ما هو "طب الطبيعة "Naturopathy؟
فلسفة طب الطبيعة
"طب الطبيعة Naturopathy" هو طريقة طبيعية مميزة لتحقيق الصحة والعلاج، وهي طريقة تأخذ بمبدأ سلامة الشخص ككل. ويعد طب الطبيعة خليفة للطب الحيوي في العالم الغربي، وهو يركز على علاج الأمراض عن طريق تحفيز وتحسين ودعم قدرة الشخص الكامنة على العلاج. وقد تم اختيار أساليب في العلاج تعمل مع القوة الحيوية للمريض، مع احترام ذكاء عملية العلاج الطبيعية. وقد ظهرت ممارسة "طب الطبيعة" من خلال ستة مبادئ أساسية للعلاج تقوم على الملاحظة الموضوعية لطبيعة الصحة والمرض، ويعاد فحصها على الدوام في ضوء التحليل العلمي. ويتميز هذا الأسلوب عن الأساليب
الطبية الأخرى بهذه المبادئ:
· قدرة الطبيعة على العلاج vis medicatrix naturae
تكمن في الجسد القدرة على تكوين الصحة وصيانتها واستعادتها. فعملية العلاج هي عملية منتظمة وذكية، حيث تقوم الطبيعة بالعلاج من خلال استجابة قوة الحياة. وينحصر دور الطبيب في تسهيل وتعزيز هذه العملية وكذلك العمل على تحديد العقبات التي تعترض سبيل الصحة والشفاء والقضاء عليها، فضلا عن تدعيم تكوين بيئة داخلية وخارجية صحية.
· تحديد السبب والعمل على علاجه Tolle causam
لا تحدث الإصابة بمرض دون سبب ما. ويجب اكتشاف الأسباب الأساسية للمرض والقضاء عليها أو علاجها قبل أن يستطيع الشخص الشفاء كلياً من المرض. فالأعراض هي تعبيرات عن محاولة الجسد لعلاج نفسه، ولكنها ليست السبب في الإصابة بالمرض. ولذلك فلا يجب طمس الأعراض عن طريق العلاج. فيمكن أن تحدث أسباب المرض على العديد من المستويات، بما في ذلك المستوى العقلي والعاطفي والروحي. ويجب على الطبيب أن يُقَيِّم الأسباب الأساسية على جميع المستويات وأن يوجه العلاج للتعامل مع الأسباب الأساسية عوضا عن الأعراض التي يظهرها الجسد.
· أولا: لا تتسبب في أي ضرر primum no nocere
المرض هو عملية هادفة للكائن الحي. وتتضمن عملية الشفاء إظهار أعراض، في الواقع تكون عبارة عن تعبيرات صادرة عن قوة الحياة في محاولتها لعلاج نفسها. ويجب أن تقوم إجراءات المداواة بإكمال عملية العلاج هذه والعمل على دعمها. فالطبيب يستطيع إما العمل على دعم قدرة الطبيعة على العلاج أو معاداتها. وعلى ذلك، تعد الأساليب المستخدمة في طمس الأعراض دون القضاء على الأسباب الأساسية للمرض أساليب ضارة يلزم تجنبها أو الحد منها.
· علاج الشخص ككل: طبيعة الصحة والمرض؛ متعددة العوامل
الصحة والمرض حالتان للكائن الحي ككل، ويشمل ذلك تفاعلا معقدا للعوامل الجسدية والروحية والعقلية والعاطفية والجينية والبيئية والاجتماعية وغيرها من عوامل أخرى. ويجب أن يقوم الطبيب بعلاج الشخص ككل عن طريق مراعاة جميع تلك العوامل. ويُعَد التناغم الوظيفي لجميع الأوجه الخاصة بالفرد أمرا أساسيا للشفاء من المرض والوقاية منه، وهو ما يتطلب استخدام طريقة خاصة بكل شخص وشاملة، من أجل التشخيص والعلاج.
· الطبيب كمعلم docere
بعد التشخيص الدقيق وإصدار الوصفة الطبية المناسبة، يجب على الطبيب أن يعمل على تكوين علاقة صحية وحساسة بينه وبين المريض. إن العلاقة التعاونية بين المريض والطبيب تتميز بقيمة علاجية كامنة، حيث يكمن الدور الأساسي للطبيب في تعليم المريض كيفية تحمل المسؤولية عن الصحة وتشجيعه على القيام بذلك. فالطبيب يقوم بدور العامل المساعد الذي يحث على التغير الصحي ويقوي المريض ويحفزه على تحمل المسؤولية. فالمريض، وليس الطبيب هو الذي يقوم بتكوين أو تحقيق العلاج في النهاية. كما يكون على الطبيب أن يعمل جاهدا في سبيل نفخ الأمل وتوصيل الفهم للمريض. وعلاوة على ذلك، يجب على الطبيب أيضا أن يلتزم بتطوير نفسه شخصيا وروحيا، لكي يصبح معلما جيدا.
