تكفلت التطورات التي شهدتها قطاعات الاستثمار خلال الفترة الأخيرة بتغيير أولويات المستثمرين للعام الهجري الجديد 1428، حسب استطلاع حديث لرأي لآراء شريحة من المستثمرين شملت عينة عشوائية من رجال وسيدات الأعمال وأكاديميات وطالبات جامعيات من مختلف التخصصات كشف عن حالة من الحذر تسود في الأوساط الاستثمارية حول كيفية التعامل مع الاستثمارات خلال العام المقبل في ظل التصحيح الحاد الذي شهده قطاع الأسهم من جهة والتخوف من أن ارتفاع قطاع العقار ليصل إلى مرحلة الفائض.
88% يفضلون تنويع الاستثمار
وبحسب الاستطلاع الذي أجرته “ عكاظ” السعودية في عددها اليوم السبت 20-1-2007، أدى هذا الأمر إلى ارتفاع نسبة الذين يوصون بعدم الاتكال كلياً على أي من قطاعي العقار أو الأسهم بمفرده، حيث اعتبرت 88% من اجمالي عينة الاستطلاع إن من الضروري تنويع الاستثمارات خلال العام المقبل و اتباع سياسة استثمارية متحفظة خلال العام المقبل واتخاذ قرارات الاستثمار على أساس دراسات دقيقة لتطورات الأسواق وفرص تحقيق الأرباح.
وظل العقار يشكل الخيار الأول للمستثمرين مع دعوات لانتقاء المشروعات التي لا تزال تملك فرصاً مجزية للعائد وفي مقدمتها الإنشاءات العقارية التي ترتبط بقطاعات السياحة والترفيه والتسوق وكذلك الإسكان لأصحاب الدخل المتوسط والمحدود وأيضاً المكاتب والمخازن .
وأشار 30 % الى اهمية توزيع الاستثمار بين العقار والأسهم فيما رأى 40% التوجه إلى الخيارات الاستثمارية الأخرى مثل الصناعة والسياحة والتجارة والأفكار المبتكرة وكذلك المشروعات التي تتعامل مع الأسواق العالمية.
الذهب ملاذ استثماري
واحتلت المعادن الثمينة وخاصة الذهب الملاذ الاستثماري للمستثمرات بنسبة 30 %، وذلك لعدة أسباب على رأسها أن وجود استثمارات في الذهب تعطي الاطمئنان كونها تقدم شيئا من التوازن في هذه الحافظة.
وتراجعت نسبة الذين أوصوا بالاستثمار في الأسهم، الأمر الذي يعكس مدى تأثير الخسائر في هذا القطاع في توجهات المستثمرين نحوه، واثبتت النتائج أن اختيار الصناديق الاستثمارية وخاصة المغلقة منها قد تكون لها عوائد للمدى المتوسط والطويل لأن الأسعار الحالية أصبحت عند مستويات منخفضة إلى الدرجة التي تؤمن عوائد مجزية في المستقبل.وسجلت معظم الاستمارات بان الاستثمارات ستتركز على العقار والمعادن الثمينة بينما لم يتم تخصيص أي نسبة لشراء أسهم جديدة .
وأوضح نحو 77% من اجمالي العينة ان قرار الاستثمار لن يكون قراراً سهلاً خلال العام الجديد بل سيتأنى المستثمرون كثيراً في اتخاذ قراراتهم الاستثمارية وهذا سيطبع الأسواق عموماً بشيء من التحفظ ورشحوا للبحث عن أسواق أخرى جديدة نامية عربية كانت أو أجنبية بهدف تحقيق عوائد ربحية أفضل.
أسعار الأسهم الحالية مغرية
الأوضاع الأخيرة هي في صالح النهوض من جديد بأسواق الأسهم لتستقطب بذلك أعداداً جيدة من المستثمرين الذين ينبغي ان يكونوا قد استفادوا من التجربة الماضية
ماجد غلاييني
وفي تعليقه على الخيارات الاستثمارية التي نتجت عن الاستطلاع قال ماجد غلاييني رئيس مجلس إدارة إحدى الشركات إن المستثمرين والمستثمرات يجب أن يأخذوا خطوات عملية بشكل أكبر في تحديد استثماراتهم، معتبراً إن أسعار الأسهم الحالية جيدة ومغرية لمن يرغبون أو يفكرون في دخول السوق مرة أخرى.
واعتبر أن الأوضاع الأخيرة هي في صالح النهوض من جديد بأسواق المال والأسهم لتستقطب بذلك أعداداً جيدة من المستثمرين الذين ينبغي ان يكونوا قد استفادوا من التجربة الماضية التي شهدت تراجع الأسواق والمؤشرات بشكل كبير، ومن الضروري ان يقوموا باختيار الوسطاء الأفضل والمحترفين وذوي الخبرة لإجراء عمليات البيع والشراء عن طريقهم.
بينما رأت مي محمد الشيخ والتي تعمل في احد المعاهد الاقتصادية أن الطفرة الاقتصادية التي تشهدها الدولة حالياً تغري بالاستثمار في كل القطاعات نظراً للمردود الايجابي للعائد على الاستثمار مشيرة إلى أن زخم القطاع العقاري يعززه الاستثمار في هذا القطاع الحيوي خلال السنوات الثلاث المقبلة.
الصناعات المتوسطة ومواد البناء
العقار هو الاستثمار الوحيد المضمون الذي لا يتعرض لأزمات حادة كما يحدث في الأسهم،
ثريا مدني
وتوقعت أن يشهد العام المقبل نمواً جيداً في أسواق المال المحلية، مشيرة إلى أن الأسواق بدأت تقترب من نهاية مرحلة التصحيح.ولفتت إلى أن القطاع الصناعي يعتبر من القطاعات الواعدة وبخاصة الصناعات المتوسطة وصناعات مواد البناء متوقعاً أن يشهد هذا القطاع طفرة حقيقية خلال الأعوام القليلة المقبلة.
ورجحت ثريا مدني الرئيس التنفيذي لاحدى الشركات، الاستثمار في الأسهم معتبرة أن العقار هو الاستثمار الوحيد المضمون الذي لا يتعرض لأزمات حادة كما يحدث في قطاع الأسهم، وقالت إنه على الرغم من تشبع بعض أسواق القطاع العقاري في الدولة إلا أن المملكة مقبلة على طفرة عقارية.
وتقول حنان المشرفة على إحدى صالات التداول بجدة والتي تعمل في قطاع البنوك لمدة طويلة بأنه يجب اختيار الشركات الجيدة من حيث النتائج والأعمال بالإضافة إلى أهمية وجود معرفة جيدة لدى المستثمر بأمور السوق والإجراءات والعمليات المرتبطة به.وفيما يتعلق بالوجهات أو القنوات الاستثمارية الأخرى تقول أنها ستبقى موجودة ومتاحة للراغبين بالاستثمار فيها.
وقالت نهى زارع طالبة الماجستير تخصص إدارة الأعمال ان العام المقبل سيتسم بالحذر من قبل المستثمرين في مختلف القطاعات، فالذين تعاملوا في الأسهم خلال الفترة الماضية سيكون لديهم شيء من التحفظ في التعامل مع الأسواق لمحاولة تجنب الأخطاء التي حصلت في العام الماضي والتقليل قدر الإمكان من الخسائر، كما أن الاستثمار في العقار سيشهد شيئاً من التحفظ في التعامل معه خلال المرحلة المقبلة تحسباً لاحتمالات حدوث تراجع فيه شبيه بالتراجع الذي شهدته الأسهم.
الموضوع الاصلي
من روعة الكون