الثقة بالنفس
كيف نبنيها ونطورها
الثقة بالنفس
هى من مكاسب الحياة وتتطور بخوض تجاربها ولم تولد الثقة بالنفس مع الإنسان وقت ولادته ، فهؤلاء الأشخاص الذين تعرف أنت أنهم مشحونون بالثقة ويسيطرون على قلقهم ، ولا يجدون صعوبات في التعامل و التأقلم في أي زمان أو مكان هم أناس اكتسبوا ثقتهم بأنفسهم..اكتسبوا كل ذرة فيها , أى أنها مكتيبة وليست وراثية أو مجرد إدعاء .
إنعدام الثقة في النفس ::
ماذا تعني كلمة نقص أو انعدام الثقة في النفس؟
إننا غالبا ما نردد هذه الكلمة أو نسمع الأشخاص المحيطين بنا يرددون أنهم يفتقرون إلى الثقة بالنفس؟!..
إن عدم الثقة بالنفس سلسلة مرتبطة ببعضها البعض تبدأ:
الإعتقاد بأن الآخرين يرون ضعفك و سلبياتك.. وهو ما يؤدي إلى القلق بفعل هذا الإحساس و التفاعل معه.. بأن يصدر عنك سلوك و تصرف سيئ أو ضعيف ، وفي العادة لا يمت إلى شخصيتك و أسلوبك وهذا يؤدي إلى الإحساس بالخجل من نفسك.. وهذا الإحساس يقودك مرة أخرى إلى نقطة البداية.. وهي انعدام الثقة بالنفس وهكذا تدمر حياتك بفعل هذا الإحساس السلبي اتجاه نفسك و قدراتك و لكن هل قررت عزيزي القارئ التوقف عن جلد نفسك بتلك الأفكار السلبية ، والتي تعتبر بمثابة موت بطيء لطاقاتك ودوافعك ؟ إذا اتخذت ذلك القرار بالتوقف عن إيلام نفسك و تدميرها.. ابدأ بالخطوة الأولى
تحديد مصدر المشكلة ::
أين يكمن مصدر هذا الإحساس ؟ هل ذلك بسبب تعرضي لحادثة وأنا صغير كالإحراج أو الاستهزاء بقدراتي ومقارنتي بالآخرين ؟ هل السبب أنني فشلت في أداء شيء ما كالدراسة مثلا ؟ أو أن أحد المدرسين أو رؤسائي في العمل قد وجه لي انتقادا بشكل جارح أمام زملائي ؟ هل للأقارب أو الأصدقاء دور في زيادة إحساسي بالألم ؟ وهل مازال هذا التأثير قائم حتى الآن ؟
أسئلة كثيرة حاول أن تسأل نفسك وتتوصل إلى الحل…كن صريحا مع نفسك ولا تحاول تحميل الآخرين أخطائك ، وذلك لكي تصل إلى الجذور الحقيقية للمشكلة لتستطيع حلها ، حاول ترتيب أفكارك استخدم ورقة وقلم واكتب كل الأشياء التي تعتقد أنها ساهمت في خلق مشكلة عدم الثقة لديك ، تعرف على الأسباب الرئيسية و الفرعية التي أدت إلى تفاقم المشكلة .
البحث عن حل ::
بعد أن توصلت إلى مصدر المشكلة إبدأ في البحث عن حل و بمجرد تحديدك للمشكلة تبدأ الحلول قي الظهور ثم إجلس في مكان هادئ وتحاور مع نفسك ، حاول ترتيب أفكارك وما الذي يجعلني أسيطر على مخاوفي و أستعيد ثقتي بنفسي ؟
إذا كان الأقارب أو الأصدقاء مثلا طرفا أو عامل رئيسي في فقدانك لثقتك ..حاول أن توقف إحساسك بالاضطهاد ليس لأنه توقف بل لأنه لا يفيدك في الوقت الحاضر بل يسهم في هدم ثقتك ويوقف قدرتك للمبادرة بالتخلص من عدم الثقة.
أقنع نفسك وردد ::
من حقي أن أحصل على ثقة عالية بنفسي وبقدراتي . من حقي أن أتخلص من هذا الجانب لسلبي في حياتي. لأن ثقتك بنفسك تكمن في اعتقاداتك وماتوحى لك به نفسك
في البداية احرص على أن لا تتفوه بكلمات يمكن أن تدمر ثقتك بنفسك..فالثقة بالنفس فكرة تولدها في دماغك وتتجاوب معهما أي أنك تخلق الفكرة سلبية كانت أم إيجابية وتغيرها وتشكلها وتسيرها حسب اعتقاداتك عن نفسك ومفهومك الخاص بها ولذلك تبنى عبارات وأفكار تشحنك بالثقة حاول زرعها في كيانك.
انظر إلى نفسك كشخص ناجح وواثق و استمع إلى حديث نفسك جيدا واحذف الكلمات المحملة بالإحباط ، إن ارتفاع روحك المعنوية مسئوليتك وحدك لذلك حاول دائما إسعاد نفسك وإعتبر الماضي بكل إحباطا ته قد انتهى وأنت قادر على المسامحة أغفر لأهلك و لأقاربك و لأصدقائك أغفر لكل من أساء إليك لأنك لست مسؤولا عن جهلهم وضعفهم الإنساني .