· الوقاية: إن الوقاية هي أفضل علاج
يجب أن يكون الهدف الأساسي من أي نظام للرعاية الصحية هو الوقاية. ويتم ذلك من خلال تعليم وتعزيز العادات الحياتية الصحية التي من شأنها تحقيق الصحة الجيدة. ويقوم الطبيب بتقييم عوامل الخطر والقابلية الوراثية للإصابة بالمرض، ويقوم بتدخلات مناسبة لتجنب مزيد من الأذى أو الخطر للمريض. ويتم التأكيد على بناء الصحة وليس على مقاومة المرض.
الممارسة
تعمل فلسفة "طب الطبيعة" كأساس لممارسة "طب الطبيعة". ويتضمن النطاق الحالي لممارسة "طب الطبيعة" ما يلي، على سبيل المثال لا الحصر:
· التغذية العلاجية
تستند ممارسات "طب الطبيعة" على أن الغذاء هو أفضل علاج. حيث يمكن علاج العديد من الحالات الطبية عن طريق الأغذية والمكملات الغذائية بشكل أكثر فعالية من الطرق الأخرى، مع وجود تعقيدات وأعراض جانبية أقل. ويستخدم أطباء "طب الطبيعة" علم تنظيم الأغذية وعلم الصحة الطبيعية والصيام والمكملات الغذائية في ممارسة ذلك.
· طب النباتات
تعمل الكثير من المواد النباتية كأدوية فعالة. ففي حين أن الأدوية الكيميائية تتعامل مع مشكلة واحدة، تستطيع الأدوية النباتية التعامل مع مجموعة من المشاكل في نفس الوقت. فالطبيعة الحيوية للنباتات تجعلها متوافقة مع الكيمياء الخاصة بالجسد، بما يمكنها من أن تصبح فعالة بلطف مع قليل من الآثار الجانبية السامة.
· الطب المثلي "هوميوباثي"
يستند الطب المثلي على مبدأ "المثل يعالج المثل". وهو يعمل على مستوى مغناطيسي كهربائي خفيف ولكنه فعال، حيث يعمل بلطف على تقوية علاج الجسد، ورد الفعل المناعي.
· الطب البشري
يختص "طب الطبيعة" بأساليبه اليدوية العلاجية للعضلات والعظام والعمود الفقري. ويستخدم "طب الطبيعة" أيضا الموجات فوق الصوتية والعلاج الحراري (دياثرمي) والتمارين والتدليك والماء والحرارة والبرودة والهواء والنبضات الكهربائية الخفيفة.
· الطب الشرقي
الطب الشرقي هو فلسفة علاجية مكملة "لطب الطبيعة". وتقدم نظرية مسارات الطاقة فهما هاما لوحدة الجسد مع العقل، وتضيف إلى الفهم الغربي لعلم وظائف الأعضاء. كما يقدم الوخز بالإبر طريقة علاج تمكن من توحيد ومجانسة الخلل الذي يوجد في حالات المرض ويتسبب في الإصابة بالمرض إذا لم يتم علاجه.
· الولادة في طب الطبيعة
يوفر أطباء "طب الطبيعة" رعاية للولادة الطبيعية في أماكن خارج المستشفى، ويقدمون رعاية ما قبل وما بعد الولادة باستخدام أساليب التشخيص الحديثة. ويقوي أسلوب "طب الطبيعة" وظائف الجسد الصحية بحيث يمكن الوقاية من المضاعفات التي قد تصاحب الحمل.
· الطب النفسي
قد تؤثر المواقف العقلية والحالات العاطفية على الأمراض الجسدية، بل وقد تتسبب فيها أيضا. ويتم استخدام الاستشارة والتوازن الغذائي وإدارة الضغط والمعالجة بالتنويم المغناطيسي والاسترجاع الحيوي والأساليب العلاجية الأخرى لمساعدة المرضى على الشفاء على المستوى النفسي.
· الجراحات البسيطة
يقوم ممارسو "طب الطبيعة"، كالممارسين العامين، بالجراحات الصغيرة في العيادة، بما في ذلك علاج الجروح السطحية، وإزالة الأجسام الغريبة والأكياس الدهنية والكتل السطحية الأخرى.
الموضوع الاصلي
من روعة الكون