تصاعدت في الآونة الأخيرة الحملات التبشيرية من النصارى لاستقطاب المسلمين ضعاف الإيمان للدخول إلى النصرانية وضربوا على الوتر الحساس عندهم والذي لايستطيعون إصلاحه ، وهو الوضع الإقتصادي المتردي لهؤلاء المسلمين الفقراء الذين لايجدون المأوى ولا المأكل وبالفعل ارتدَّ عن الإسلام فئة من الناس في أماكن عشوائية بمصر في مكانين أحدهما وهو عزبة الهجَّانة إلى جوار ألماظة بشرق القاهرة والآخر بجزيرة الذهب بجنوب القاهرة ، وأسلوب التنصير فيهما واحد ، وهو التلويح بتحسين الأحوال المعيشية لهؤلاء الفقراء بمد يد العون من الكنيسة ، وإغراقهم في حياة معيشية لم يكونوا يحلمون بها حتى يبدو في قناعاتهم أن النصرانية هي التي تسعى لانتشالهم من مستنقع الفقر والمرض ، والإنفاق على الأطفال في مدارسهم ، فماذا يكون الجواب لو طلب منهم التنصُر والدخول في النصرانية بعد هذا النعيم الذي عاشوا فيه وتنعموا به ؟؟ لاشك أنه الحُلم الذي تمنوه ، فلا فقر ولامرض بعد اليوم ، وهكذا يُفتح باب من أبواب المساءلة على الحكام والأفراد الذين تركوا أبناء دينهم يتضورون من الجوع ويُكابدون عدم القدرة حتى على توفير غطاء يقيهم من برد الشتاء القارس ، في الوقت الذي نسمع فيه عن الأثرياء والأمراء العرب السُفهاء ، وهم يتبرعون لمصحات لرعاية الكلاب في أمريكا ، ويُنفقون الأموال ببذخ في سهراتهم وحفلاتهم ، دون مؤاخذة أو مراجعة ... ناسين أن هذا المال ليس مالهم وهم فقط مستخلفون فيه ومُحاسبون عليه .. وتلك مصيبتنا في كُل ما استُخلفنا فيه ونقول بملكيته !!!!!!
فعلى من يقع وزر ارتداد هؤلاء المسلمين عن دينهم ؟؟
مامن شكٍ أن الوزر يقع على المرتد أو المرتدة نفسيهما ، مع مشاركة الحاكم أو وليّ الأمر أو المسلم المقتدر الذي علم بالحال ولم يعمل على إزاحة الأسباب ..
والشيئ المؤلم حقاً هو سماعُكِ لفتوى قيل أن مفتي الديار المصرية الدكتور علي جمعة قد أفتى بها .. وهي أنه لا حدَّ على من بدَّل دينه ، ضارباً بحديث النبي صلى الله عليه وسلَّم " من بدّل دينه فا قتلوه " ... وكأنه يفتح الباب على مصراعيه لكل من رغِب في تغيير دينه أن يفعل .. والدين الذي أقصده هو الإسلام ، فليس هناك دين غيره ، أمَّا النصرانية واليهودية فهي عقيدة .. ويدَّعي أن حُجته في عدم إقام الحد على المرتد آية سورة البقرة .. لاإكراه في الدين .. فخاب وخاب مسعاه وكلَّ من أيَّده ومدََّ إليه يدَه ..
ولو أنه أعلن الحُدود كا سنَّها النبيُّ صلَّى الله عليه وسلَّم وأقامها بحق الله لما تجَرَأ أحد على الإرتداد ولما طمع الآخرون في جذبهم إلى النصرانية ..وخروج المسلمين من دينهم وارتدادهم لن يُنقص الإسلام كديانة فما أكثر المسلمين وما أقل التزامهم ، ولكنَّ ذلك المرتد لم يجد من يُخوفُهُ أو يُرهبُه أو يُبصِرُه !!
المرتد لغة الراجع يقال ارتد فهو مرتد إذا رجع والمرتد شرعا هو الراجع عن دين الإسلام إلى الكفر.
والمرتد لا يرثه ورثته من المسلمين و لا من أهل الدين الذي ارتد إليه و لا تجوز وصاياه و لا عتقه .
والمرتد إذا ظفر به قبل أن يحارب فاتفقوا على أن يقتل الرجل لقولـه عليه الصلاة والسلام " من بدل دينه فاقتلوه "رواه البخاري" ، واختلفوا في قتل المرأة وهل تستتاب قبل أن تقتل ؟
فقال الجمهور : تقتل المرأة وقال أبو حنيفة : لا تقتل وشبا بالكافرة الأصلية والجمهور اعتمدوا العموم الوارد في ذلك وشذ قوم فقالوا : تقتل وإن راجعت الإسلام وأما الاستتابة فإن مالكا شرط في قتله ذلك على ما راوه عن عمر وقال قوم : لا تقبل توبته وأما إذا حارب المرتد ثم ظهر عليه فإنه يقتل بالحرابة ولا يستتاب كانت حرابته بدار الإسلام أو بعد أن لحق بدار الحرب إلا أن يسلم .
وأما إذا أسلم المرتد المحارب بعد أن أخذ أو قبل أن يؤخذ فإنه يختلف في حكمه فإن كانت حرابته في دار الحرب فهو عند مالك كالحربي يسلم لاتباعه عليه في شيء مما فعل في حال ارتداده .
وأما إن كانت حرابته في دار الإسلام فإنه يسقط إسلامه عنه حكم الحرابة خاصة وحكمه فيما جنى حكم المرتد إذا جنى في ردته في دار الإسلام ثم أسلم وقد اختلف أصحاب مالك فيه فقال : حكمه حكم المرتد من اعتبر يوم الجناية وقال : حكمه حكم المسلم من اعتبر يوم الحكم .
الموضوع الاصلي
من روعة الكون