إبتعد كل البعد عن المقارنة أي لا تسمح لنفسك ولو من قبيل الهمس و الحديث فقط أن تقارن نفسك بالأخريين وحتى لا تكسر ثقتك بقدرتك وتذكر إنه لا يوجد إنسان عبقري في كل شئ , فقط ركز على إبداعاتك وعلى ما تعرف أبرازه بشكل جيد يلقى إستحسان من حولك ، وحاول تطوير هواياتك الشخصية وكنتيجة لذلك حاول أن تكون ما تريده أنت لا ما يريده الآخرون ومن المهم جدا أن تقرأ عن الأشخاص الآخرين وكيف قادتهم قوة عزائمهم إلى أن يحصلوا على ما أرادوا , وليكن لك مثل أعلى لك وادرس حياته وأسلوبه في الحياة ولن تجد أفضل من الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم وأصحابه رضوان الله عليهم مثلا في قدرة التحمل والصبر والجهاد من أجل هدف سام ونبيل وهو إعلاء كلمة الله تعالى ونشر دينه .
بنك الذاكرة ::
يقودنا النقص الزائد في الثقة بالنفس مباشرة إلى ذاكرة غير منتظمة فالعقل يشبه البنك كثيرا ، وتذكر أنك تودع يوميا أفكاراً جديدة في بنكك العقلي وتنمو هذه الودائع وتكوِن ذاكرتك …حين تواجه مشكلة أو تحاول حل مشكلة ما فإنك في الواقع الأمر تسأل بنك ذاكرتك ما الذي أعرفه عن هذه القضية ؟ , ويزودك بنك ذاكرتك بشكل تلقائى بمعلومات متفرقة تتصل بالموقف المطلوب وبالتالي مخزون ذاكرتك هو المادة الخام لأفكارك الجديدة , أي أنك عندما تواجه موقف ما ( صعباً ) فكر بالنجاح ، ولا تفكر بالفشل وإستدعي الأفكار الإيجابية ورالمواقف التي حققت فيها نجاح من قبل ولا تقل قد أفشل كما فشلت في الموقف الفلاني , نعم أنا سأفشل وبذلك تتسلل الأفكار السلبية إلى بنك ذاكرتك و تصبح جزء من المادة الخام لأفكارك وحين تدخل في منافسة مع أخر ، قل لنفسك أنا كفء لأكون الأفضل ، ولا تقل لست مؤهلاً ، إجعل فكرة ( سوف أنجح ) هي الفكرة الرئيسية السائدة في عملية تفكيرك , وبهذا يهيئ التفكير بالنجاح عقلك ليعد خطط ينتج النجاح من بؤرتها ، وينتج التفكير بالفشل أيضاً لذلك إحرص على إيداع الأفكار الإيجابية فقط في بنك ذاكرتك ، وإحرص على أن تعتمد على رصيدك من الأفكارك الإيجابية ولا تسمح لأفكارك السلبية أن تتخذ مكانا في بنك ذاكرتك .
عوامل تزيد ثقتك بنفسك ::
عندما نضع أهداف وننفذها يزيد ثقتنا بنفسنا مهما كانت هذه الأهداف.. سواء على المستوى الشخصي.. أو على صعيد العمل.. مهما كانت صغيره تلك الأهداف.
اقبل تحمل المسؤولية.. فهي تجعلك تشعر بأهميتك و تقدم دائما ولا تخف, بل إقهر الخوف بداخلك في كل مرة يظهر فيها وإفعل ما تخشاه يختفي الخوف عنك ودائماً كن إنساناً نشيطاً و إشغل نفسك بأشياء مختلفة وإستخدم العمل لمعالجة خوفك , بهذا سوف تكتسب ثقة أكبر .
حدث نفسك حديثا إيجابيا..في صباح كل يوم وابدأ يومك بتفاؤل وابتسامة جميلة.. واسأل نفسك ما الذي يمكنني عمله اليوم لأكون أكثر قيمة ؟ تكلم! فالكلام فيتامين بناء الثقة.. ولكن تمرن على الكلام أولاً .
حاول المشاركة بالمناقشات وإهتم بتثقيف نفسك من خلال القراءة في كل المجالات وكلما شاركت في النقاش تضيف إلى ثقتك كلما تحدثت أكثر ، يسهل عليك التحدث في المرة التالية ولكن لا تنسى مراعاة أساليب الحوار الهادئ والمثمر .
اشغل نفسك بمساعدة الآخرين تذكر أن كل شخص آخر، هو إنسان مثلك تماما يمتلك نفس قدراتك ربما أقل ولكن هو يحسن عرض نفسه وهو يثق في قدراته أكثر منك .
إهتم في مظهرك و لا تهمله.. ويظل المظهر هو أول ما يقع عليه نظر الآخرين .
لا تنسى قبل أي شيء آخر.. الصلاة وقراءة القران الكريم يمد الإنسان بالطمأنينة والسكينة.. وتذهب الخوف من المستقبل.. تجعل الإنسان يعمل قدر استطاعته ثم يتوكل على الله.. في كل شيء .
دمتم بود
الموضوع الاصلي
من روعة الكون