كثير ما نسمع عن قصص يتداولها الآباء و الاجداد عن شاب مسلم يقع في غرام فتاة نصرانية .. و يبلغ عشقه لها أن يغير دينه إلى النصرانية لأجل عيونها حتى يتزوجها ..
سمعنا هذه القصة بأشكال و ألوان متعددة ..و تكررت كثيرا في كتب الوعظ كقصة حزينة مؤسفة ..
و لكن .. ليست كل القصص كذلك ..
فهذه قصة بطلها شاب مسلم .. و فتاة نصرانية ..
قصة قامت على الحب و العشق و الغرام ..و لكنها ليست كالأولى ..
بل !
لندع الأحداث تتكلم ..
حدثت هذه القصة منذ سنوات طويلة في ربوع الشام .. حيث نجد هناك الكثير من القرى و الأرياف التي تقطنها عوائل مسلمة و نصرانية جنبا إلى جنب في حياة طبيعية .. فكلهم أهل قرية واحدة ..
و حدث أن صعد شاب مسلم إلى سطح داره لأمر ما .. و كان بالجوار بيت نصراني .. فلمح الشاب بنتا كالقمر في باحة ذلك البيت ..
و خفق قلبه لها ..
و على الفور أسرع و خرج إلى ذلك البيت .. و طرق الباب .. فتفتح تلك الفتاة باب الدار قليلا لترى ماذا يريد .. فيخبرها عن عشقه و هيامه بها .. و أنه يحبها و يريد أن يتزوجها .. فترد عليه بأنها لا تتزوج مسلما لأنها نصرانية .. و أنه إن كان جادا في حبه لها فعليه أن يتنصر ثم يتقدم إليها .. و عندها ستقبل به زوجا ..
و احتار الشاب ..
أيغير دينه من أجلها ؟ ..
و لكن .. يبدو أن العشق جنون ..
حيث حسم الشاب أمره في النهاية و عاد إلى الفتاة و أخبرها أنه موافق أن يغير دينه إلى النصرانية لكي يتزوجها .. فتفرح الفتاة لذلك .. و تذهب و إياه إلى (الخوري) في كنيسة القرية .. و ( الخوري ) اسم دارج في بعض المناطق لرجل الدين النصراني ..
دخل الشاب و الفتاة إلى الكنيسة.. و استقبلهما (الخوري) بكل ترحاب مستفسرا عن مجئ الشاب لعلمه بأنه غير نصراني .. فتخبره الفتاة بأنه يريد أن يتزوجها و ليس لديه مانع في أن يغير دينه لأجل ذلك ,,
رحب (الخوري) بالشاب مثنيا على شجاعته في ( اتباع الحق) .. ثم أخذه إلى حوض به ماء يعرف عن النصارى بأنه (ماء التعميد) .. أمسك الخوري برأس الشاب من شعره .. و قام بتغطيس رأسه في ماء التعميد ثلاث مرات و هو يقول في كل مرة :
" أدخل مسلم .. أطلع نصراني .. أدخل مسلم .. أطلع نصراني " ..
ثم أطلقه و قال له : " اذهب الآن .. لقد أصبحت نصرانيا " ..
تعجب الشاب من هذه الطريقة في تغيير الديانة ..
و لكنه لم يتعب نفسه بالتفكير .. فقد أصبح الآن بإمكانه أن يتزوج الفتاة التي أحب ..
و فعلا .. تقدم لها .. و وافقت و وافق اهلها .. و تم الزواج ..
" و عاشوا في سبات و نبات و خلفوا صبيان و بنات " ..
مهلا .. القصة لم تنته بعد !
مرت الايام .. و أتت فترة الصوم عند النصارى ..
و هذه الفترة ليست كشهر رمضان عند المسلمين .. بل هي صوم عن اللحوم و الأجبان و منتجات الحيوانات فقط و تستمر لأربعين يوما ..
و بينما الزوجة جالسة في بيتها إذ فوجئت بزوجها يدخل الدار و معه دجاجة مشوية .. و جلس و أكلها بكل تلذذ .. و برود ! ..
صدمت الزوجة لهذا ( المنكر العظيم ) الذي اقترفه زوجها.. غضبت بشدة .. و رفعت صوتها على زوجها .. ثم خرجت و هي تتوعد بأنها ستخبر (الخوري) عن إثمه العظيم ..
و غضب الخوري لما فعل الشاب .. و استدعاه على الفور .. و قال : " كيف تخالف تعاليم ديننا و تأكل دجاجة في فترة الصوم ؟ " ..
و فوجئت الفتاة عندما رد الشاب بكل برود قائلا : " و لكنني لم آكل أي دجاجة ؟ "
هتفت الفتاة : " أو تكذب أيضا ؟! "
و لكن الشاب لم يغير موقفه .. " أبدا .. لم آكل أي دجاجة .. و لم اقترف أي ذنب " ..
أخذت الفتاة تصرخ و تقسم بأنها رأته بأم عينها و هو يأكل الدجاجة .. و أصر هو على إنكاره لما حصل ..
و أخيرا .. قام الخوري بتهدئة الوضع .. و خاطب الشاب بكل هدوء : " يا بني .. زوجتك تقسم بالرب أنها رأتك تأكل الدجاجة.. و أنت تنكر .. كيف ذلك؟ "
فقال الشاب بكل برود : " أنا لم آكل أي دجاجة أنا أكلت عنبا "
فرد عليه الخوري " و لكنها تقسم أنك أكلت دجاجة !! "
فقال الشاب : " لقد كانت دجاجة .. و لكنني أحضرتها و غطستها في الماء ثلاثا و أنا أقول لها : أدخلي دجاجة .. أخرجي عنبا .. أدخلي دجاجة .. أخرجي عنبا .. و هكذا صارت الدجاجة عنبا .. و أكلتها عنبا ! " ..
دهش الخوري لهذا الكلام الذي لا منطق له .. و قال في استنكار ساخر : " أيها الأحمق .. أتتحول الدجاجة إلى عنب بمجرد تغطيسها بالماء ؟! " ..
فقال الشاب بكل سخرية : " و تظنني سأترك الإسلام و أصبح نصرانيا بمجرد أن قمت بتغطيس رأسي بماء الكنيسة ؟ !!! "
و انهارت الفتاة ! ..
الموضوع الاصلي
من روعة الكون