غـدر الـزمــان
بـلــغ الـزبـــا سـيــلٌ لـــه تـبـعـــاتُ
وتــجــاوزت قــدرَ الـنـصـاب زكاة
واستـعجم الرجـــل الفصيــح بأمتي
والـعـلـج تـــدنــــو نــحوه الرايــاتُ
عقرت خيول العز في ليل الهـــوى
والحبرُ جـــف وبـحـــت الأصـوات
واسـتضبــــع الضرغـام فينا وانثنى
وتــقلــــدت لـبــد الضــراغــم شــاةُ
والأمــة الــغـراء تنـــدب حــظــهـا
وتكــاثـــرت فــي ظهرهـا الطعنات
شـعــب يـبـاد وأمــــة مـكـلـومـــــة
والــدمـع فـيـهــا دجـلــة وفـــــرات
والجرح كابول التي قـــد خـــانـهـا
أهـل الـديـانـة وانـحـنـــى الســادات
وصــراخــهـا أقصـى يبيـت مـكبـلاً
قــد هــــده الآلام والــــصـرخـــات
تمــضــي الـسنــون وكـل يوم نكبـة
حـتـــــى مللــت وملـت النكــبــــاتُ
كــم كـنـت أرسم في المحافل بهجة
تـعـلـو الـيتــامى الأنـس والـبسماتُ
وتبـــدل الأنــس الأنــيـس بـحـسـرة
وتوالــــت الــنكـــبـــات والآهـــاتُ
واغتلــت النبـــرات من أفواهـنـــا
ضاع الكلام وضاعت الضحكـــاتُ
أنا لــسـت أدري هــل أنــاخ بأمتـي
ركـــــب المــذلـة أم ألـــمَّ ســبـــاتُ
أم أنــه قـــدري أصــوغ مـراثـيــــاً
أبـكـــي الـقصـيـــد ومـدمـعي أبياتُ
فالـهـم ثـوب قـد تـوشـــح عـاتـــقـي
كـاللـيـل تـعـلـو فـوقـــه الظلـمـــاتُ
وا حر قلـبـي كـم أبيـت على اللـظى
تتــســابق الأنـفــــاس والعـبــــراتُ
أنا لست جلمــود المشـــاعر غايتـي
وصـف الهوى والمنصتــون غــواةُ
أو همتي التصفيق بعــد قصيدتــــي
أو تـرتـضـي عـمـــا أقــــــول ولاةُ
أو أنشد الأشعار ممتـدحـــاً بــهـــــا
أهـل الوجـاهة إن حيــــوا أو ماتـوا
تبـا لـشـعــــر بــات غـايــة هـمــــه
أن تــطــرب الصبيـــــان والفتيـات
أنا أكتوي ممـــا يـحـــــل بـأمــتــي
فالـعــيـن ســـح والـفـــؤاد فـتـــــات
عزفت علـى لـحـن المـذلـة غفـــلــة
والذل يـتـبـع لــــحـنــه السـكـــرات
أواه قـــــد غــــدر الــزمــان بـأمتي
وتـمــكــن الأعــــداء والشـمَّــــــاتُ
أواه قــد ثــبت النــفـــــاق ورأســـه
وتـلـكــأ الأشــيـــــاع والأثــبـــــاتُ
أواه قد ســــــــاد اللــئـــيـم وحــزبه
وتــذللــت عــنـــد اللـــئــــام أبـــــاةُ
عـزَّ الصلـيـب هنــا وليس مخلِّــصٌَ
وعـلا رقـاب المـخـلـصـــين طغــاةُ
فالأُسـد تـقـبـع خــلف قضبــان العدا
وتـسـلـــمـت أمــرَ الـعـروبـة شـــاةُ
وتـســـارع الـخــوان فــي تـشيـيعها
غـاض الوفاء وفاضـت الغــــدرات
نـعـق الـزمـان بهـا ولـيس معـــزيٌ
فـالـشـؤم حـلَّ وحـلــــت الـحسراتُ
قــد خــيــــم الليــــل الـبـهـيم بأمتـي
وتخــافـت المصبـــــاح والمشكــــاةُ
وتزاحمت حفر المهــالـك والــردى
وتسارعت نحـو الــردى خطـــواتُ
جـدت على جمر الغظى في سيرها
وتكاثرت في سيــرهــا السقطــــاتُ
فالعيش في هــذا الزمـان مهـانـــــة
والمـوت فـي زمــن الـهــوان حيــاةُ
م
ن
ق
و
ل
الموضوع الاصلي
من روعة الكون