باركوا لي ..لقد تزوجت
-----------------------------
بسم الله الرحمن الرحيم ،
.. :: < باركوا لي .. فقد تزوجــــــــــــتُ > :: ..
انتظر ،
تمهّـــلْ .. لا تكتبْ أي شيءٍ ، ..
ولا تُدِرْ في رأسك أسئلةً ..
لا تسرحْ بأحلامكَ بعيـــــداً ..
لا تُباركْ لي .. لا تُنادِ مَنْ بِجانبك لِتُسمعه الخبر ..
لا تَرفعْ هاتفك الجوال وتتصل بأي أحد ..
قف ، وأنصتْ معي ..
هل تسمعها ؟ لا أقصد السماع الحسي ، أقصد هل تتخيلها ؟
إنّـــــــها هي ..
نعم هي ، هل ما زلت تجهلها ؟
إن كنتَ ما زلتَ تَجهلُها فغادرْ موضوعي ، ولا تكملْ ..
أنصحك ألا تُكمل ، فقد أتسبب لك في ‘شللٍ‘ مخيٍّ بعد هذه السطور القليلة ..
لا تعقد حاجبيك تبرماً ، وغادر لو لم تعرفها .. ،
لا تستفزني أكثر من ذلك ، وغادر - الآن - إن كنت تجهلها .. ،
وما ذاك إلا غيرةً أن ينالها *** سوى كفئها والربّ بالخلق أعلمُ
لذلك لا أريدك أن تُكمل موضوعي ، فإن كنت لها .. فأكملْ .. ،
...
..
لا أدري أيّ مقياس ضغطٍ طبيٍ سيُستعمل لقياس ضغط كل واحدٍ منكم بعد هذه المقدمة ‘الاستفزازية‘ بامتياز ، ولا أدري كم صرخةٍ سجّلها مقياس " ريختر " للزلازل قد أطلقها بعضكم غضباً على هذه المقدمة .. ،
أياً يكن ما حدث .. أكرر سؤالي : هل ما زلت تجهلها ؟!!
على رسلك ، ولا تُغلق الموضوع .. فما دمت قد وصلتَ إلى هنا ، فقد اجتزتَ كل اختبارات الضغط النفسي السابقة .. ،
- هيّا .. ابدأي بموضوع زواجي ، فعشاقي كُثُر ، وأخشى أن يغادروا قبل أن يعرفوا آخر أخباري !
على رسلكِ يا غالية ، فمن يعشقكِ يصبرْ ، فرسالةُ المحبوبِ - وإن طالت - تبقى على القلب كالعسل ..
- إذاً هيّا .. أخبريهم ، ولا تتأخري !
قلتُ لكِ على رسلكِ .. فإن كنتِ أنتِ في شوقٍ لهم ، فلا أظن أن شوقهم لكِ يقلُّ عن شوقكِ لهم .. فالصبر الصبر يا غالية ،
( سؤال مزعج : هل ما زلت تجهلها ؟!! )
لن أخبركَ عن آخر أخبارها ، إنما سأترك لمن هام في حبها والشوق لها أن يكتب لكَ بعضاً من وصفها علّكَ تعرفها - إذا كنت ممن لا زال يجهلها - ..
فيا لذّة الأبصارِ إنْ هي أقبلت *** ويا لذة الأسماعِ حين تَكلّمُ
ويا خجلة الغصنِ الرطيب إذا انثنت *** ويا خجلة الفجرين حين تَبسّمُ
وللورد ما قد ألبستْهُ خدودها *** وللخمر ما قد ضمّهُ الريقُ والفمُ
ولا سيّما في لَثْمِها عند صمها *** وقد صار منها تحت جِيدكَ معصمُ
فهل ما زلت تجهلها إلى الآن ؟!!
لا أظن .. و أجزمُ أن جُلّكم قد عرفها ،
لكني .. لن أكتب اسمها تصريحاً .. فأخافُ لو كتبتُه أن تغادر موضوعيَ على الفور إلى أحد معارض ‘تويوتا القاعدة‘ ، وتركب PRADO أو LAND CRUISER وتذهب إليها .. فرجاءً لا تغادر ، ابقَ في موضوعي ..
