اخي الحبيب .. من البدايه أقول لك لا تقراء هذه القصه ..
يقول صاحب القصه :
كنا ثلاثه من الاصدقاء .. يجمع بيننا الطيش و العبث ! كلا بل كنا أربعه فقد كان الشيطان رابعنا ..
فكنا نذهب لاصطياد الفتيات الساذجات بالكلام المعسول ونستدرجهن إلى المزارع البعيده.
وهناك تفاجأن بأننا قد تحولنا إلى ذئاب لا ترحم توسلاتهن بعد أن ماتت قلوبنا ومات فينا الاحساس!
هكذا كانت أيامنا وليالينا في المزارع .. في المخيمات والسيارات وعلى الشاطئ ! إلى أن جاء اليوم الذي لا أنساه!
( كم أنت عنيد حينما تصر على القراءة)
ذهبنا كالمعتاد للمزرعة .. كان شيء جاهزاً . الفريسة لكل واحد منا .. الشراب الملعون .. شيء واحد نسيناه هو الطعام .
وبعد قليل ذهبأحدنا لشراء العشاء بسيارته كانت الساعه السادسه تقريباً.
انطلق .. ومرت الساعات دون أن يعود ..وفي العاشرة شعرت بالقلق عليه .. فانطلقت بسيارتي أبحث عنه .. وفي الطريق شاهدت بعض ألسنه النار تندلع على جانبي الطريق ! وعندما وصلت فوجئت بأنها سيارة صديقي والنار تلتهمها وهي مقلوبه على أحد جانبيها .. أسرعت كالمجنون أحاول إخراجه من السياره المشتعله , وذهلت عندما وجت نصف جسده وقد تفحم تماماً .
لكنه كان لا يزال على قيد الحياة فنقلته إلى الارض .. وبعد دقيقه فتح عينيه وأخذ يهذي .. النار .. النار . فقررت أن أحمله بسيارتي وأسرع به إلى المستشفى لكنه قال بصوتٍ باكٍ : لا فائده . لن أصل , فخنقتني الدموع وأنا أرى صديقي يموت أمامي .. وفوجئت به يصرخ : ماذا أقول له .. ماذا أقول له ؟
نظرت إليه بدهشه وسألته : من هو ؟
قال بصوت كأنه قادم من بئر عميق : الله ..
أحسست بالرعب يجتاح جسدي و مشاعري , وفجأه أنطلق صرخه مدويه .ولفظ آخر أنفاسه .. ومضت الأيام .. ولكن صورة صديقي الراحل وهو يصرخ و النار تلتهمه .. ماذا أقول له .. ماذا أقول له ؟! لا تفارقني و وجدت نفسي أتساءل : وأنا .. ماذا أقول له ؟ فاضت عيناي و اعترتني رعشه غريبه .. وفي نفس الوقت سمعت المؤذن ينادي لصلاة الفجر . الله أكبر ..
فأحسست أنه نداء خاص بي يدعوني لأسدل الستار على فترة مظلمه من حياتي .. يدعوني إلى طريق النور والهدايه .. فاغتسلت وتوضأت وطهرت جسدي من الرذيله التي غرقت فيها لسنوات .. وأديت الصلاه ومن يومها لم تفتني فريضه.
فالحذر الحذر من الوقوع في المعاصي والذنوب فإنها والله عبره .. ولنكن نحن ذلك الشاب المتعظ من هذه القصه ولنلقها دائما ماذا نقول لله عندما نرتكب أي خطأ أو معصيه ؟ ماذا أقول له ؟
لعلك تجد الإجابه الشافيه ...
..................................
المصدر
... كتاب غرائب القصص ...
تحياتي
الموضوع الاصلي
من روعة الكون