حتى نكون مُنصفين علينا بأن نتجرد عن الذات ونرتقي
بأنفسنا إلى تفضيل كل ذي حق .. مُحكمين العقول ومُبعدين
كل المحسوبيات والمعارف والجاه والسلطان عن قراراتنا
فالأنصاف ثمرة يقطفها كل مجتهد وينعم فيها كل من شعر
بالم ومرار عدم الأنصاف !! وحتى تكون عملية الأنصاف
ذات اثر ايجابي يجب ان يكون لها مُحددات معينة وترمومتر
مُتفق عليه من كل من سُيعطي صوته او رأيه بالموضوع !!
بعيداً عن المجاملات او الأجتهادات التي تُشعرنا بأن فلانا او علانا أخذ موقع غيره من الناس بدون ادنى حق !!
وايضا يجب ان نُعطي قرارنا او رأينا بموضوعية شديدة وبحيادية تامة (( حتى وأن كنا مختلفين مع الشخص او مهما أختلفت بيئة وثقافة ونوع ذلك الشخص ))
وأن نقول للمحسن أحسنت ولمن لم يُحالفه الحظ قد جانبك الصواب بأسلوب راقي وبتعامل إنساني !!
كما يجب ان نتقي الله في اعمالنا فهو يعلم السر وأخفى
و يجب ان يكون قرارنا مُريحاً لنا ولضمائرنا نشعر بأننا استطعنا ان نُعطي اصحاب الحقوق حقوقهم
علينا الحديث بشفافية ووضوح بعيدا عن التجريح و علينا ايضا ان نتعامل مع القضية او المسببات
دونما الخو ض في تفاصيل قد تبعدنا عن جمال وروعة النص
وان نسير وفق المحددات التي اتفقنا عليها قبل بداية النقد
حتى نكون مُنصفين : يجب ان نتعامل مع القضايا على انها تمسنا بالدرجة الأولى وليست كتحصيل حاصل او لانشعر بها لآنها لاتعنينا من قريب او بعيد
وعندها سوف نرى ونسمع عبارة (( الحياة حلوة بس نفهمها )) !!
وبالفعل فقد لفتت نظري هذه المقولة واحببت أن أضع لها تفسير من الناحية النفسية
فكيف يمكن ان تكون الحياة حلوة ؟!! وكيف لنا أن نفهمها الفهم الصحيح ؟!!
الحياة حلوة اذا أستطعت يا أخي ويا أختي في الله ان تقوموا بأدواركم الأجتماعية
على الوجه الأكمل فالأنسان يقوم بالعديد من الأدوار (( كأبن _ وكطالب _ وكصديق _
وكموظف _ وكمتزوج _ وكأب )) ولكل دور من هذه الأدوار متطلبات تؤدي اذا قام بها
الفرد على الوجه المطلوب الى الأستقرار النفسي والنمو العاطفي وتساعد على الوقاية من
الأضطراب النفسي والتشتت العقلي وحينها تُصبح الحياة حلوة بمعاني صادقة وبتصرفات صحيحة
أيضا نستطيع ان نقول ان الحياة حلوة لأننا قمنا فيها بأعمال الخير والبر والتقوى فساعدنا من
أحتاج للعون (( المادي _ والمعنوي )) وقمنا بواجبنا تجاه الأخرين بتقديم النصائح والتوجيهات اللازمة
وحاولنا ان نساهم في نشر الخير والتواصي به ما استطعنا لذلك سبيلا ،، فبذلك ستكون حياتنا سعيدة
أمنة مطمئنة نسعد بوجودنا فيها ونرى الكون سعيد بتحقيقنا للمعاني الأنسانية الأصيلة
وعلى الطرف الأخر تأتي قضية الفهم الصحيح للحياة والذي بدوره سيجعلنا ننعم بالراحة والأطمئنان
فالفهم الصحيح يعني تقدير الأمور بشكل واقعي بعيدا عن الأ حلام البراقة وعن المشاعر العاطفية
فالحياة تتميز بالتغير الدائم والمستمر في كافة جوانبها ويترتب على ذلك أن نفهم ذلكم التغيير وأن
نوج لتطوير الذات وتنمية قدراتها بما يتناسب ومتطلبات الحياة التي أصبحت أكثر تعقيد من السابق
ويجب علينا ان نفهم الحياة بتحديد اهدافنا وطموحاتنا بعيدا عن المبالغة في طرح الأهداف
( فرحم الله أمراً عرف قدر نفسه )) ،، حينها سنحقق افضل النتائج بأسرع واسهل الطرق
كما يجب علينا ان نفهم الحياة بأن نترك مالايعنينا وان نهتم بأمورنا وبحياتنا (( فمن حُسن أسلام
المرء تركه مالايعنيه )) ،، وأنشغاله بتقديم كل ما من شأنه رفعته ورفعة مجتمعه الذي يعيش فيه
وفي ختام حديثي أتمنى للجميع ( ( حياة حلوة منصفة واضحة سلسة مفهومة بالقدر الذي يتحقق فيه
السعادة بالدارين بأذن الواحد الأحد الفرد الصمد ))
الموضوع الاصلي
من روعة الكون