...
..
تخيلتُ جلستها بين قريناتها .. وتلك النظرة الأخّاذة ،
تخيلتُها تجلس على كثيب مسكٍ ، رجلاها في جنبٍ وجسدها في جنبٍ آخر ، تماماً كجلسة ‘حوريات‘ البحر الخياليات ..
تخيلتُها تهمس لأقرب زميلةٍ لها بخجلٍ عذريٍ أنثويٍ .. " لقد تزوجــــــــت " ..
فيطير الخبر بين قريناتها ، قد تزوجت (........) ،
وتبدأ التهاني تتوالى ، وتهمسُ لها إحداهن : " يا ترى ، من هو عروسنا " ؟
تحمرُّ وجنتاها ، وتذوبُ خجلاً ، ثم تهمسُ بصوتٍ خافتٍ " بندر الدوسري " ..
تبادرها إحداهن مرةً أخرى بسؤالٍ آخر : " ومن أي البلاد بندر " ؟
فلا تستطيع الإجابة لخجلها ، وتُنيبُ عنها زميلتها لكي ترد : " بندر من بلاد الحرمين ، غير أن زواجه بـ (.....) كان في بلاد الرافدين " .. ،
تهمس إحداهن في آخرِ صفِّ المهنّئات " وأنا تم زواجي في بلاد الرافدين .. بيْد أن زوجي هو " صالح الحاشدي " من بلاد اليمن " ,,
وأخرى تقول بصوتٍ مسموع " أما أنا فقد تزوجت في بلاد الأفغان ، وزوجي هو " عزيز الرحمن شاهين ".. "، ..
وأخرى تقول وهي تحمل ولدها (*) " زوجي " أكرم موسى " من فلسطين ، وقد تزوجته هناك "
ورابعةٌ تخاطب الجمع وتقول " وأنا تزوجتُ في البوسنة .. وزوجي هو " مصطفى إبراهيموفيتش " .. " .. ، وخامسة ، وسادسة ، وسابعة ..
تنطلق الضحكات الأنثوية الرقيقة ، ويصف العاشق هذه الوجوه بقوله :
تقسّم منها الحسن في جمعٍ واحدٍ *** فيا عجباً من واحدٍ يتقسمُ !
تُذكّر بالرحمن من هو ناظرٌ *** فينطق بالتسبيح لا يتلعثمُ
إذا قابلت جيشَ الهمومِ بوجا *** تولّى على أعقابه الجيشُ يُهزَمُ
تتقدم بعض ‘العازبات‘ للتهنئة .. فتختلط الأصوات بمقولة " عقبال عندكن يا بنات " ..
وتعود الضحكات مرةً أخرى ، ويغمر الخجل كلّ المكان ..
...
..
أعرف أني قد سرحت بكم إلى عالمٍ آخر ، وأنّ خيال البعض منكم قد فاق حدود الكتابة ،
فكلنا يودُّ العيشَ في ذاك العالم .. العالم الذي أهم ما يميزه " ما لا عينٌ رأت ، ولا أذنٌ سمعت ، ولا خطر على قلب بشر " .. و " كلكم يدخلها إلا من أبى " ..
فهل تجلس تتمنى .. تتخيل أنك في الجنة .. حولك غلمانٌ وقصورٌ .. جاءت لمجيئك تتهنى ،
حوراءٌ خُلِقت من أجلك .. لم تَلمس أحداً من قبلك .. فهل يا ترى توفيها مهرها ..
