الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على الأنبياء والمرسلين وعلى النبي الكريم محمد بن عبد الله الأمين ومن سار على دربه ونهجه إلى يوم الدين أما بعد
من الطريف ذكره أن المسيح الدجال حين يصول في الأرض سيكون له أولياء...أتدرون من هم ؟ أولياء المسيح الدجال وأشد الناس قربة إليه هم : اليهود ....وذلك لأن في التوراة مكتوب أن هناك مسيح سيأتي ليعيد أمجاد اليهود ويجعلهم ملكة هذا العالم وهو معروف لدى اليهود في التوراة وكما هو معروف باللغة العبرية " المشيح " أو :
فعندما جائهم المسيح الحقيقي مسيح الله عيسى بن مريم عليه السلام كذبوه بحجة أنه لم يعيد إليهم أمجادهم فأرادوا أن يقتلوه ...ويؤمن النصارى بصلب المسيح عليه السلام ..أما في الإسلام فقد أوضح الله هذا الإلتباس في قوله تعالى :
( وما قتلوه * وما صلبوه * ولكن شبه لهم )
وبعد أن يجول المسيح الدجال في العالم سيحاول أن يدخل إلى المدينة المنورة طيبها الله , إلا أن حراس المدينة من الملائكة سيمنعونه من الدخول إليها...حتى يضع المسيح الدجال أحد أرجله على أرض يابسة في المدينة لا ينبت منها أي زرع وهي الآن بالقرب من الجامعة الإسلامية في المدينة...فإذا وضع رجله عليها إرتجت المدينة المنورة ثلاث رجات يخرج منها كل المنافقين والمشركين ...ومن هنا أقص عليكم قصة الرجل المؤمن الذي ذكرت مقدمة قصته في الجزء السابق ...
عندما يأتي هذا الرجل المؤمن أمام المسيح الدجال يعرف المسيح الدجال بأن هذا الرجل مؤمن فيقول له : أنا ربك...أنا الله ...فيقول المؤمن : كلا بل انت المسيح الدجال الذي أخبر به رسول الله...فيقول : بل أنا ربك بل أنا الله ....فيكذبه...فيقول المسيح الدجال للناس في المدينة : ماذا تقولون إن قتلت هذا الفتى وأحييته...هل تؤمنون أني أنا الله ؟ ..قال الضعفاء منهم : بلى ..فإن الله يحيي ويميت ...فيأتي المسيح الدجال بمنشار ويقطع رقبة ذاك الفتى....ومن ثم يقوم بتقسيم جسده ويمشي بين جسده الممزق...فيقول : الآن أحييه....وبالفعل بهذه الفتنة المضلة يستطيع المسيح الدجال أن يحيي ذاك الفتى فيقول : أآمنت الآن ؟ أنا ربك أنا الله ...فيقول الفتى : بل وربي ما زادني هذا إلا كفرا بك وإنك المسيح الدجال الذي أخبر به رسول الله ...فعندما يحاول المسيح الدجال قتله مرة أخرى لا يستطيع...لأن الله حصنها وحماها بعنق من نحاس فلا يستطيع ذاك الدجال أن يقدر عليه ..فيخرج من المدينة ..يقول الرسول وهو يروي الحديث مبتسما : إني أعرف إسم ذاك الشاب وإسم ذويه .....هل تتخيل ؟ هل أنت هو ؟ الكل يتمنى...اللهم إجعلنا ذاك الشاب المؤمن
أرأيتم يا قوم كيف هي فتنة ذاك الدجال ؟ إن فتنته فتنة شديدة ولذلك وصفها الرسول صلى الله عليه وسلم بإنها الفتنة الأكثر ضلالا منذ خلق آدم إلى يوم القيامة ...ومن فتنه العجيبة أيضا أنه يستطيع أن يحيي أبا ذاك وأم ذاك فيصدقونه ...ويستطيع أن يأتي بصاحبة ذاك وذرية ذاك ..فيصدقونه ..فهم في النار
وبالتالي بعد أن يتحد اليهود والمسيح الدجال سيقودون العالم هذا إلى الفساد والهلاك حتى يهبط المسيح عيسى ابن مريم...والنبي عيسى عليه السلام سيهبط على مرأى من الناس وسيكون باسطا ذراعه اليمنى واليسرى على جناحي ملاك وسيهبط على مرأى من الناس عند المنارة الشرقية في دمشق ...ويصف لنا الرسول شكل المسيح بأن شعره أجعد وأن طوله متوسط مائل للقصرة ...وأن وج صغير ...وعندما ينزل المسيح عليه السلام سيصلي بالمسلمين الفجر والعصر...لن يدين المسيح العالم كما يقول النصارى وأمثال هذا الكلام الباطل...ومن أشد الأشياء إثارة التي سيفعلها المسيح عليه السلام هو قيامه بشيئان ينهيان بها المسيحية...نعم...النصرانية ستنتهي عندما يكسر المسيح الصليب ويقتل الخنزير ...
