يا مكَّةَ العشّاق
أنس إبراهيم الدّغيم
ماذا تُخبّرُ أهلَها الصّحراءُ ؟
و على الرّمالِ من القلوب دماءُ
أرضَ الحجازِ و هل يُضامُ نزيلُهم
لو كان يُثقلُ عاتقيْهِ عناءُ ؟
أرضَ الحجازِ أنا نزيلُ محمّدٍ
فإذا طُردتُ فهل يطيبُ بقاءُ ؟
جبتُ القفارَ و جئتُ أقصدُ بابَهُ
قالوا يُكرّمُ عنده النّزلاءُ
فإذا أشار برجعتي قولي لهُ
يأبى الرّجوعَ عسى يكونُ لقاءُ
و أتيتُ بابَ محمّدٍ فوجدتُهُ
رَحباً لمن طلبوا النّجاةَ و جاؤوا
****
يا سيّدَ السّادات ما خان الهوى
قلمي و لا كذبَ العهودَ ولاءُ
مازالَ حبُّكَ في دمي بحراً و ما
زالت تجوبُ بيادري القصواءُ
ما رحتُ أكتبُ فيك سطراً من دمي
إلّا و أذّنَ في الحروفِ قُباءُ
أنت الحبيبُ و إنّني لك عاشقٌ
و أنا لحبّكَ يا نبيُّ حراءُ
لك في ضمير العالمين حكايةٌ
لبناتها المعراجُ و الإسراءُ
و لك الكمالُ و ليس فينا كاملٌ
و لكَ اللّوا و العزّةُ القعساءُ
يا سيّدي و أنا خطيئةُ عاشقٍ
لو كان تُمحى في الهوى الأخطاءُ
غصنُ النّبوّةِ في ضميري سابحٌ
و أنا عليهِ حمامةٌ ورقاءُ
آمالُ قلبي في الحياة فقيرةٌ
و هواكَ للقلب الفقير ثراءُ
شعري يتيمٌ في الشّآمِ فهل لهُ
في قومِ "سعدَ " حليمةٌ و رِواءُ ؟
جُدْ لي بوصلٍ لا يُغادرُ قفرةً
إلّا و كانَ خميلُها و الماءُ
فإذا رغبتَ عن الوصالِ فكلُّ ما
أوتيتُ من نعمى فذاكَ هباءُ
و لإذا اعترى نسبي إليكَ قطيعةٌ
فأنا و صحراءُ الحجازِ سواءُ
****
يا مكّةَ العشّاق سبحان الذي
سواكَ من طينٍ فكانَ ضياءُ
صلّى عليك اللهُ و الدّنيا فمٌ
ما فيهِ غير لقا النّبيّ غناءُ
صلّى عليك اللهُ ما مُدّت يدٌ
ترجو رضاهُ أو استجيبَ دُعاءُ
صلّى عليك اللهُ يا علمَ الهدى
ما أترعتْ كاساتِنا الصّهباءُ
صهباءُ حبٍّ ليسَ نظمأُ بعدها
هي للقلوبِ العاشقاتِ دواءُ
دمشق 2002م
من ديوان : حروفٌ أمام النّار أنس إبراهيم الدّغيم
سوريا/معرة النعمان/جرجناز
}{abooody}{
الموضوع الاصلي
من روعة الكون