"النزاع على لبنان بين شيعة إيران وحلفاء الأمريكان"
يمر على الشرق الأوسط عقد لم يمر عليه من قبل ولا من بعد , عقد كقرن , تتبدل فيه وجوه , وتنشأ دول , وتزول أخرى .
تفردت إيران بالعراق بعد تخلي العرب السنة عنه ليصولوا ويجولوا وينتقموا ممن حاربهم عشر سنين بدعم عربي وغربي , وتحاول التفرد بلبنان كنيتها أيضا في الإحساء والكويت والبحرين .
إيران تكن العداوة والبغضاء لأمريكان كما تكنه أميريكا لها ولكل سببه . وتكن العداء المبطن لبلدان العرب لمذهبيتها وتأييدها للعراق في حربهما , والفرس لا ينسون ولن ينسوا بينما نسي العرب وتناسى من يطالب بالتوفيق بين المذهبين.
والفرس معروفون تاريخيا بكثرة حروبهم , وحبهم القتال , ولا ينسون من حاربهم يوما , وشراستهم وجبروتهم وبطشهم في الحروب دون رحمة ورأفة بمن يقع بأيديهم , ولديهم حقد كعممهم . والعراق أبلغ دليل .
وتسعى إيران الصفوية ولا أقول كل شعب إيران ببذر ثمارها في الدول التي فيها شيعة كثيرون , فلهم موالون وأعوانا بقوة ومن أصول فارسية تغذيهم بالمتطلبات التي تؤدي يوما مع الإصرار تولي الحكم في الكويت والبحرين , وتحرض أهل الإحساء القرامطة على الثورة , والفاطميين اللبنانيين لأخذ موقعا لهم يأهلهم يوما إن ضعفت أوروبا بتولي الحكم فيه وإن كان هذا بالذات مستحيلا فهو بلد صليبي يدعمه صليب الغرب .
استولت إيران على العراق وبدأت تنتقم كما تشاء , وتصفيات في صفوف السنة والشيعة المعارضين لها وتتهم السنة بقتلهم , وهي قاتلة الطرفين , والمخدرين من العراقيين يصدقونها لجهل وغباء نشهده في لطميات وتطبيرعاشوراء .
أما لبنان فهذا البلد لا يصلح لمعمميهم , ومكان معمميهم هو قم والنجف وكربلاء . فلن يسمح مار نصرالله لحسن نصرالله وأيات وأرواح إيران أن تقيم كيانا لها في بلد فيه كل كيانات العالم .
ولن تكون الحمرا وسن الفيل والشوف مكانا لتطبيراتهم ونياحهم وعزاءهم في ميت مات منذ حوالي 1400 عام وإلى اليوم يقولون : عظم الله أجركم والبقية في حياتكم وكأنه مات ليلة الأمس , أو مسرحية ساخرة لعادل إمام . ففي ذكرى عاشوراء الشيعة في لبنان صالات الحفلات تصفيق وتصفير , وعلى الجانب الآخر حلقات لطم وتطبير . إن كانوا يبحثون عن موالين فليتركوا شارع الحمرا والفردان , ويذهبوا إلى قم وطهران .
هؤلاء القميون في لبنان والكويت والبحرين والإحساء وصعدة عليهم بالرحيل بأفكارهم وسلاسلهم وسيوفهم التطبيرية إلى قم فأهلها أهل خرافات سردابية .
حسن نصرالله صاحب النصر الرباني والصواريخ الموجهة ربانيا يخاطب أولياؤه بالنصر على إسرائيل وعلى حكومة لبنان ونصر قادم لا ندري على من ومتى , ولا ندري في أي سرداب يقيم , وخطيب ممتاز بشعارات بالية كنا نسمعها قبل عقود , وينادي على تفادي المذهبية وهو رائدها , ووحدة وهمية هو مفرق جمعها . وبعد كل خطبة يوهم إمعة المستمعين بأنه انتصر وإسرائيل وأميريكا والعالم تهابهم . ثم يثوروا: لبيك يا حسين ولبيك يا علي ولبيك ِ يا زينب ولبيك يا مهدي (الخرافة) , وكأن هؤلاء أحياء مع أنهم في مجلس عزاءهم . فلو قالوا: لبيك اللهم لكان خيرا لهم فهو الحي الذي لا يموت .
