إذا زادت شدة الحب صار ولهاً تتبعه زيادةٌ في قيمة العطاء إلى أن نصل إلى التضحية من أجل من نحبهم
في علم الفيزياء، ثمة أنواع عديدة من العلاقات التي تربط بين الكميات الفيزيائية، من بينها علاقتان معروفتان لدى الجميع، هُما العلاقة الطردية والعلاقة العكسية.
وسنتناول في مقدمة مقالنا هذا النوع الأول منهما (العلاقة الطردية) هذه العلاقة في حقيقتها تربط بين كميتين فيزيائيين، عند زيادة شدة الأولى تزداد تبعاً لذلك شدة الثانية، ولكن، يُشترط لهذه الزيادة المزدوجة ثبوت شدة كمية ثالثة ترتبط ارتباطاً وثيقاً مع كل منهما.
ولتبسيط الفهم سنتناول معاً العلاقة الفيزيائية بين كل من الحرارة والضغط والحجم، وهي علاقة وطيدة ومتعارف عليها في علم الفيزياء بقانون "بويل" للغازات حيثُ ينص منطوق صيغته بالتعريف التالي:
"كلما زادت درجة الحرارة زاد الضغط عند ثبوت الحجم."
أو كما يحلو للبعض أن يعرفه بإحدى صيغتيه الأُخريين.
الحب والعطاء، هذان المعنيان يرتبطان مع بعضهما بعضاً، أيَّما ارتباط، إنه ارتباطٌ عضويٌ لا فصام له، فكلما زاد كمُّ الحب صاحبته زيادة في كمِّ العطاء بشكل مضطرد، أي أن العلاقة بينهما علاقةٌ طرديةٌ على غرار تلك العلاقة الطردية الجامعة بين الكميات الفيزيائية.
ولعلَّ القارئ يتساءل: ما هي الكمية الثالثة التي يُشترط ثبوتها لكي تحدث الزيادة في كم الأول والثاني معاً؟
وإجابةً عن هذا السؤال نرى بمنظورنا الخاص أنه يتوجب ثبوت المباديء والقيم الاجتماعية مجتمعة، لأن من يُحب، يجب أن يكون متحليّاً بالإخلاص والصدق والإيثار، إلى آخر هذه المعاني والقيم الإنسانية، التي لا يتسع المقام من هذا المقال لتعدادها.
فهل يحقُّ لنا يا تُرى، أنْ نجعل للحب قانوناً، إنْ جاز التعبير؟
لوجود هذه العلاقة الطردية بين الحُب والعطاء عند ثبوت القيم والمبادئ السامية، وأنْ نصوغ له منطوقاً على غرار ذلك القانون الفيزيائي المشار إليه في مقدمة هذا المقال، وفي السياق التالي "كلما زادت شدة الحب زادت قيمة العطاء عند ثبوت القيم والمبادئ الإنسانية."
ولا نُبالغ إنْ قلنا "إذا زادت شدة الحب صار ولهاً تبعته زيادةٌ في قيمة العطاء إلى أن تصل إلى التضحية من أجل من نحبهم."
الموضوع الاصلي
من روعة الكون