بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
اخوتي وأخواتي ..
من منا ليس له صديق ..
ومن منا لم يمر بتجربة صداقة فاشلة ..
وكم منا يعاني من استنزاف صديقه العاطفي .. ولا يملك الخلاص من تلك العلاقة ..
وكم منا تؤثر علاقته بصديقه سلبا على حياته الزوجية ..
حين يصل ألأمر الى هذا الحد فهنا يدق ناقوس الخطر .. وعندها لابد من انهاء تلك الصداقة لأنها أصبحت مسمومة .. !!
ألم تسمعوا عن الصداقة السامة .. ؟؟
سأترككم مع المقال التالي ..
وهو اروع ما قرأت هذا اليوم على صفحات الشبكة العنكبوتية ..
<<< الصداقة السامة >>>
الصداقة بين شخصين ينبغى أن يتوافر فيها التوازن لكى تصبح العلاقة صحية، وليس طرف يُعطى والآخر يأخذ فقط.
والصداقة لها تأثير خطير على حياة كل شخص منا، فهى تؤثر على الصحة، على العمل، على علاقات الزواج، العلاقات الأسرية، الأطفال .. وحتى على كبار السن.
وفى حين أن الصداقة هامة لكل شخص فى كل مكان على سطح الكرة الأرضية ولها جوانبها الإيجابية التى تتشعب فى مختلف نواحى الحياة، إلا أنها من الممكن أن تكون سلبية على حياة الشخص ويُطلق عليها هنا بصفة استعارية "الصداقة السامة" أو "سموم الصداقة".
الصداقة السامة من أهم ما يميزها كل ما هو سلبى لا يدفع إلى الأمام، كل ما هو يُعطى للطرف الآخر عدم شعور بالارتياح أو المساواة.
هل ذكرت مرة لأحد أقاربك من الأم أو أحد الأصدقاء الآخرين عن ما قاله لك صديقك الذى يزعم أنه حميم بالنسبة لك، ويخاف عليك ثم وجدت رد فعلهم فى التعبيرات التالية: "ماذا؟" .. "هل هى/هو قالت ذلك!" ثم قمت انت بالدفاع المستميت عنها/عنه بالكلمات التالية أيضاً: "إنها/إنه لايقصد ذلك ولم التفت إلى الأمر".
عندما تكون هناك علامات من الإحساس بالضغوط، الاستغلال، عدم القدرة على الاعتماد (على الطرف الآخر)، المغالاة فى الطلبات والاحتياجات بدون رد فعل تبادلى .. فهذه كلها أعراض للصداقة السامة
وهناك فارق كبير بين الشخص الذى يحتاج من حوله فى أزمة طارئة وبين الشخص الذى يتخذ من الأنانية نمطاً لحياته فى علاقاته ..
ويوجد جانب آخر لسموم الصداقة هو ذلك الذى يشعرك بالسلبية تجاه نفسك بل والغضب منها بالنقد المستمر والسخرية. فالصديق الذى يجرفك لمنحدر على المستوى الشعورى والمادى والعقلى هوعدو لك وليس صديق.
ويحتاج الشخص بعد أن يكتشف كل ذلك عن صديقه السيطرة على هذه العلاقة السامة إذا كان هناك أمل فى استمرارها.
كيف تتعامل مع سموم الصداقة؟؟
إذا شعُر الشخص بأنه وقع فى شباك هذه الصداقة المذمومة، يأتى التفكير ضرورة حتمية لمساعدة النفس ومساعدة الشخص الذى يزعم أنه صديقك...
1- الاعتراف بحقيقة العلاقة التى تربطك بالطرف الآخر:
فى بعض الأحيان يصبح الشخص أصماً وأبكم وأعمى عن أى صفة أو خصال يراها فى صديقه، فأول خطوة للشفاء من السم معرفة سبب الإصابة. اعترف لنفسك الداخلية بأن صديقك أو العلاقة التى تربطكما سوياً ليست علاقة على ما يُرام على الأقل بالنسبة لك – فقد لا يكون الأمر كذلك مع أشخاص آخرين – أو لا ينبغى أن تستمر هكذا.
وعدم الإذعان لمثل هذه الصداقة بالمقومات التى تصلح للعداوة وليست للصداقة الحميمة وإنما للصداقة المذمومة.
