00 خرجت من المنزل في يوم الجمعه متوجها الى سوق الأثاث المستعمل , واغلب تسمية له في البلاد العربيه (سوق الجمعه ) وغالبا مايباع فيه اشياء مستعمله ,لم اكن انوي شراء شيء
معين بل خرجت ارفه عن نفسي قليلا ,كان الوقت عصرا 00 والضجيج يملأالمكان وقد اختلطت
الاصوات ببعضها000 وكل شيء في هذا المكان له قصه وحكايه 00 من البدايه حتى النهايه
اقتربت من بائع الصحف والمجلات المستعمله ايضا00 لفت انتباهي روايه قديمه للكاتب والروائي
(نجيب محفوظ )بالأضافه لبعض القصص القصيره000اشتريتها جميعا,عدت الى المنزل في آخر النهار وانا متعب من ذلك الضجيج وتلك الضوضاء0000 ,وفي المساء وانا اتصفح تلك الروايه,
لفت انتباهي ان بين طيات الروايه يوجد بعض المذكرات قد دونها صاحب الروايه اي مالكها الاصلي
وكان يدعى (احمد )قد دون قصه قصيره ربما تحكي معاناته في ثلاثة ايام قضاها في زنزانه0
(اليوم الأول )
ـــ استيقضت مبكرا , لم يكن هناك احد سواي في المنزل ,فوالدتي ترقد في المستشفى بسبب مرض
عضال الم بها ,ووالدي يعيش بعيدا عنا مع زوجته الجديده (هناء ) تلك الشابه التى تزوجها بعد ان مرضت امي ,اخوتي الصغار في بيت خالتي التى تهتم بشئونهم بعد مرض والدتي ,توجهت الى العمل مبكرا كعادتي ,وأثناء انهماكي بأداء مهام عملي , وعند تمام الساعه التاسعه صباحا استدعاني مسئولي بالعمل (ابوخالد ) واخبرني ان هناك امر هام يريد مناقشته معي , توجهت الى مكتبه , كان يبدو متجهما بعض الشيء ومن الواضح انه اراد ان يحاط الامر بسريه تامه , القيت عليه التحيه وكان بجانبه ساعي البريد (ابوثامر ) فأشار اليه ان ينصرف000 اسرع (ابوثامر )
بالخروج ولم تخلوا نظراته من بعض الامتعاض000 ! نظر الي (ابوخالد ) وكانه بدا مشفقا علي
وقال:انت من افضل الموظفين لدي ولم اشك في نزاهتك في يوم من الايام وقد ازدادت ثقتي بك عندما علمت انك اصبحت (ملتزما ) ولكن يا احمد مصلحة العمل فوق كل اعتبار00000000!!
فأنت تعلم مدى الحساسيه التى تتمتع بها مؤسستنا000 فهي معلم حيوي لأقتصاد الوطن !
فأرجوا ان لاتسيء فهمي ! ,فأجبته بأني لا اعرف ماهو المطلوب مني ! ,فتردد قليلا ثم قال :
اليوم قد وصلنا استدعاء بأسمك للحضور للتحقيق لدى الجهات الأمنيه 000! لم اصدق ما اسمع
مددت يدي وهي ترتعش لآخذ تلك الورقه 000 وخرجت وأنا قلبي تملئه الهموم والغموم وأخذت اراجع سجلاتي القديمه ,او بالاحرى مغامراتي !وجدتها قد طوتها الايام والسنين لم يبقى منها اثر
فلطالما سمعت (كما تدين تدان )000!!
لازلت اذكر ذلك اليوم الذي لا اعده من حياتي لكنه كان يوم (اربعاء ) توجهت فيه الى المركز الامني,كلما اقتربت تسارعت ضربات قلبي وازداد ضخ (الادرينالين )في شراييني ,ركنت مركبتي
في مواقف واسعه جدا اخذت اواصل الخطوات نحو البوابه حيث يقف هناك عسكري بلا حراك وكانه
تمثال في متحف الشمع,القيت التحيه واعطيته تلك الورقه المنحوسه ,صاح باعلى صوته يافلان
فحضر ذلك العسكري الأخر مهرولا فأعطاه الورقه وامره ان يوصلني بالمركبه العسكريه الى ذلك المبنى المشئوم ,000 وعند وصولنا ترجلت من السياره وقد بدت ساقاي ثقيلتان لا تحملاني على متابعة السير000! مالذي اصابني ؟؟ نظرت الى المباني المتلاصقه000كانت في حاله مزريه وبدت كأنها مهجوره , نظرت الى الاشجار من حولها فلقد بدت شاحبه ,وكأنها ليست في فصل الربيع !! فكل وجه انظر اليه في طريقي كأنه لبس قناعا !!شممت رائحة الموت من حولي 00
ادخلني العسكري المرافق الى غرفة صغيره وقال انتظرني هنا ولاتبرح حتى اعود 0000!!
