إن المسلم لمجرَّد أن يطيع الله عزَّ وجل فهو في حرزٍ حريز من هذا المرض الخطير ، لأنَّ الله عزَّ وجل يقول :
{وَالَّذِينَ لَا يَدْعُونَ مَعَ اللَّهِ إِلَهاً آخَرَ وَلَا يَقْتُلُونَ النَّفْسَ الَّتِي حَرَّمَ اللَّهُ إِلَّا بِالْحَقِّ وَلَا يَزْنُونَ وَمَن يَفْعَلْ ذَلِكَ يَلْقَ أَثَاماً }الفرقان68
( سورة الفرقان )
حينما وصف المؤمنين قال : ولا يزنون .. فإذا كان المؤمن يغضُّ بصره عن محارم الله ، فهو في الأعماق ، فلأن يكون بعيداً عن أن تزل قدمه من باب أولى ، إذا كان همه غضُّ البصر ، أيقع بالزنا ؟!!
لذلك المجتمعات التائهة ، الشاردة ، الضالة ، حينما أرادت المتعة الحسيّة بلا منهج ، المتعة الحسية التي أودعها الله بنا ، هذه المتعة ليست محرَّمةً مطلقاً ، لأن ديننا دين الفطرة ، وليست مباحةً مطلقاً كما هو في الغرب ، إنّها مباحةٌ وفق منهج ، هذه المتعة مباحةٌ من خلال الزواج .
لذلك .. ما من شهوةٍ أودعها الله في الإنسان إلا ولها قناةٌ نظيفة تسلك فيها ، فكل المتع التي أودعها الله في الإنسان بإمكانه أن يستمتع بها إلى أعلى المستويات ، وهو في طاعة الله ، في نظافةٍ ما بعدها نظافة ، في ودٍّ ما بعده من ود ، في وفاءٍ ما بعده من وفاء ، في ثمراتٍ يانعةٍ هي الأولاد ، هذا هو منهج الله عزَّ وجل .
لي صديقٌ قال لي : طرق بابنا الساعة الرابعة فجراً ، ففتحت الباب فلم أجد أمامي رجلاً ، ولا طارقاً ، ثم حانت مني إلتفاتةٌ فإذا كيسٌ فيه شيءٌ يتحرَّك ، إنكببت عليه فإذا هو طفلٌ ولد لتوّه.
فقلت : سبحان الله حينما يكون الزواج شرعياً ، ويشعر الرجل أن امرأته حامل ، يهيّء لها كلَّ شيء ، إذا ولدت يأتي الناس ليباركون هذا المولد الطيّب ، تقدَّم الهدايا ، توزَّع الحلوى ، هذا هو الطريق المشروع .
لكن الطريق غير المشروع ، يفضي بالإنسان إلى أن يضع المولود في الحاوية .. هناك حوادث وضع المولود في الحاوية .. فالإنسان حينما يسلك الطريق المشروع يسعد ، ما من شهوةٍ أودعها الله في الإنسان إلا ولها قناةٍ نظيفة .
* * *
اللهم كما يقول النبي الكريم :
إكفنا بحلالك عن حرامك ، وبطاعتك عن معصيتك ، وبفضلك عمن سواك ، اللهم استر عوراتنا ، وآمن روعاتنا ، وآمنا في أوطاننا ، واجعل هذا البلد آمناً سخياً رخيا ، وسائر بلاد المسلمين .
* * *
المصدر :
موضوعات علمية مختصرة من خطبة جمعة عادية : الإيدز ، بتاريخ 16 / 12 / 1994 لفضيلة الدكتور محمد راتب النابلسي .
الموضوع الاصلي
من روعة الكون