هم يزحفون لمراقد الأئمة ويقولون بأنهم نعال الأئمة وكلابها , ونحن نقول بأننا أنصار الأمة ورجالها .
لو تطرقنا لموضوع النزاع بين الإمام علي رضي الله عنه ومعاوية ومقتل الحسين وبإيجاز كبير: الإمام علي هو على صواب هذا مما لا شك فيه , لكنه لماذا لم يبحث عن قتلة عثمان رضي الله عنه ويوقف الفتنة ؟ لماذا لم يتنازل عن الحكم لمعاوية بدلا من سفك دماء المسلمين ويفعل كما فعل ولده الحسن رضي الله عنه ؟ قال النبي صلى الله عليه وآله وسلم : ( ابني هذا سيد ، ولعل الله أن يصلح به بين فئتين من المسلمين ) . لماذا خرج بعده الحسين رضي الله عنه لقتال يزيد ولم يفعل كما فعل الحسن ؟ فمن منهم المخطىء ؟ وهل ترضى الأئمة بهذا اللطم والتطبير؟ وهل فعلها أحد منهم قبلهم ؟ أم تعذيبا لهم جزاء غدرهم بالحسين رضي الله عنه ؟
عالمنا الإسلامي والعربي يعاني من خطرين , إيران وإسرائيل , وأترك لكم تقدير مَن خطره أكثر مِـن الآخر :
1) يمكن لأي دين وجنسية العيش في إسرائيل بينما في إيران لا يمكن ذلك وطهران ليس فيها مسجدا سنيا واحدا.
2) لم نسمع من إسرائيل شتيمة في حق أجداد المسلمين وقادتهم , بينما في إيران مرقد ومزار لأبو لؤلؤة المجوسي وشتم في الصحابة وأزواج النبي صلى الله عليه وآله وسلم ليل نهار .
3) إسرائيل تطلب ما بين النهرين , وإيران تطلب ما بين المحيطين .
4) إسرائيل ليس لديها فرق موت ولا قانون إعدام , وتقتل من يقاتلها دون النظر إلى دينه , إيران تشكل فرق موت وإعدام لمن قاتلها ولم يقاتلها , وتقتل بسبب وبدون سبب , وعلى المذهب .
5) اليهود يترنحون عند حائط المبكى , وشيعة إيران يلطمون ويطبرون عند المبكى .
6) إسرائيل تقتل من يقاتلها في فلسطين , إيران تلاحق الفلسطينيين خارج فلسطين .
7) إسرائيل تقتل وتقول قتلنا فلانا لأنه قتل يهودا , إيران تقتل وتخفي فلانا بدون سبب .
8) العلقمي تآمر مع التتار على إسقاط بغداد , وإيران كفلت الأمن لدخول التحالف إلى بغداد .
9) حارب المسلمون الصليبيون , ووقف الفاطميون إلى جانب الصليبيين .
10) إن عذب اليهود العرب في سجونهم فهم تلاميذ إيران في فن التعذيب .
وهناك الكثير الكثير الذي لا حصر له هنا .
أردنا معهم الوحدة , فأرادوها وحدهم .
مُعُمّمين بـِمروط ٍ تـُقيـَة ً ولـَدَدا ً سَحماءَ مشـكولة ٌ بدَخـَن ٍ وتغريــرُ
مروط: ِمرْط:ملاءة أو كساء من خز أو صوف . لددا:عداوة .
سحماء:سوداء . دخن: فساد .
http://groups.yahoo.com/group/TheLebaneseWayOfFreedom
الموضوع الاصلي
من روعة الكون