مريض البرسام
أحمد كان غلاماً صغيراً في حجر والده ما تراه
إلا ضاحكاً أو لاعباً
أصابه ألم في رأسه صبر عليه ثم اشتد عليه الألم حاولوا علاجه
بشتى الطرق فلم يفلحوا :
(
بدأ رأسه يكبر و ينتفخ شيئاً فشيئاً و صار
ما بين جلد رأسه و عظمه قيح و صديد لا يدرون له علاجاً
حتى ثقل رأسه و غاب عن وعيه طرحوه على فراشه
في بيت قديم جدرانه طين و سقفه من جذوع النخل ينتظرون موته
مضت عليه أيام و هو على هذا الحال لا يكاد يتحرك
و في ليلة مظلمة كان السراج يشتعل معلقاً في سقف الغرفة
و أخوه جالس عند رأسه يترقب و فجأة
إذا بعقرب سوداء
تخرج من بين أخشاب السقف و تمشي على الجدار
و كأنها متوجهة نحو أحمد كان أخوه يراها
لكنه لم يتحمس لدفعها عنه فلعلها أن تلدغه فيرتاح و يرتاحون!!
أقبلت العقرب على أحمد قام أخوه مبتعداً يرقبها من بعيد
وصلت إلى الرأس المريض مشت عليه ثم لدغته ثم تحركت قليلاً
فلدغت ثم تحركت إلى موضع آخر فلدغت ثم تحركت إلى موضع آخر
من الرأس فلدغت و جعل القيح و الصديد يسيل بغزارة من أنحاء رأسه
:
و الأخ ينظر إليه مندهشاً!!
ثم مشت العقرب تخوض في هذا القيح و الصديد
حتى وصلت إلى الجدار فصعدت عليه و عادت من حيث أتت
دعا الأخ أباه و إخوته فأقبلوا عليه
فلم يزالوا يمسحون الدم و الصديد حتى ذهب انتفاخ الرأس
و فتح الغلام عينيه ثم قام معهم
(القصة ذكرها التنوخي في كتابه الفرج).
فكم من محنة في طيها منحة و رُب صابر كانت عاقبة صبره الفرج
و أفضل العبادات انتظار الفرج الأمر الذي يجعل العبد يتعلق قلبه بالله وحده
و هذا ملموس و ملاحظ على أهل المرض أو المصائب و خصوصاً
إذا يئس المريض من الشفاء من جهة المخلوقين و حصل له الإياس منهم
و تعلق قلبه بالله وحده و قال:
يا رب ما بقي لهذا المرض إلا أنت فإنه يحصل له الشفاء بإذن الله و هو من أعظم الأسباب التي تطلب بها الحوائج .
منقول بالنص من كتيب "عاشق في غرفة العمليات" للدكتور محمد العريفي حفظه الله
[]وأفضل علاج فعال هو العودة لما وعد الله الصابرين من الأجر
فإن المؤمنين العاملين ينالون من ربهم حسنات بالعد والوزن
[
إلا
الصـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــابرين
فيكال لهم الأجر بالمكيال من غير عد ولا وزن
قال تعالى " إنما يوفى الصابرون أجرهم بغير حساب "
"اللهم رب الناس مذهب البأس اشف أنت الشافي لا شافي إلا أنت اشف شفاء لايغادر سقما"[/
منقول
الموضوع الاصلي
من روعة الكون