بسم الله الرحمان الرحيم
الحمد لله رب العالمين. والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه ومن اتبعه باحسان الى يوم الدين
أخواتي اخواني في الله يسرني اليوم ان أقدم لكم موضوع من كتاب (شرح العقيدة الواسطية)أتمنى أن ينال اعجابكم وهو لفضيلة الشيخ أبي عبد الله محمد بن صالح العثيميين رحمه الله
الان سنتكلم عن صفة السمع والبصر لكن بما انه يحتاج الى شرح طويل سأحاول ان أقسمه الى أقسام لكي لا أطول عليكم.
♠ قال الله تعالى(قد سمع الله قول التي تجادلك في زوجها وتشتكي الى الله والله يسمع تحاوركما ان الله سميع بصير)المجادلة
♠و قوله (لقد سمع الله قول الذين قالوا ان الله فقير ونحن أغنياء) ال عمران
♠وقوله(ألم يحسبون انا لا نسمع سرهم ونجواهم بلى ورسلنا لديهم يكتبون)الزخرف
♠(انني معكما أسمع وأرى)طه
♠(ألم يعلم بان الله يرى)العلق
♠(الذي يراك حين تقوموتقلبك في الساجدينانه هو السميع البصير) الشعراءالشرح
في هذه الايات اثبات صفتي السمع والبصر
الاية الاولى (قد) للتحقيق
والمجادلة ׃ هي التي جاءت الى النبيصلى الله عليه وسلم تشتكي زوجها حين ظاهر منها
والظهار׃ ان يقول الرجل لزوجته انت علي كظهر أمي او كلمة نحوها
والشاهد من هذه الايةاثبات السمع لله سبحانه وتعالى وأنه يسمع الأصوات مهما بعدت ومهما خفيت
والسمع المضاف الى الله عز وجل ينقسم الى قسمين◄ سمع يتعلق بالمسموعات فيكون معناه ادراك الصوت
◄وسمع بمعنى الاستجابة فيكون معناه ان الله يجيب من دعاه لأن الدعاء صوت ينطلق من الداعي وسمع الله دعاءه يعنس استجاب دعاءه وليس المراد سمعه فقط لأن هذا لا فائدة منه بل الفائدة ان يستجيب الله الدعاء
فالسمع الذي بمعنى ادراك الصوت ثلاث أقسام
1)ما يقصد به التهديد
2)ما يقصد به التأييد
3)ما يقصد به بيان احاطة الله سبحانه وتعالى
اما ما يقصد به التهديد فكقوله ( أم يحسبون أنا لا نسمع سرهم ونجواهم)
وقوله( لقد سمع الله قول الذين قالوا ان الله فقير ونحن أغنياء)
و أما يقصد به التأييد كقوله ( قال لا تخافا انني معكماأسمع وأرى)اراد الله عز وجل ان يأيد موسى وهارون بذكر كونه معهما يسمع ويرىأ ي يسمع ما يقولان وما يقال لهما ويراهما ويرى ما يفعلان وما يفعل بهما
واما ما يقصد به بيان الاحاطة فمثل هذه الا ية( قد سمع الله قول التي تجادلك في زوجها وتشتكي الى الله)
الاية الخامسة (ألم يعلم بأن الله يرى) الضمير في (ألم يعلم) يعود الى من يسئ الى النبي لقوله (أرأيت الذي ينهى عبدا اذا صلى * أرايت ان كان على الهدى*أو أمر بالتقوى *أرايت ان كذب وتولى* ألم يعلم بأن الله يرى)وقد ذكر المفسرون ان المراد به ابوجهل
وفي هذه اثبات صفة الرؤية لله عز وجل
المعنى الأول العلم
المعنى الثاني رؤية المبصرات يعني ادراكها بالبصر
مثال للأول قوله تعالى عن يوم القيامة(انهم يرونه بعيدا ونراه قريبا) المعارج
فالرؤية هنا رؤية العلم لأن اليوم ليس جسما يرى وأيضا هو لم يكن بعد فمعنى و نراه قريبا) أي نعلمه قريبا
أما قوله (ألم يعلم بان الله يرى)فهي صالحة لن تكون بمعنى العلم وبمعنى الرؤية البصرية واذا كانت صالحة لهما ولا منافاة بينهما وجب أن تحمل عليهما جميعا فيقال ان الله يرى أي يعلم ما يفعله هذا الرجل وما يقوله ويراه أيضا
ما نستفيده من الناحية المسلكية في الايمان بصفتي السمع والرؤية
♠أما الرؤية فنستفيد من الايمان بها الخوف والرجاء الخوف عند المعصية لن الله يرانا والرجاء عند الطاعة لأن الله يرانا ولا شك بأنه سيثيبنا على هذا فتتقوى عزائمنا بطاعة الله وتضعف ارادتنا لمعصيته
♠واما السمع فالأمر فيه ظاهر لأن الانسان اذا آمن بسمع الله استسلم ايمانه كمال مراقبة الله تعالى فيما يقول خوفا ورجاء .خوفا فلا يقول ما يسمع الله تعالى منه من السوء ورجاء. فيقول الكلام الذي يرضي الله عز وجل
الموضوع الاصلي
من روعة الكون