من يظن أن الليل يغتال القمر
من يظن أن الأرض تخاصم المطر
من يظن أن الحب على الملأ قد انتحر
بعد أن ضاق من صنيع البشر
الدقيقة تقتل الدقيقة ... ونفسي تزيد هما وضيقة
أراهن الدهر على حياتي ومماتي
من تعب أصابني ... من شدة لوعتي واشتياقي
تشقق عقلي ... ونزفت أفكاري ..
أتعاطف مع نفسي واسليها... بكلام الوعود
فما يلبث أن يعيد للنفس ماضيها
السماء تمطر هما والأرض تخرج غما
ونفسي يتسرب إليها الملل سُما
وحدي ... أنا وحدي
ملقا في سلة النسيان
بين أوراق قديمة ومواعيد عقيمة
وغبار ثائر من زفرات شخص حائر
قد نساه النسيان .. وأتعبته صخرة الكتمان
ورغم الذي كان ... يمتلك عواطف ارق إنسان
على أنغام الذكرى .. يرقصُ القلب رقصة الموت
إني أتذكر كل شيء ..
حتى تسريحة شعرها ولون مناكيرها ولازالت في انفي رائحة عطرها
إنها تسكن في أحشائي ... تستثير المفاتن في عيني .. وترج القلب في صدري
أغفو وأصحو وليس للأيام أن تمحوا ..
موتي ... وذكراكِ ... وجروحي
بين كل ميعاد وميعاد ... أقدس ميعادها
هناك .. خلف الجدار .. موعدنا تحت الظل
أجلس كالطفل المعاق ... ينتظر من يستند عليه
لم تأخذكِ بي رأفة
تنظرين إلي نظرة الغرباء ... أناديكِ ... هنا
لكن نفسكِ طغى عليها الكبرياء
أرسلتِ نارا يسبقها إعصار
هز الإعصار الموعد والجدار وأعلنوا على رأسي الانهيار
إن الحبيب غاب .. والشوق الذي في قلبه ذاب ..
واسقاني العذاب في كأس الشراب ..
وأصبحت أحلامي سراب
ماذا جرى الريح تنذر بالخطر
وكل شيء على حقيقته ظهر
إن الحب انتحر..... وقلبي بعده تحجر
إني أرى الخيانة في عيون الناس
اهرب منهم من غير إحساس
انا المتيم في هوى عظيم اليأس .. أنا الغريق في بحر ليس له مقياس
أنا جريح الأمس ومن جراحه فقدت لذة اللمس
أعيش في عالم الأشباح
كل شيء فيه مباح
ابحث فيه عن حقيقة إنسان بين حطام الكذب
أبحث عن أشياء تبحث عني
ربما أجدها .. وربما تجدني
أجدها .. تحت ركام النفوس .. نفوس تتمخطرُ على المبادئ وتدوس
وتجدني .. خلف الجدار .. تحت الظل .. انتظر العروس
اتكأ الليل الهرم .. ونفض ردائه الأسود
من حسرتى تمرغت في سواده
ارتجُ في ظلامه
كاليتيم الفاقد لحنانه
الظلمة .. تجذبني بشوق مديد
ثم تتركني لمأساتي وحيد
كالخيط في القوس يلعب به الطفل كما يريد
لكني مازلت ابحث ..
وسأظل ابحث عن حقيقة إنسان اعتقد انه ليس بإنسان000
الموضوع الاصلي
من روعة الكون