ولكن .. يا ترى .. ماذا كان مهر بندر وصالح ومصطفى وأكرم ، والبقية ؟
يقول عاشقها :
فيا خاطبَ الحسناءِ إن كنتَ راغباً *** فهذا زمان المهر فهو المقدمُ
فكن مبغضاً للخائنات لحبها *** فتحظى بها من دونهن وتنعمُ
وكن أيّماً ممن سواها فإنها *** لمثلك في جنات عدن تأيّمُ (*)
وصم يومك الأدنى لعلك في غدٍ *** تفوز بعيد الفطر والناس صوَّمُ
وأقدم ولا تقنع بعيشٍ منغصٍ *** فما فاز باللذات من ليس يُقدِمُ
( تالله لقد نودي عليها في سوق الكساد ، فما لبّى ولا استام إلا أفرادٌ من العباد ، فوا عجباً كيف نام طالبُها ، وكيف لم يسمع بمهرها خاطبُها ، وكيف طاب العيش في هذه الدار ، بعد سماع أخبارها ، وكيف قرّ للمشتاقين القرار ، دون مُعانقة أبكارها ، وكيف قرّت دونها أعين المشتاقين ، وكيف صبرت عنها أنفس الموقنين ، وكيف صدفت عنها قلوب أكثر العالمين ، وبأي شيءٍ تعوّضت عنها نفوس المعرضين .. ) (*)
وإن ضاقت الدنيا عليك بأسرها *** ولم يكُ فيها منزلٌ لك يُعلمُ
فحيّ على جنات عدنٍ فإنها *** منازلنا الأولى وفيها المخيّمُ
وحيّ على السوقِ الذي فيه يلتقي المــ *** ــحبون ذاك السوق للقوم يُعلمُ
وحيّ على يومِ المزيدِ الذي به *** زيارة رب العرش فاليوم موسمُ
وحيّ على وادٍ هنالك أفيحٌ *** وتربته من إذفرِ المسك أعظمُ
منابر من نورٍ هناك وفضة *** ومن خالص العقيان لا تتقصم (*)
وكثبان مسكٍ قد جعلن مقاعداً *** لمن دون أصحاب المنابر يعلمُ
فاعزم على خطبتها من الآن ، ولا تكن ممن يضيعها لأجلِ عشيقةٍ ما زال إيمانك لا يمنعك من الكلام معها عبر الهاتف الجوال ، ولا تكن ممن يبيعها بحبيبة على قائمة الرسيل (المسنجر) ، ولا تولع قلبك حباً بأنثى تعلم علم اليقين أنها تغّذت من دم الحيض في رحم أمها ، ..
بل اطلبها من الآن .. واسْعَ للقاها .. وابذلْ كل جهدك للحاق بـ " حمزة وعمر وعثمان وأبي بكر وعلي ومعاوية وطلحة والزبير والمقداد وخالد والمثنى وسعد " .. ابذل جهدك للحاق بـ " بندر وعلي وإسماعيل وعياش وعليم الله " .. ابذل جهدك ولا تتأخر ، واظفر بها قبل أن تندم ..
السوق قائمة ، والجبهات مفتوحة ، والباب يتسع للكثيرين ..
فإما أن تحط رحالك على جبال " هلمند " ، أو تمتشق سلاحك وتجلس على ضفاف دجلة في " بغداد " ، أو تتنسم بعضاً من رياح بحر " مقديشو " ، أو تغتسل تحت أحد شلالات " غروزني " ، أو تأكل ‘المانجا‘ من أشجار " كشمير " .. ، أو في الجزائر أو الفلبين أو تركستان ..أو .. أو .. أو .. وتطول القائمة ،
لا تقل لي كيف ، اصدق الله في الطلب كي يصدقك الله ..
وتذكر أن ‘العازبات‘ ينتظرن .. فلا تُطل الغياب ،
فهل ما زلت تجهلها إلى الآن ؟!!
فيا بائعاً هذا ببخسٍ معجّلٍ *** كأنك لا تدري ، بلى سوف تعلمُ
فإن كنت لا تدري فتلك مصيبةٌ *** وإن كنت تدري فالمصيبة أعظمُ
ـــــــــ
(*) ثبت في الحديث الصحيح قوله - صلى الله عليه وسلم - : " إذا اشتهى الرجل الولد في الجنة ، كان حملها ووضعها في ساعة " صحيح الجامع .
(*) أيّم : من لا زوج له ، تأيّمُ : لم تتزوج .
(*) ما بين القوسين للإمام ابن القيم الجوزية من كتاب " حادي الأرواح إلى بلاد الأفراح " ، وكذلك الأبيات الواردة في المقالة .
(*) العقيان : الفضة ، لا تتقصم : لا تنقسم .
منقول
الموضوع الاصلي
من روعة الكون