كتــاب التـــاو
كتاب التاو- تي - تشينغ
هذه مقتطفات من كتاب التاو أحببت أن أقدمها هنا للقراء والمهتمين
بالحكمة الشرقية
وخاصة انه اصبح الحصول على الكتاب في العالم العربي أشبه بالحصول على معجزه
لذلك رأيت أن أضع بعضا من هذا الكتاب الفريد للتعرف عن قرب عنه .
وكم تمنيت حقيقة أن أقوم بوضع الكتاب كاملا، لانه حافل
بالحكمة التي نبحث عنها ولو في الصين !
ولكن هذا الأمر كما يعرف الأحبة يعد انتهاكا لحق المؤلف
فلا بأس أذن من وضع مقتطفات لعلها تكون دافعا في اقتناء الكتاب
إذا تيسر ذلك
كما أن هذا الموضوع يأتي استكمالا لما قدمته
من مشاركة حول فلسفة التاو
****
كتاب التاو- تي - تشينغ
1
التاو الذي يمكن التحدث عنه
ليس التاو السرمدي
الاسم الذي يمكن إطلاقه
ليس الاسم السرمدي
2
اللا مسمى هو السابق على السماء والأرض
المسمى هو أم لآ لا ف المؤلفة
3
جرد نفسك من رغائبها تعاين تجلياته
الأسرار والتجليات أمران سيان في المنشأ
ولكنهما لا يستويان بالاسم عند صدورهما
استواؤهما ادعوه ظلمة وخفاء
ظلمات وراءها ظلمات
بوابة كل الأسرار
4
يرى الجميع في الجميل جمالا لان ثمة قبحا
يرى الجميع في القبيح قباحة لان ثمة جمالا
5
الوجود و اللاوجود ينجم بعضهما عن بعض
الصعب والسهل يكمل بعضهما بعضا
الطويل والقصير يوازن بعضهما بعضا
الصوت والصمت يجاوب بعضهما بعضا
القبل والبعد يتبع بعضهما بعضا
6
لذا فأن الحكيم لا يتدخل في مسار الأشياء
ويعلم بدون كلمات
الآلاف المؤلفة تظهر وتختفي بلا توقف
ما يعطيها الحياة لا يدعي امتلاكا
يعينهم ولا يقتضي عرفانا
يكمل عمله ولا يدعي فضلا
7
العمل يُنجز ثم يُنسى
ولذا فأن أثره لا يفنى
8
كتاب التاو- تي - تشينغ
الجزء الثاني
8
للعالم كانت بداية
هذه البداية هي أم الأشياء
عندما تعرف الام تتوصل إلى معرفة الابن
بعد أن تعرف الابن ، عد إلى الام
والى أخر أيامك لن يمسك ضر
9
سد النوافذ
غلق الأبواب
والى أخر أيامك لن تنضب
افتح النوافذ
شرع الأبواب
تزد في متاعبك
والى أخر أيامك لن تعرف الخلاص
10
أن ترى الخافي ، هذا ما يدعى بصيرة
أن تجنح إلى اللين ، هذا ما يدعى قوة
استخدم الضوء الداخلي
تنج من الرزايا
11
هذا ما يدعى الحياة في الحقيقة
12
اجعل الصغير كبيرا
اجعل القليل كثيرا
قابل الحسنة بالسيئة
13
تأمل الصعب من خلال السهل
باشر العمل الكبير من خلال العمل الصغير
إن اصعب المهام تبدء بالخطوات السهلة
واكبر الأشياء لا بد أن يبدء بأصغرها
14
لذا فان الحكيم ينجز ما هو عظيم
لانه يباشر العمل بما هو صعب
15
كلما استسهلت بذل الوعود
كلما صعب عليك الوفاء بها
كلما وجدت الصعب يسيرا
كلما شق عليك تحقيقة
من هنا يرى الحكيم في الصعب صعوبة
ولذا لا يصعب عليه أمر عسير
16
أتأمل الفراغ المطلق
البث في السكون
الآلاف المؤلفة تنشأ في تواقت معا
وأنا ارقب عودتها
الآلاف المؤلفة في حركة دائبة
ولكنها تعود أخيرا إلى أصولها
العودة إلى الأصول تعني السكون
السكون يعني العودة إلى مصير الوجود
العودة إلى مصير الوجود تعني الثبات
معرفة الثبات تفتح البصيرة
الجزء الثالث
