الظلم ثلاثة
ظـُُلم لايُغفـَر ، وظـُُلم لايُترك ، وظـُلم لايُطلـَب
فأمََّا الظـُلم الذي لايُغفـَرفالشـِركُ بالله والعياذ بالله ، قال تعالي " إِنَّ اللّهَ لاَ يَغـْفِـِرُ أَن يُشْرَكَ بِهِ وَيَغـْفِرُ مَا دُونَ ذَلِكَ لِمَن يَشَاء وَمَن يُشْرِكْ بِاللّهِ فَقَدِ افْتَرَى إِثْمًا عَظِيمًا "
وأمَّا الظـُلم الذي لايُترَك فظـُلم العباد بعضهم بعضاً ..
وأمَّا الظـُلم المغفور قظـُلم العبد نفسه ..
يُروي أنَّ رجلا ً صلبَه الحجاج مرَّ به رجلٌ آخر ، فقال : يارب إن حلمَك علي الظالمين قد أضرَّ بالمظلومين ... فنامَ في تلك الليلة فرأي في منامه أن القيامة قد قامت وكأنه دخل الجنة فرأي ذلك الرجل المصلوب في أعلي عليين وإذا منادٍ يُنادي :
حلمي على الظالمين أحلَّ المظلومين في أعلي عليين ....
وقيل :
من سَلبَ نعمة غيره ، سلب نعمتـَه غيرُه ..
وقيل :
من طال عدوانه زال سـُلطانه ..
وقال علي بن أبي طالب
يوم المظلوم على الظالم أشدُّ من يوم الظالم علي المظلوم
فلم أرَ مثـل العـدل للـمرء رافعــاً
ولم أر مثل الجور للمرء واضعاً
وقال أحد الصالحين :
إنـِّي لأستحي أن أظلم من لايجد عليَّ ناصراً إلا الله ..
فلا تأمننَّ الدهرَ حُراً ظلمتـَهُ ** فما ليــلُ حـر ٍ إن ظلمتَ بنــائم ِ
لا تظلمنَّ إذا ماكُنتَ مقـتدراً ** فالظلمُ مصْدَرُهُ يُفضي إلي الندَم ِ
تنامُ عَيناكَ والمظلومُ مُنتبه ** يَدعو عليـكَ وعين الله لم تـَنَـــم ِ
وحُكيَ أن الحجاجَ حبس رجلا ً في حبسه ظـُلمٌ فكتب إليه رُقعة فيها :-
قد مضي من بؤسنا أيام ، ومن نعيمك أيام ، والموعدُ القيامة ، والسجنُ جهنَّم ، والحاكمُ لايحتاجُ إلي بيِّنَة ... وكتب في آخرها :-
ستــعلمُ يانـؤومُ إذا التــقينا ** غداً عـند الإله مـن الظلومُ
أمــا والله إن الظـــُلمَ لــــؤمٌ ** ومازال الـظلوم هوَ الملومُ
سـينقطعُ التـلذذُ عـن أنـاسٍ ** أدامــوه وينـقـطع الـــنعيمُ
إلى ديَّان ِ يوم الدين نمضي ** وعند الله تجتمـع الخصـومُ
وكما قالوا :
من شاركَ الســُلطانَ الظالمَ في عِز الدنيا
شـــــــــــاركه في ذُلِّ الآخـــــــــرة
وقال تعالى
وَلاَ تَحْسَبَنَّ اللّهَ غَافِلاً عَمَّا يَعْمَلُ الظَّالِمُونَ إِنَّمَا يُؤَخِّرُهُمْ لِيَوْمٍ تَشْخَصُ فِيهِ الأَبْصَارُ
الموضوع الاصلي
من روعة الكون