السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
تأتي لنا الدنيا بالآمال والطموح
فتأتي برفقتها مآسي مدمجة بالقروح
توقف بي الوقت في ذلك اليوم ..
توقفت معه ساعة الحياة ...
لم أشعر بما هم حولي من أهل ورفاق
أشاهدهم والدمعة ترسم على وجناتهم أخاديد الحزن
أرمق لهم بالنظرات وفي مقلتيَ دمعة حبيسة ترفض الإمطار
أحاول أن أمد يدي نحوهم فتعجز أن ترتفع من مكانها
أناشد صدري أن يحتضن حزنى كما هو معتاد فلا يلبي نداء قلبي
يا الله
ما الذي حل بي ؟؟
لماذا أنا عاجز ؟؟
لماذا أنا مشلول الحركة والشعور؟؟
لماذا هذه الالام تمنيت ان يبتر مكان الالم
ها قد سمعت ماذا يقول صاحب الرداء الأبيض
يلبس في يديه قفازات شفافة مرعبة
يطلق عليه بين البشر لفظ الطبيب
سمعت ما قاله
وعرفت مقاله وأخباره
ينصح بسرعة التدخل قبل فوات الأوان
ويوجه بضرورة العلاج وإلا سأكون في خبر كان
الآن نعم ولكن بعدها قد لا يكون بين أيدينا أي شيء بالإمكان
غادرت أهلي وناسي وخلاني
أبتعد عن أرضي ووطني وجيراني
نعم غادرت ،
وكنت على وشك أن أقول (نعم مُتً)
بدأت أحسب الايام وانا على سريرى الابيض
لعل صفحات الزمن تمر بسرعة
فأعود لوطني وعشقي وداري وجيراني
لعلي أعود لمن أحببتهم وعشقتهم وعشت بينهم
يا لهذه الحياة كم هي قاسية
ويا لهذه الدنيا كم هي ضعيفة
لقد أضعفتني
لقد أهملتني
لقد قست علي
لقد أضرتني فأقعدتني وقيدتني
ولكن من قال أنني ضعيف ؟؟
ومن قال أنني متخاذل لا أقوى على المقاومة؟؟؟
قاومت المرض ، فانتصرت عليه (بفضل من الله)
وقاومت الضعف ، فهزمته (بقوة ايمانى وتوكلي على ربى)
الحمد لله !!!
سمعتها تتردد من أفواه كل الحضور
وشعرت بها تخترق صدري العليل
وأحسست بها تنهض بمشاعري المريضة
نعم ، لقد زال الخطر
لقد مد الله يد العون لى وعافاني مما أنا فيه
وأخيرا استطعت الابتسام والحديث بحرية
استطعت ان ارجع الى حياتى الواقعية
سأعود من جديد
فلقد قتلني الشوق والحنين
لشئ لم أعتد على فراقه
لمكان لم أبرح مكانه
لمجلس لم ولن أنساه
لساحة طالما عشقتها وعشت فيها
سأعود لم اشتقت إليهم
سأعود لأبحر معهم
فأنا كما أنا لا زلت أنا
أعيش بقلب آدمي
دمتم بكل خير
تحياتي كحيلة العين
الموضوع الاصلي
من روعة الكون