17
الجسد الحي رقيق ولين
وكذلك العشب والشجر النامي
الجسد الميت صلب وقاس
وكذلك العشب الذاوي والشجر اليابس
ذلك أن القسوة والصلابة من علائم الموت
18
من هنا ، فسلاح القوة لا ينفع
والشجر اليابس يقع تحت ضربات الفأس
القوي والضخم يقع تحت اللين والرقيق
اللين والرقيق يعلو على القوي والضخم
الجزء الرابع
19
من السهل أن تحافظ على موقف لم ينفجر بعد
من السهل أن تتعامل مع موقف لم تظهر فيه أعراض الخلل
من السهل أن تخُرب ما هو في طور التشكل
من السهل أن تبعثر ما هو صغير ودقيق
20
تعامل مع الاموار قبل وقوعها
اضبط الاموار قبل أن يدب فيها الاضطراب
21
أن الشجرة العملاقة قد نشأت عن سويقة
ومدرج الأرض بتسع مساكب قد صُنع من قبضة تراب
ورحلة ألف ميل تبتدئ بخطوة واحدة
الجزء الخامس
22
عقل الحكيم وفكره ليس شأناً خاصاً
لأنه مهتم على الدوام بما عداه
23
الصالحون من الناس أعاملهم كصالحين أيضا
والطالحون منهم أعاملهم كصالحين أيضا
وبذلك اعمل على تعميم الصلاح
أثق بمن هو أهل للثقة
كما أضع ثقتي في من هو غير أهل لها
وبذلك اعمل على تعميم الثقة
24
في حكم الناس لا ينير الحكيم العقول بل يخدرها
الناس يتكـئون على حواسهم
وهو يعاملهم جميعا مثل الأطفال
********************
تعليق:
هذا الكتاب النفيس حقا
والحق انه اعجبني كثيرا رغم تحفظي على بعض الافكار هنا وهناك
الا انه بلاشك يقد م نظرة عميقة للحياة و الوجود
بل ارى ان حكمة الشرق متقاربه كثيرا وهي اقرب الينا من الفكر الغربي
وهنا تجدر الاشارة الى ملمح هام من اوجه الاختلاف بينناو الغرب وهو ان مبدء الاقطاب
في الفكر الصيني الطاوي يعتبرنقيضا لمبدأ الأضداد في الفكر الغربي
حيث أن الأولى ترى انسجاما وتعاونا بينما ترى الثانية ندا وخصما
من هنا يكون هناك انسجاما ما بين القبح والجمال
لانه لا قيام لقطب دون أخر
فلا قيام للصحة بدون مرض ، وللنور بدون ظلام
وهكذا .. وهذا حقيقه ربما يقارب نظرة الاسلام الى الحياه كما
اوردت سابقا في النظر الى مفهومي الخير والشر !
هناك امر اخر يتعلق
باللافعل في التا و وهو يشير
إلى التوافق مع الطبيعة حيث انه عدم تدخل في نظام الأشياء وهو
أشبه بفن الملاحة لا بفن القتال
ففي الملاحة يدير الربان شراعه إلى الريح ويوجه معرفته للافاده
منها لا لمقاومتها
وبذلك يغدو فعله جزء من النظام الطبيعي للأشياء .
لا مستقلا عنها ولا معارضا لها ، من هنا فأن تعبير اللافعل الذي
يتردد كثير عند لا و- تسو لا يحمل معني سلبيا كم يتوهم البعض
للوهلة الأولى ، بل هو دعوه
إلى إلا يجابية الوحيدة والحقيقة التي بدأنا الآن بإدراكها ، ايجابيه التناغم
مع حركة الكون وترك المثل التي غدت اليوم بالية عن قهر الطبيعة
وتسخيرها .
***
وتسخير الطبيعة وقهرها يتوافق في نظري كثيرا مع
مفاهيم المركزية الغربيه
الطارده للاخر ، هنا تصبح الطبيعه اخرا وايضا بربرية كما
تعدونا من المركزية الغربية
هذه نظرتي ربما تكون صائبة اتمنى ذلك !
منقول
من اراد التعرف اكثر على
فلسفة التاو فيكتب (تاو) في قووقل !
الموضوع الاصلي
من روعة الكون