محكمة مغربية تحكم بسجن أيرلندي اعتدى جنسيا على قاصر
أدانت محكمة أغادير جنوب المغرب يوم السبت 4-8-2007 الايرلندي كريستوف كرفت "65سنة" المقيم بنفس المدينة، في قضية إعتداء جنسي ضد قاصر، وحكمت عليه بالسجن لمدة سنة وغرامة تبلغ قرابة 1200 دولار، وتعويض للطفل الضحية بنفس المبلغ.
و تعود وقائع القضية، حسب تصريح القاصر الضحية "17سنة"، إلى سنوات ماضية عندما كان عمره 13سنة بمنطقة تغازوت التي تبعد عن مدينة أغادير بضع كيلومترات،حين "كان يطلب مني مساعدته في القيام ببعض الأعمال الخدماتية، كغسل السيارة أو جلب بعض المأكولات".
ويبدو أن هذا القاصر عاش أجواء أسرية صعبة مما جعله ضحية سهلة لـ"كريستوف"، "الذي كان استدرجه وخدره بأقراص واعتدى عليه مقابل 10دولارات"، كما روى للمحامين.
دفاع الضحية
وقال دفاع الضحية، المحامي حسين برتون، لـ"العربية نت" إن القضاء تابع المعتدي في إطار جنحة حسب الفصل 484 من القانون الجنائي المغربي،معتبرا أن فعل المعتدي جناية حسب فصل آخر هو الفصل 485، حيث تم استدراج القاصر ومنحنه مشروب ممزوج بالمخدرات وهتك عرضه دون وعي منه.
ورأى حسين برتون أن القضاء يتساهل مع الأجانب من الجانب المادي والمطالب المدنية التي يجب أن تتناسب مع طبيعة الضرر، فالشرف لا يمكن أن يقاس بالمال.
وحمل المسؤولية إلى جهاز السلطة التنفيذية وخاصة رجال الأمن والدرك، كما دعا إلى المراقبة الصارمة لإقامة الأجانب والأشخاص الذين يتوجهون لشققهم.
وقال إن "هذه الظاهرة الاجتماعية خطيرة على الصعيد الوطني باعتبار أن المغرب بلد مضياف، إلا انه يستغل بشكل سلبي وهي آفة معروفة في أغادير، ومراكش، وبعض المدن السياحية، فهناك بعض الأجانب يستغلون الوضعية المزرية للطفل المهمل ماديا و يعطوه وعود لفرص العمل و هذه مجرد طعم ومخطط فاشل لاستقطاب القاصرين".
شهادات حقوقية
ومن جهته، اعتبر عبد الكبير طبيح عضو المرصد الوطني لحقوق الطفل أثناء حديثه لـ"العربية.نت" أن هذا السلوك مدان أخلاقيا وهو منتوج غربي وأن للمرصد جرأة كبيرة في رصد الحالات ومتابعتها والتكفل النفسي.
واعتبر شاهد فضل عدم ذكر اسمه أثناء حديثه "لـ"العربية. نت" أن هذا القاصر الضحية هو واحد من بين ضحايا كريستوف الذي استقر بالمغرب منذ سنة 2003واتخذ الشقق المفروشة كمقاولة له يستدرج فيها الأطفال القاصرين وتخديرهم وتهديدهم بصور إباحية قصد تلبية رغباته المتوحشة دون إيقافه من طرف الجهات الرسمية.
وصرحت نجية أديب، رئيسة جمعية"لا تلمس أولادي"، لـ"العربية.نت" أنها أثناء معاينتها للقضية وجدت أن القاصر الضحية في وضعية مزرية وان علامات الإدمان تظهر من خلال حركاته ونظراته.
يذكر أن تقرير "التحالف ضد الاستغلال الجنسي للأطفال" بالمغرب، خلص مؤخرا إلى أن أغلب ضحايا الاستغلال الجنسي هم أطفال دون العاشرة من العمر.
وأوضح التقرير أن حوالي 80% من حالات استغلال القاصرين هي اعتداءات جنسية، وأن 75% من المعتدين من أقارب الأطفال.
وعزا التقرير هذه الظاهرة إلى عوامل اجتماعية ونفسية أهمها الفقر والتفكك الأسري والانحراف الجنسي المرضي، وانعدام التربية والسياحة الجنسية.
وميز التقرير بين شكلين من أشكال الاعتداءات الجنسية على الأطفال، فهناك الاعتداءات التي تقع خارج الأسرة ويكون المعتدي ذا صلة رحم قريبة من الضحية، وهناك الاعتداءات التي تنبع من الأسرة نفسها ويكون المعتدي من أقرب الأقرباء أبا أو جدا أو أخا وهو النوع الذي يطلق عليه زنا المحارم.
وذهب "التحالف ضد الاستغلال الجنسي للأطفال" إلى أن المجتمع المغربي يعرف تسلط الرجال على النساء، وتسلط البالغين على القاصرين خاصة القاصرات.
وتوقف التقرير عند ظاهرة شبكات البيدوفيليا العلمانية أو الميل الجنسي للأطفال، فذكر أن السلطات اعتقلت عددا من السياح الأجانب المتورطين باعتداءات جنسية على القاصرين، والمتاجرين بأعراضهم عن طريق الصور والأفلام والمواقع الإلكترونية الخاصة بهذه الآفة الخطيرة
الموضوع الاصلي
من روعة الكون