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : والذي نفسي بيده , ليهبط فيكم ابن مريم...فيكسر الصليب ويقتل الخنزير ويضع الجزية ويتزوج وينجب ويحكم فيكم حكما عدلا خمس وأربعين سنة
وبالمسيح عليه السلام نور في غاية الشدة يجعل الكفار يذوبون كما يذوب الملح ...فيجتمع المسيح الدجال وأنصاره اليهود إلى فلسطين ..ومن قبل أن يتوجه المسيح عليه السلام إلى هناك مع أنصاره المؤمنين فإن المسيح عليه السلام سيقوم بأداء فريضة الحج والعمرة...هذا هو المسيح الحق...هذا هو المسيح عيسى بن مريم...المسيح المسلم لله رب العالمين...المسيح الذي لم يصلب ولم يقتل ...
( وسلام علي يوم ولدت ويوم أموت ويوم أبعث حيا )
المسيح عليه السلام لم يمت بعد...المسيح عليه السلام يعيش الآن في السماء الرابعة ..وقد إلتقى برسول الله صلى الله عليه وسلم في ليلة الإسراء وسيهبط قريبا بإذن الله ...فعندما يكمل المسيح عليه السلام العمرة والحج يتوجه إلى فلسطين مع المسلمين ...حتى يحاصرون المسيح الدجال ويقتل المسلمون اليهود حتى يبقي المسيح الدجال وهو يذوب من شدة الضوء الساطع الذي يذيب به المسيح عليه السلام الكفار...ولكن هل ستركه المسيح عليه السلام بهذه الحال ؟ ...كلا...وإن تركه لمات الدجال...ولكن المسيح عليه السلام يأتي بحربة ويغرسها في عنق المسيح الدجال ويقول جملة عظيمة ...جملة المسيح والمسلمين ....يقول : مات ذاك الرجل ...والله حي لا يموت ...ويستمر المسيح عليه السلام بالحياة في الأرض حتي يطلع يأجوج ومأجوج من ذرية يافث بن نوح..حتى يموت عليه السلام فيدفنه ويصلي عليه المسلمون
بالله عليكم يا إخواني بعد سماع هذه القصة للمسيح الدجال...ألن يأتي على بالكم هذا السؤال : كيف أعصم نفسي من المسيح الدجال ؟ ...والله يا إخوان الجواب في غاية السهولة ...فهل من مجيب ؟ ...الجواب هو في حفظ عشر آيات من القرآن الكريم وهي أول عشر آيات لسورة الكهف...يا جماعة لا تستهيونوا وتستهتروا ...الشباب والبنات يحفظون أغاني بالهبل...يحفظون ألبوم المغني فلان الفلاني...والمغنية الأجنبية فلانية الفلانية...أتبخلون على حفظ عشر آيات تعصمكم عن أعظم فتنة ؟ ...أترك لكم هذا السؤال لتجيبوا عليه ....وهذه هي الآيات
بـــــســـم الله الـــرحــــمــن الــرحــيــم
( الحمد لله الذي أنزل على عبده الكتاب ولم يجعل له عوجا (1) قيما لينذر بأسا شديدا من لدنه ويبشر المؤمنين الذين يعملون الصالحات أن لهم أجر حسنا (2) ماكثين فيه أبدا (3) وينذر الذين قالوا أتخذ الله ولدا (4) مالهم به من علم ولا لأبائهم كبرت كلمة تخرج من أفوام إن يقولون إلا كذبا (5) فلعلك باخع نفسك على آثارهم إن لم يؤمنوا بهذا الحديث أسفا (6) إنا جعلنا ما على الأرض زينة لهم لنبلوهم أيهم أحسن عملا (7) وإنا لجاعلون عليها صعيدا جرزا ( أم حسبت أن أصحاب الكهف والرقيم كانوا من آياتنا عجبا (9) إذ أوى الفتية إلى الكهف فقالوا ربنا آتنا من لدنك رحمة وهيئ لنا من أمرنا رشدا (10) )
وفي الختام ...أسأل الله عز وجل أن يعود هذا الكلام وهذا الدرس بالفائدة على شباب وبنات المسلمين , وأسأل أن يكون لهم علم ينتفعوا بهم إلى يوم الدين , وأن يكون في ميزان حسنات الصالحين متبعين كلام الدين...
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته ,,
الموضوع الاصلي
من روعة الكون