السلام عليكم ورحمة الله وبركاتة
هناك ظواهر شاذة صار الجميع يلاحظها في العصر الحالي ونسمع ونشاهد ونقرأ كل يوم
عن حوادث عنف دموية، يمارسها الاحداث الصغار في حق أسرهم من كذب وسرقة، وكذلك
قيام الآباء بالتخلّص من ابنائهم، بتعذيبهم وضربهم. صور مزدوجة بالغة القسوة، تعكس جانبين
هشين في المجتمعات العربية، التي كانت تتصف بالامس بالتراحم والتعاون هناك من يرى ان
العنف الذي يمارسه الرجل على الزوجة والابناء تعطشا للعنف الذي تجرعه في طفولته، ويكبر
على هذا العنف الذي في صدره، ثم يخرج هذا العنف مع اول مواجهة للفرد مع الحياة، ويلازمه
هذا العنف الى نهاية عمره، ويصب عقده على كل من حوله بمن فيهم ابناؤه الذين يصبحون نسخة
منه، لكن ليس عن طريق عمليات التناسخ لتخرج هذه الاسر المضطربة في النهاية، جيلا معاقا فكريا
غير قادر على تجاوز محنته، كونه يحمل في جعبته كل مآسي ماضيه التي تلوح له بالعصي كلما
حاول التحرر منها. هناك من يرى ان المناخ الذي تحيا في اجوائه الأجيال الجديدة، من انفلات في
الذمم، وتزييف في مواقف مسؤوليها، والتعامل بالمحسوبيات، جعلها تستهتر بقيم ومثل مجتمعها
كما ان تشبث الأب بأرائة القديم ولا يترك لأبنه القيام بأي دور في مجتمعه حتى لو كان ثانويا
جعله لا يؤمن بالنفسه ولا يعي ما معنى احترام الحريات، ولا يتقبل الرأي الآخر اذا ثبتت صحته فيظهر
جيل لم تحسن تربيته، لا يفكر أبعد من مواقع قدميه فهنا يأتي السؤال
كيف يمكن بناء افراد اصحاء في المجتمعات العربية؟!
ما السبل الواجب اتباعها لتأهيل براعم المستقبل على حمل ألوية الغد؟!
هل يكون بوضع سياج شائك من الرقابة الفكرية حولهم؟!
هل بتجريعهم المناهج التعليمية، بحجة الالتزام بقواعد الماضي؟!
هل يكون بمحاربة التكنولوجيا الحديثة بأنواعها، على اساس انها تلتهم عقول الاجيال الناشئة، وتشوه افكارهم
وتقصيهم عن الوجهة الصحيحة لتطور مجتمعاتهم؟!
هل تطبيق العنف على أجيال الغد، يعتبر الطريقة المثلى لتخريج أفراد أقوياء، قادرين على قيادة قافلة مستقبلهم؟!
هل حقا نحن شعوب لا مستقبل لها؟!
ودمتم بخير
الموضوع الاصلي
من روعة الكون