الحمد لله وحده والصلاة والسلام على من لا نبي بعده أما بعد :
محطة من محطات المحاسبة ، قليل من وقف عندها ،،،، وأما غالب الناس فيمرون عليها ،، دون أن يتدبروها .
الدنيا
ذلك الطيف العابر ، والظل الزائل ، الدنيا دار الغرور ، ومنزل الأحزان ، وفاءها غدر ، وحبها كذب .
الدنيا
جديدها بالي ، وصفوها كدر ، والناس فيها ضيوف ، عما قليل سيرحلون .
قال إبراهيم التميمي رحمة الله عليه :
شيئان قطعا عني لذة الدنيا : ذكر الموت ، والوقوف بين يدي الله عز وجل .
أخي ...
ألا ترى الناس في كل يوم يودعون ، حبيباً أو صديقاً ؟
فهل حرك ذلك منك قلباً ؟ .............. وهل كان ذلك لك عبرة ؟
إذا علمت أيها العاقل أن لك معاداً ومرجعاً إلى ربك تعالى ،، فاحذر تلك الساعة ... واعمل لها ... من قبل أن تكون من أهل الحسرات .
فوا حسرة عبد نزل به الموت ولم يقدم صالحاً .
فانظر لنفسك أيها العاقل ،،، وتدبر أمرك ...
بأي وجه تقدم على ربك عز وجل ،،،، إذا كنت ممن بارزه بالمعاصي ؟
يأي وجه تقدم على ملك الملوك ، إذا كنت من الغافلين ، المعرضين عن طاعة الله عز وجل ؟
فاحذر أخي سكرات الموت ................. فما أشدها على العصاة ، وما أفظعها على أهل الغفلة .
ماذا أعددت لهذه اللحظات ؟ ................. أتظنها بعيدة ؟
فكم من رافل في ثياب الصحة .. نزلت به المنية بفتة .................
وكم من ناعم في العيش .. دهمه الأجل بلا ميعاد ..................
فتهيأ أيها العاقل ليوم المعاد ... فإنه يوم لا ينفعك فيه إلا صالح ما قدمته ، وميعاد لا تنجو من شدائده إلا بصدق العمل .
أخي المسلم ......... إن سوق العمل الصالح اليوم ميسورة ، فسارع لأخذ نصيبك منها قبل أن يحال بينك ، وبينها ،،، ولو نطق الأموات لأخبروك ،،، أن خير زاد رحلت به من الدنيا هو : فعل الطاعات .. وتقدم الباقيات الصالحات .
عن أبي هريرة أن الرسول صلى الله عليه وسلم مر بقبر فقال :
(((من صاحب هذا القبر ؟ فقالوا .. فلان ...... فقال : ركعتان أحب إلى هذا من بقية دنياكم )) الطبراني في الأوسط .. صحيح الترغيب 391
فوا حسرة من رحل من الدنيا بغير زاد من التقوى ..........
وواحسرة من أدركه الموت ، وهو خفيف الظهر من الحسنات .
وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين
الموضوع الاصلي
من روعة الكون