاتنا ..
فسبحان الله العلي القدير ..!!
فعلاً نحنُ بني آدم طماعون لدرجة كبيرة ولا يُشبعنا سوى التراب الذي خُلقنا منه ..!!
.. خـاتمة ..
كان عمر بن عبدالعزيز رضي الله عنه يُصلي العتمة ثم يدخلُ على بناتهِ فيسلم عليهن ,، فدخل عليهن ذات ليلةِ ,، فلما أحسسنهُ ،, وضعن أيديهن على أفوان ,، ثم تبادرن الباب ( خرجن من الباب مسرعات )
فقال للحاضنة : ما شأنهن ؟!
قالت : إنه لم يكن عندهن شيء يتعشينه إلا عدس وبصل ,، فكرهن أن تشم ذلك من أفوان ..
فبكى عمر ,، ثم قال لهن : يا بناتي ما ينفعكن أن تعشّيْن الألوان ( أصناف الطعام ) ويُمَرُ بأبيكُن إلى النار ..
قال : فبكين حتى علت أصواتهن ، ثم انصرف
أين نحن من عمر ..؟!
أحبتي أرجو أن لا أكون أثقلتُ عليكم بطرحي هذا ..
لكن هذا أمرٌ كان يشغلني منذ فتره بعد ما رأيتُ الحال الذي وصلنا إليه ,, والذي وصل له أخوتنا
المسلمين في البلادِ الأخرى المستضعفة وإني لأسألُ الله أن يفك عنهم كربهم ..
أتمنى أن يكون هذا الموضوع والذي خططتهُ بدمِ قلبي قبل أن أخطهُ بحبرِ قلمي
وذلك لعظمته والله في نفسي ..
أتمنى أن يكون قد أعجبكم ونال على رضائكم واستحسانكم ..!!
الموضوع الاصلي
من روعة الكون