لم يمض على انتظاري سوى برهة من الزمن حتى قدم علي آخران00 الاول اقترب مني وقد ظننت انه يعرفني حيث كان مبتسما 000لقد نسيت حكاية الاقنعه !! اطبق علي بحركة خبيثه وكبل ساعدي بتلك القيود 00 اما الآخر فقد اهوى على عيني يعصبها بعصابة سوداء حتى يحجب النظر عني 000 كانت قلوبهم قاسيه كالحجر00 لم تجدي نداءاتي شيئا , ولم يفسرا لي مافعلاه معي
آخذ الاول بمقدمة أزاري يجرني , اما الآخر فآخذ يدفعني دفعا , فلم اتذكر في تلك اللحظه سوى
هذه الآيه (أمن يجيب المضطر اذا دعاه ويكشف السوء ) تم اقتيادي الى مبنى آخر ولم ارى شيئا في طريقى000 وفجاه اوقفاني على عتبة باب مسئول أمني 00 وتركاني حيث كانا يتحفزان لعمل ما 0000 استعدت توازني 00 وفجأه سمعت من يقول : تقدم !! ما ان تقدمت حتى هوت قدمي في فراغ كبير وسقطت على الأرض 000 نهضت من جديد 000 فقال : انت أحمد قلت : نعم 000
فقال ماهو انتمائك !! ومالذي تنوي فعله من تخريب في مؤسستكم !! اخبرته اني لا انتمي لأحد واني من البيت الى المسجد والى العمل 000 علت ضحكته وخالطتها ضحكات مختلفه 000 فلم يكن لوحده فهم كثر 000 فأردف قائلا : جواب نهائي 00!! هذه كانت آخر كلمه سمعتها تلاها وميض في عيني اليمنى تلاه ارتطام شديد في الحائط 00!! لم أفق بعدها الا وانا اشتم رائحة الغبار من زنزانه صغيره ولم تزل القيود في يدى وكذلك العصابه على عيني 000 لم تكن رائحة الغبار وحدها بالمكان 00 بل خالطها دماء تسيل 000 في كل جزء مني احسستها وفي فمي وانفي حتى خالطت ارضيه الزنزانه 000 امتزجت مع الرمال التى تملاء الزنزانه الصغيره لتصبح كتلا صغيره من الطين في يدي 000!! اخذت ازحف على صدري لأستكشف المكان كانت انفاسي الحاره تسبقني لتثير الغبار من حولي 00 وفجأه سمعت انين انسان توجهت نحو الصوت واقتربت منه 00 شعرت بحرارة ودفء غريب 00!! ادرت خدي الايمن لأستريح فأذا خدي يلامس بشرة انسان00!!
فلم اعرف اي جزء لامست000 حاولت جاهدا ان اتكلم معه 000 حاولت رغم آلام فكي لكني نطقت !! من انت ؟؟؟؟؟؟؟ اجاب بصوت ضعيف 0000 (اسماعيل ) كان وقع الاسم على نفسي
كالصدمه 000 اسماعيل صاحبي 00!!! اجاب بنعم , ذرفت عيني دمعه لم اعلم ان كان اسماعيل قد احسها تنساب على بشرته ام لا 000 اخذتني ذكرياتي مع اسماعيل الى ايام الصـبــــــــا 000
بينما انا كذلك , قطع ذكرياتي صوت المؤذن من مسجد قريب 000 لم اعرف من اي اتجاه يأتي
لكنه كان صوتا عذبا شجيا 000لشيخ طاعن في السن 000لم استطع ان اتمالك نفسي فاجهشت بالبكاء وسمعت (اسماعيل ) ايضا يبكي مثلي 000!!
لكن كلانا لا يعرف اي وقت كان ذلك الأذان 000!!!
ــــ يتبع
الموضوع الاصلي
من روعة الكون