بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
«®°·.¸.•°°·.¸¸.•°°·.¸.•°®»الوقت ثروة يمتلكها الغني والفقير والوضيع والأمير، ولكنها مع الأسف ثروة مهدرة في حياة كثير من الناس، فالليل والنهار يتعاقبان على جميع البشر، وإن المتأمل في كتاب الله وسنة رسوله يجد فيهما التنبيه على أهمية الوقت قال تعالى: ﴿أَفَحَسِبْتُمْ أَنَّمَا خَلَقْنَاكُمْ عَبَثًا وَأَنَّكُمْ إِلَيْنَا لاَ تُرْجَعُون﴾ (المؤمنون 115). «®°·.¸.•°°·.¸¸.•°°·.¸.•°®»
وإن من فضله سبحانه أن جعل الليل يخلف النهار والنهار يخلف الليل، فمن فاته عمل في أحدهما حاول أن يتداركه في الآخر ﴿وَهُوَ الَّذِي جَعَلَ اللَّيْلَ وَالنَّهَارَ خِلْفَةً لِّمَنْ أَرَادَ أَن يَّذَّكَّرَ أَوْ أَرَادَ شُكُورًا﴾ (الفرقان: 62) وقال صلى الله عليه وسلم: "لا تزول قدما عبد يوم القيامة حتى يسأل عن أربع: عن عمره فيمَ أفناه، وعن شبابه فيمَ أبلاه، وعن ماله من أين اكتسبه، وفيمَ أنفقه" رواه الترمذي وقال حديث حسن صحيح، إذًا نصف الأسئلة عن الوقت!
إن علمكِ أختي المسلمة بقصر أعمار أمة محمد صلى الله عليه وسلم لدافع كبير لاستغلال العمر بما يفيد. فيُروى أن نبياً من الأنبياء مر على امرأة وهي تبكي على ابن لها مات وعمره أكثر من مائتي عام، فقال لها مواسياً: كيف لو أدركتِ أمة أعمارها من الستين والسبعين، قالت: لو أدركت هذه الأمة لأمضيتها في سجدة واحدة، ولكن الله عوض هذه الأمة بأن جعل هناك من الأعمال الصالحة التي تبارك في العمر، وكأن من عملها رُزق عمراً طويلاً، كقيام ليلة القدر وصيام الست من شوال والصلاة في المسجد الحرام والنبوي وبيت المقدس. وإن ما نلاحظه من سرعة تصرُّم الأيام وانقضاء الأعوام بسرعة عجيبة لهو من علامات الساعة.
*·~-.¸¸,.-~*ولقد كان السلف أحرص ما يكونون على أوقاتهم لأنهم كانوا أعرف الناس بقيمتها. يقول ابن مسعود رضي الله عنه : ما ندمت على شيء ندمي على يوم غربت شمسه نقص فيه أجلي ولم يزد فيه عملي، ويذكر ابن رجب أنه كان في مكة امرأة متعبدة إذا أمست قالت: يا نفسي الليلة ليلتك لا ليلة لك غيرها فاجتهدت، فإذا أصبحت قالت: يا نفسي اليوم يومك لا يوم لك غيره فاجتهدت، ولقد قال رجل لعامر بن عبد قيس : قف أكلمك! فقال : أمسك الشمس - إشارة إلى أهمية الوقت.*·~-.¸¸,.-~*
أختي المسلمة: إن الوقت إذا لم يُقض بالخير قُضي بضده وتلك مسألة لا ينازع فيها أحد، والأعداء ما فتئوا يكيدون لنا ويخططون لإشغالنا في الوقت الذي يستثمر فيه الأعداء أوقاتهم ويحرصون كل الحرص على استغلال كل لحظة من لحظاته. ولا تظني أختي المسلمة أن شغل الوقت بالنافع لا يكون إلا للعاملات؛ فكل امرأة تشغل وقتها بما لديها من علم وقدرات، فهذه أشغلت نفسها بحفظها لكتاب الله، وتلك بطلب العلم، وأخرى بتعليمه، ورابعة بالدعوة إلى الله، وخامسة بمتابعة أحوال الفقراء والمساكين وجمع التبرعات لهم، وأخرى سخر الله لها باباً إلى الخير وهو وجود أحد والديها الكبير في السن المحتاج لمساعدتها ومتابعتها فانشغلت به عن غيره ؛ فكل ميسر لما خلق له.
ومن رحمة الله بك يا أختي المسلمة أنكِ مأجورة في أعمال المنزل وفي النوم وفي الأكل وفي انشغالك بزوجك وفي تربيتك لأولادك ومتابعتك لأحوالهم، كل ذلك إذا ما تقربت إلى الله به واحتسبت الأجر والإعانة على الطاعة. ولكِ أن تجعلي لسانك رطباً بذكر الله أثناء القيام ببعض أعمال المنزل أو أي عمل يمكّنكِ من ذكر الله فتنالي بذلك أجر الذكر وأجر التقرب إلى الله بذلك العمل.
أختنا المسلمة: تطمح كثير من النساء إلى استغلال الوقت ولكن تنقصها الهمة التي تعين على ذلك، فتسأل عن الأمور المعينة على استغلال الوقت فنقول: إن الخوف من الله وخشيته و مراقبته تدفع الإنسان لعمارة وقته بالطاعات والإقلاع عن المحرمات، فمن أسماء الله ما جاء في قوله تعالى: ﴿إِنَّ اللهَ كَانَ عَلِيمًا حَكِيمًا﴾، وقوله: ﴿إِنَّ اللهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيبًا﴾.
فأسماء العلم والإحاطة والمراقبة تملأ القلب مراقبة لله في الحركات والسكنات، فإذا استشعر المؤمن أنه مراقب من قبل الله فحري به أن لا يفتقده حيث أمره ولا يراه حيث نهاه.
|--*¨®¨*--|معرفة قيمة الوقت وأهميته، وأنه محاسب عليه، بل ومحتاج إليه، كل ذلك يدفعه إلى العمل
م
ن
ق
و
ل.|--*¨®¨*--|
الموضوع الاصلي
من روعة الكون