هل العقل في الدماغ أم في القلب ؟
هذه مسألة اشكلت على كثير من النظّـار الذين ينظرون إلى الأمور نظرة مادية لا يرجعون فيها
إلى قول الله وقول رسوله صلى الله عليه وسلم .
وإلا فالحقيقة فيها أمر واضح أن العقل في القلب وأن القلب في الصدر { أفلم يسيروا في الأرض فتكون لهم قلوب يعقلون بها }"سورة الحج الآية 46"وقال {فإنها لا تعمى الأبصار ولكن تعمى القلوب التي في الصدور}"سورة الحج الآية46,ولم يقل القلوب التي في الأدمغة.
فالأمر هنا واضح جداً أن العقل يكون في القلب ويؤيد هذا قول النبي صلى الله عليه وسلم {"ألا و
إن في الجسد مضغة إذا صلحت صلح الجسد كله وإذا فسدت فسد الجسد كله ألا وهي القلب "}
فما بالك بأمر شهد به كتاب الله هو الخالق العالم بكل شئ وشهدت به سنة الرسول صلى الله عليه وسلم .
إن الواجب علينا إزاء ذلك أن نطرح كل قول يخالف كتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم وأن نجعله تحت أقدامنا وأن لا نرفع به رأساً.
إذا : القلب هو محل العقل ولا شك ولكن الدماغ محل التصوّر ثم إذا تصورها وجهّزها بعث بها إلى القلب ثم القلب يأمر أو ينهى.
فكأن الدماغ (سكرتير) يجهز الأشياء ثم يدفعها إلى القلب ثم القلب يأمر أو ينهى وهذا ليس بغريب {وفي أنفسكم أفلا تبصرون}"الذاريات الآية21" وفي هذا الجسم أشياء غريبة تحار فيها العقول.
وأيضا قلنا لأن النبي عليه الصلاة والسلام قال :"إذا صلحت صلح الجسد "فلولا أن الأمر للقلب ما كان إذا صلح صلح الجسد كله وإذا فسد فسد الجسد كله .
إذاً فالقلوب هي محل العقل والتّدبير للشخص ولكن لا شك أن هناك اتصالا بالدماغ ولهذا إذا اختل الدماغ فسد التفكير وفسد العقل فهذا مرتبط بهذا لكن العقل المدبر في القلب والقلب في الصدر
{ولكن تعمى القلوب التي في الصدور }"سورة الحج الآية46.
المرجع :
شرح رياض الصالجين من كلام سيد المرسلين
للإمام الحافظ الفقيه إبي زكريا يحيىبن شرف النووي
شرحه وأملاه
فضيلة الشيخ محمد بن صالح العثيمين
الموضوع الاصلي
من روعة الكون