2- عدم الخوف من رد فعل الاخرين:
الثقة بالنفس، والتصرف بمنطلق المسئولية فى الحد من هذه العلاقة سيجعلك تأخذ خطوة إيجابية تجاه تصرفات الصديق التى تعرضك للضيق عند الاحتكاك به. فقد يخشى البعض من رد فعل الاخرين ممن حولهم "بأن الصديق لابد وان يقف بجوار صديقه ولا يتخلى عنه فى الأزمات أو عند الاحتياج". وهذا لن يتوافر إذا كان صديقك ساماً وإقرارك بذلك ثم اتخاذك خطوة مسئولية الابتعاد.
فليس المهم اعتقاد الاخرين لأنك لا تضره كما يبدو لهم، وإنما تضر نفسك وتؤذيها. فبالضغوط التى يضعك الصديق المزعزم فيها فلن تتصرف مع الآخرين كما ينبغى لأنك ستكون تحت تأثير الضغوط.
3- وضع حدود فى علاقة الصداقة:
وضع الحدود تتمثل فى الاعتناء بالنفس، إرضاء النفس وليس الطرف الآخر كما كان يحدث من قبل.
مع عدم الالتفات أو الاحتجاج عندما يكون هناك نقد لاذع.
4- التحدث مع أصدقاء أكثر أماناً:
والتحدث هنا من أجل الاستشارة فيما تتخذه من خطوات تجاه هذه العلاقة، وينبغى أن يكون اختيارك ممن لهم رأى موضوعى. فالموضوعية صفة للشخص الذى يُعطى أما الذاتية فهى صفة للشخص الذى يأخذ.
وستكون الآراء ما بين طرق لمعادلة السُمية فى هذه العلاقة لتستمر أو لإنهائها على الفور.
5- اللجوء إلى المساعدة المتخصصة:
وهذه من أصعب الحلول، لأنه أمر شائك.
وتتم على خطوتين: الأولى بالتحدث مع الشخص عن سلوكه غير الحميد وكيف يتعامل معك، وطلب منه التوقف عن ذلك لأنه يهدد العلاقة القائمة بينكما.
وإذا كان الاستمرا فى ذلك هو انتيجة تأتى الخطوة الثانية بتقديم المشورة بأسلوب لطيف باللجوء إلى المساعدة الطبية المتخصصة لكى يتغلب على خصاله الشعورية السلبية التى تلازمه فى كل تصرف يسلكه.
فالمجهود مطلوب منه فى هذه المرحلة.
6- إنهاء علاقة الصداقة:
تأتى كنتيجة حتمية للخطوة السابقة بعد بذل المجهود، لكنها خطوة قاسية فليس من السهل الانفصال. فالانفصال لا يكون لعلاقة زواج أو حب وإنما لصداقة أيضاً لأنها قد تكون أقوى من هذه العلاقات الأخرى فى بعض الأحيان. والفارق هو ان الانفصال فى حالة فشل علاقة الحب قد يكون مواسياً لعدم التوافق .. أما فى علاقة الصداقة فالأمر يكون أصعب بل ومؤلماً لأن التوافق حدث والفشل يرجع إلى سلوك أنانى.
تأثير الصداقة السامة على طرف ثالث:
هذا التأثير أكثر سوءاً من الدرجة الأولى وهنا التأثير لا يقع عليك وإنما يؤثر على شخص آخر قريب منك مثل الزوج او الزوجة أو صديق آخر قريب منك وهذا أكثر قسوة.
إذن كيف تتعامل مع ذلك؟
على الرغم من أن التفكير هنا سيكون بالطبع مندفع لأنك تريد أن تبعد مصدر الخطر عن مم نتحبهم ولا تريد أن يتعرضوا للإيذاء، إلا أن أول خطوات الحلل هو الصبر.
فلابد من الإنصات الجيد للشخص المتأثر الذى ينبغى أن يلجأ إليك، ثم القيام بالملاحظة الهادئة. أما عن صفاتك أنت فى هذه المواقف هو أن تكون مخلصاً موضوعياً، غير ناقداً والالتزام بالإنصات أكثر من الكلام .. مع الابتعاد عن السلبية لأنها تزيد العند من التمسك بالصديق السام.
ما الذى نحتاجه فى الصداقة لكى تستمر؟؟
الاحتياج الدائم والأبدى الذى لا يتغير لضمان استمرار الصداقة ونجاحها هو مبدأ "التبادلية" الذى هى عكس لمبدأ الأنانية.
فلا لمبدأ الحاجة الدائمة، المتاعب المستمرة، الشكوى المتكررة .. لأنه لن تكون هناك مساحة لحاجاتك أنت ولمتاعبك ولشكواك أيضاً، فالأنانية هو سم الصداقة الفعلى الذى يقضى عليها.
دمتم في رعاية الله ؛؛؛
الموضوع الاصلي
من روعة الكون