كنت في الثانية عشرة من عمري وتعرفت على الآنسة(ن) وكانت مثلي أحببتها بكل كياني بكل الروح وبادلتني الحب في طهارة نما معنا وترعرع وتزداد عمقا ورسوخا في قلبنا جمعتنا أحلام وأمال كبيرة وصغيرة ودموع وابتسامات محال أن تنسى وخططنا طريقنا ورسمناه مجتمعين وحققت معظم تلك الخطوات إلا الزواج
كان يراودني حلم كبير في العلم لدلك سافرت خارج الحدود لأ تابع دراستي وتواعدنا على الإخلاص والوفاء إلى أخر العمر وأقسمت قدسا على أن أفي بوعدي
وسافرت وهناك تفتحت على الإباحية بشتى أنواعها وتعرفت على الآنسة (أ) في خضم زاخر من التحولات النفسية والإجتماعية لتقبل الحياة في مجتمع غربي ومسايرته. الآنسة (أ) هي أول من علمني الحب، كانت أرق من هبات النسيم الصيفية كانت رسامة رائعة. جمعنا غموض يوحي بالارتفاع لدا كانت كل كلامنا يسمو عن نطاق الأرض ليتحول كل شيء إلى أهداف وأحلام بين ضوء وظلام وجنس. أخبرتها مند البدء عن حبي ووعدي للآنسة (ن) ولم تقل شيء .
وقد كان القدر ينسج حكايتنا المأساوية بدموع من دماء
ووقعت الآنسة (أ) في الخطأ وأحبتني وقد صارحتها بأني لا يمكن أن أحبها دهرا.
وصارحتني بمشاعرها بالمعاني والكلمات، وصارحتها بمشاعري الرافضة لهدا الحب
ولكننا إستمرينا في علاقتنا لأزيد من أربع سنوات . لم أعرف فيها فتاتا غيرها ولم تعرف هي رجلا غيري. وكانت كلما مر الوقت إلا وزادت لتساقا بي. وكنت كلما قرب وقت الرجوع إلا وزدت لتساقا بحلمي وحبي الأول.
ولما لم يبقى على رجوعي إلا شهر واحدا دار بيننا الحديث التالي الذي تكرره لي الأيام كل وقت وحين.
قالت: أتريدني أم لا تريدني
-قلت :لا يجمعنا الحب
قالت :لا بل أحبك أكتر من نفسي
قلت : وأنا أعزك كثيرا أعشق عيناك كلماتك ولمساتك ولكني لا أحبك و أنت تعلمين أني أحب أخرى ولا أتصور حياتي دونها
قالت: لم عرفتني إدا و إستمريت معي
قلت: لقد صارحتك مند البدء
صارحتني: لا أريدك زوجا .افعل ما تريد تزوجها إن أردت ولا تتركني أضل كظلك ما حييت
قلت قاسيا : لم أبني حياتي أبدا على خداع ولا أريد أن أبنيها كداك قد حكم علينا الحب بالفراق ولكني لم أنساك
قالت: أحبك فوق مستوى الحب وأعرف بأنها لن تستمر حياتي بدونك
قلت: لا تأملي في المستحيل وتضلي تتعذبين طيلة الدهر.ستجدين أفضل مني بالتأكيد وأنت تستحقين الأفضل
وضعت يدها على فمي ومنعتني من الكلام تم قبلتني على فمي والدموع تنزف من عينيها بصمت رهيب تبكي و ذهبت تجري
وجاءتني قبل عشرة أيام من من موعد العودة. شاحبة اللون وعانقتني و رجتني أن أقضي وإياها أخر أسبوع
وقضت معي سبعة أيام لم أنساها ما حييت كانت تعاملني بروحها وكنت أعاملها بجسدي أعطتني من رقت وحنان وعطف المرأة، ما لم تستطيع أنثى أخرى أن تعطيني إياه. كانت تذوب بكل كيانها لتستمد لي أشعة الشمس لأعيش بها لأخر يوم في حياتي.كانت تنام محتضنتا إياي بشدة وكانت تبكي بصمت وخشوع حتى في نومها. كانت تحاول أن تأخذ مني أخر شعاع من نور لكن هيهات. فكلما سألتني هل تحبني أصمت.... ومرت سبعة أيام لن أنساها أبد الدهر.
وبعدها بيوم واحد رحلت بعيدا، بعيدا عن كل الحياة وكتبت لي أخر الكلمات أنقلها كما جاءت: "كيف لي أن أستمر في الحياة والحياة ترفضني.لا كيف لي أن أعيش وأنت ذاهب بدون رجوع.لا لمن أبقى وأنت لا تريدني..."
تم كتبت.. لعشرات المرات اسمي مرفقا بكلمات الحب ولما لم تعد قادرة على الكتابة كتبت اسمي مرتين تم كلمة وداع متقطعة .
قالوا لي في الشرطة بأنها كانت تكتب اسمي ككلمات تقويها على تحمل مرارة السكرات وأن صورتي لم تنزع من يدها إلا في المشرح حيت حاولوا أن يعرفوا الشيء الذي تمسكه تجاه قلبها وسلموني الجواب.
لم أدري مادا أقول أو أفعل لكني توجهت إلى الله قائلا ارتكبت الذنب الذي لا يغتفر وأدركت أن يدي لطخت بالدماء لن تستطيع قوة في الدنيا إزالتها. وبكيت حيت لا ينفع البكاء وعدت شهرا بعد دلك إلى بلدي حاملا شهادتي ورسالتها كشهادة حقيقية عن غربتي وذهبت لأبحت في قريتي عن حبي الأول .ولكن هيهات لا تضل الفتيات في قريتي بلا زواج إلى خمسة وعشرين سنة . وجدتها متزوجة ولها ابن من سنتان أي تزوجت بعد رحيلي بسنة وأدركت قيمة ما أضعت
الموضوع الاصلي
من روعة الكون