هو مرض فيروسي معدي ( شديد العدوى ) يصيب الأعضاء التناسلية و ينتقل عن طريق الاتصال الجنسي.
الأسباب:
الفيروس المسبب للمرض هو فيروس البابيلوما البشرى Human Papilloma Virus أو اختصارا HPV. و يوجد أكثر من 100 نوع من هذا الفيروس. ثلاثون نوع تقريبا ينتقل خلال الاتصال الجنسي حيث ينمو الفيروس جيدا في منطقة الأعضاء التناسلية الرطبة مؤديا لحدوث الثآليل التناسلية. و تظهر الثآليل بعد أسابيع أو شهور من الإصابة بالفيروس. و تختلف الثآليل التناسلية عن الثآليل ( الحبيبات ) Warts التي تظهر في الأيدي أو القدم و التي تسببها أنواع أخرى من فيروس HPV.
الأعراض:
تتمثل أعراض المرض في إحدى الصور:
ظهور حبيبات مرتفعة أو في نفس مستوى سطح الجلد ( Warts ) في الأعضاء التناسلية. و تتميز هذه الحبيبات أنها صلبة، غير مؤلمة، جافة، لونها يشبه لون الأعضاء التناسلية و أحيانا تكون بيضاء أو رمادية اللون. و قد تكون واحدة أو متعددة على هيئة عنقود.
و أحيانا تكون الحبيبات صغيرة جدا بحيث يصعب رؤيتها حتى أثناء الكشف الطبي، و تؤدى فقط إلى الشعور بعدم الارتياح و وجود حكة بسيطة. و إذا لم تعالج قد يزداد حجمها سريعا لتصبح شبيهة بالقرنبيط لذلك يطلق على شكلها Cauliflower-like appearance.
وجود حكة في القضيب، كيس الصفن، منطقة الشرج، أو الشفرتين.
وجود إفرازات مهبلية زائدة.
نزيف مهبلي غير طبيعي ( في غير ميعاد الدورة الشهرية ) بعد الاتصال الجنسي.
و في بعض الحالات يكون المريض مصاب بال HPV في المنطقة التناسلية و لكن لا يوجد ثآليل أو أي شكوى. و هذا لا يعنى أن لا يهتم بالعلاج لتفادى المضاعفات و نقل العدوى للآخرين.
و أماكن الإصابة بالثآليل في السيدات هي الشفرتين، عند فتحة المهبل، جدار المهبل، عنق الرحم، حول الشرج.
و قد أكدت الأبحاث أن 50% من السيدات المصابة بالفيروس تكون الإصابة في عنق الرحم. و الإصابة بالفيروس في عنق الرحم تضع المريضة في خطورة لحدوث سرطان عنق الرحم Cervical Cancer ، حيث يحدث الفيروس بعض التغيرات الغير طبيعية في خلايا عنق الرحم Precancerous Changes و التي يمكن أن تؤدى لحدوث سرطان عنق الرحم. لذلك يجب الاهتمام بالتشخيص و العلاج السريع.
أما أماكن الإصابة في الرجال فتكون في القضيب، مجرى البول، المثانة، حول الشرج، أو داخل المستقيم أحيانا.
و قد تؤدى الإصابة في مجرى البول إلى حدوث نزيف في مجرى البول، إفرازات، و التبول المستمر.
و من المعروف أن الثآليل قد تصيب أكثر من مكان في نفس الوقت سواء للسيدات أو الرجال.
و في بعض الحالات النادرة قد تتواجد الثآليل التناسلية في الفم نتيجة ممارسة الجنس الفموي.
التشخيص:
أثناء الكشف الطبي يمكن التعرف بسهولة على المرض إذا كان الثآليل موجود في الأعضاء التناسلية الخارجية. و أحيانا يلجأ الطبيب إلى استخدام حمض الاسيتيك Acetic acid على الأعضاء التناسلية لرؤية الثآليل إذا كانت صغيرة جدا في الحجم و غير مرئية بالعين المجردة، حيث يتحول لونها إلى الأبيض و يمكن رؤيتها بوضوح خاصة إذا استخدمت عدسة مكبرة مثل Colposcope.
أما إذا كانت الثآليل موجودة في المهبل أو عنق الرحم فيتم التشخيص عن طريق الكشف المهبلي للسيدات الذي قد يظهر وجود الثآليل في جدار المهبل أو في عنق الرحم.
و يمكن إجراء مسحة لعنق الرحم Pap Smear لرؤية التغيرات الغير طبيعية في خلايا عنق الرحم التي تحدث مع الإصابة بالفيروس. فكما ذكرنا سابقا أن 50% من السيدات المصابة بالفيروس تكون الإصابة في عنق الرحم.
العلاج:
يوجد أكثر من طريقة للعلاج، يعتمد اختيار الطريقة المناسبة تبعا لعدة عوامل منها حدة المرض و مكان ظهور الثآليل.
و يجب التأكيد على علاج الزوج و الزوجة معا و ليس أحدهم فقط.
العلاج الدوائي:
و هو عبارة عن أنواع من الكريمات و المحاليل الموضعية مثل Imiquimod Cream, 0.5% Podofilox Solution.
العلاج الجراحي:
يسبب فيروس ال HPV إصابة مؤقتة يتخلص منها الجسم نفسه تلقائيا خلل فترة تتراوح بين شهور حتى سنتان تقريبا. و بالرغم من ذلك يجب استئصال الثآليل لأنه لا يمكن التوقع إذا كان سيزداد حجمه أو سيختفي بعد ذلك. و هناك عدة طرق لاستئصال الثآليل:
التجميد Cryosurgery عن طريق سائل النيتروجين.
الكي الكهربي Electrocauterization.
الليزر Laser therapy.
و تستخدم الطرق السابقة إذا كان حجم الثآليل صغير. أما إذا كان حجم الثآليل كبير فيتم استئصاله جراحيا.
بعد العلاج:
بعد استئصال الثآليل قد يستمر وجود الفيروس HPV في المريض لفترة كما سبق أن ذكرنا. و في بعض الحالات قد يؤدى إلى الإصابة بالثآليل مرة أخرى، لذلك يجب المتابعة المستمرة مع الطبيب حتى إذا بدى للمريض اختفاء الثآليل نهائيا.
و إذا تكررت الإصابة مرة أخرى بالثآليل بعد العلاج الجراحي يلجأ بعض الأطباء إلى حقن الثآليل بمضاد فيروسي Antiviral حتى تختفي الثآليل. لكن هذا العلاج تكلفته عالية و لا يقلل من احتمال تكرار الثآليل مرة أخرى.
و يجب التنبيه على السيدات المصابة إن عليها المتابعة حتى بعد العلاج عن طريق إجراء مسحة من عنق الرحم Pap Smear كل 6 شهور على الأقل، و كل 3 شهور إذا كانت الإصابة السابقة في عنق الرحم.
الموضوع الاصلي
من روعة الكون