علاقتك مع زوجك لها خصائص كثيرة، ولكن إذا أردنا اختيار خاصية واحدة تضفي عليها دوام المتعة والحيوية على مر السنين فلن تكون سوى أن يعامل كل منكما الآخر معاملة الصديق الحميم.
فما أكثر أن نجد زوجين مخلصين لبعضهما ومع هذا تراهما قد احتدم النقاش بينهما ولن يدوما على وفاق طويلاً، وكثيرًا ما نجد أزواجًا رائعين ومتفانين ويشتركان في نفس الهوايات والاهتمامات ومع هذا يسيطر التوتر على علاقتهما.
عندما يكون الزوجان أصدقاء في المقام الأول فإن الأمور تسير طبيعية من تلقاء نفسها، فالصداقة تحث كل صديق أن يدعم صديقه وأن يحتمله ويعطف عليه، ويلتمس له العذر، كما أن الصداقة تسهل عملية التواصل، والصداقة تمهد الطريق للضحك والمرح كما أنها أيضًا تعني التزام الجدية إذا تطلب الأمر ذلك، والصديق على اتصال دائم بصديقه يجده وقت الرخاء، ولا يفتقده وقت الشدائد.
من تحب؟
سؤال وُجّه للرسول صلى الله عليه وسلم فردّ أمام الناس وقال اسم امرأة، عائشة. فسأله السائل من الرجال؟ قال: أبوها.
يمكننا أن نفهم من هذه المصارحة أن السيدة عائشة هي الزوجة الصديقة في المنزل، وأبا بكر هو الصديق الحميم من الرجال.
وما أكثر ما ذُكر في سيرة الرسول صلى الله عليه وسلم من حبه للسيدة عائشة، وما روي في صحيح مسلم والبخاري من أشكال الصداقة بينهما لعب وضحك وجري وملاطفة وحوار وحديث واستماع، وكلنا يعرف القصة المشهورة قصة 'أم زرع' الطويلة التي حكتها السيدة عائشة للرسول صلى الله عليه وسلم، وعلى طولها كان يستمع إليها ويشاركها الحديث، وكانت ـ رضي الله عنها ـ تغارُ عليه، وتغضب وغير ذلك من مشاعر البشر، وكان صلى الله عليه وسلم يحترم ذلك ويقول في رواية للسيدة عائشة: 'إني لأعلم إذا كنت عني راضية وإذا كنت علي غضبى؟ قالت: ومن أين تعرف ذلك؟ قال: أما إذا كنت عني راضية فإنك تقولين: لا ورب محمد، وإذا كنت غضبى قلت: لا ورب إبراهيم. قالت: أجل والله يا رسول الله ما أهجر إلا اسمك'.
فإذا أردت أن تكسب زوجتك وتحول الزواج إلى سعادة تلو سعادة، فلابد أن تعامل زوجتك معاملة البشر فتستشيرها في أمورك وتشركها في قراراتك، وتجلس معها لتبث لها همومك، وتسمع منها همومها، تمزح معها وتمزح معك، وتشعرها بأنها صديقتك وتعف عن التحقير وتعتذر إن أخطأت بحقها، وتخبرها إن تأخرت خارج المنزل، وتقدم لها الهدية بين فترة وأخرى، وتحترم آراءها واقتراحاتها وتناديها بأحب الأسماء إليها، وتتودد إليها كما تتودد إليك، ولا يظنن أحد أن في ذلك إهانة للرجل أو انتقاصًا من قدره أو تنازلاً عن قوامته، بل هذا جزء أصيل من الرجولة والقوامة، فلا خير في رجولة لا تراعي طبيعة المرأة، والرسول صلى الله عليه وسلم يقول: 'خيركم خيركم لأهله وأنا خيركم لأهلي'.
وكم نسمع من تقول:
'زوجي هو أفضل أصدقائي' ولكن أفكارهم ومشاعرهم وتصرفاتهم تناقض هذا، فتراهم على عكس ما يقولون، يغارون من أزواجهم ويطالبونهم بما لا يطالبون به صديقًا، وإلى جانب هذا تراهم لا يقدرونهم حق التقدير ولا يحترمونهم كما يجب ولا يلتزمون اللطف في التعامل معهم.
وأفضل طريقة للإبقاء على علاقة الصداقة بين الزوجين، هي أن تعرف فائدة الصداقة في هذه العلاقة، فالصداقة هي أفضل طريقة للحفاظ على العلاقة الزوجية.
وعليك أن تذكر نفسك بأن هدفك هو أن تعامل زوجتك بعطف وتقدير احترام تمامًا كما تعامل أقرب أصدقائك، وعندما لا تعرف ماذا تفعل اسأل نفسك: إذا كان هذا الشخص صديقي فكيف سيكون سلوكي معه ورد فعلي تجا؟ إنه من الأهمية بمكان أن تتذكر كيف يتعامل الأصدقاء مع بعضهم ثم تحال تطبيق هذا في علاقتك مع شريكة الحياة.
كوني صديقة لزوجك
لماذا لا تكونين صديقة لزوجك؟
لماذا لا تكونين له واحدة من هذه الأنواع من الصداقة؟
الصديقة المنعشة: التي يأخذ من نشاطها وحماسها ويتعلم منها كل ما هو حديث وجديد.
الصديقة المماثلة: لها نفس اهتمامات زوجها، قادرة على فهم وجهة نظره وأفكاره عندما يحتاج إلى من يشكو إليه همومه.
الصديقة الحكيمة: التي لديها خبرة في أمور كثيرة، ووجودك في حياته يشعره بالأمان تمدين له يد العون والمشورة والنصيحة.
الصديقة المرحة: تنسيه مشاكله وقلقه عندما يتحدث إليك، فتكونين قادرة على تخفيف الحزن عنه وإضحاكه وتوسعة صدره.
الصديقة الذاكرة: فتذكريه بمواعيده ولقاءاته الهامة والمناسبات العائلية وغير ذلك من يوميات الحياة.
وهنا نقف ونتساءل: كيف تصبحين صديقة لزوجك؟ وهل هذا ممكن أم مستحيل تحقيقه؟
منقووووووووووووووووووووووووووووووووووول
الموضوع الاصلي
من روعة الكون