..:: أول مواطن يجتاز الدولة سيراً على الأقدام :::..
عندما عقد الطالب الإماراتي جلال بن ثنية، العزم على تحقيق هدفه السير عبر الإمارات والمدن والقرى المنتشرة
على طول شواطئ الدولة وبمحاذاة جبالها ومن خلال أوديتها وكثبانها الرملية، لم يكن يدرك صعوبة المشي لمسافة
600 كيلومتر، إلا أن صلابة إرادته جعلته يقرر مواصلة ما بدأه بإصرار حتى بلوغ هدفه المتمثل في جمع التبرعات لصالح
مركز دبي للتوحد.
المهمة لم تكن سهلة، والتخطيط لها استغرق أسابيع، كل شيء يجب أن يكون منظما، كما يقول جلال البالغ من العمر
22 عاما، «فهي المرة الأولى منذ قيام اتحاد دولة الإمارات يقوم شخص ما بمثل هذه الرحلة القاسية، إنها شاقة
ومضنية إذ أبدأ المشي منذ الساعة الخامسة صباحا ولا أتوقف قبل الثامنة مساء وأحيانا أستمر إلى أكثر من ذلك حتى
أتمكن من الوصول إلى منطقة مأهولة بالسكان حيث أمضي الليل في سيارة «فان» تنتظرني في أماكن محددة وفقا
للجدول الموضوع».
وبعد قضائه الليل في مواقف سيارات مركز ابن بطوطة، وقبل متابعة رحلته، توقف جلال أمس، للاستراحة في المنطقة
الحرة لجبل علي حيث تم تكريمه من قبل موانئ دبي العالمية، ثم أكمل رحلته الشاقة التي بدأها في منطقة سويحان
مرورا بالعين، وحتا والفجيرة ورأس الخيمة وأم القيوين وعجمان والشارقة ودبي، والتي من المقرر أن يختتمها في
أبوظبي.
ويؤكد جلال أنه، بالإضافة إلى تقديم الدعم المادي والمعنوي لمركز دبي للتوحد فإن رحلته تهدف أيضا إلى دعوة أقرانه
من الشباب الإماراتي للتأمل في الحياة وأخذها بمزيد من الجدية «علينا أن نعمل ونجتهد أكثر في الحياة وأن لا نركن
للحياة الرغدة والسهلة والاتكال على الغير لأداء كافة الأعمال الخاصة بنا، وعلينا أن نتذكر دائما طبيعة الحياة القاسية
التي كان يحياها أهلنا قبل اكتشاف النفط في بلادنا، وأن نتذكر دائماً أن كل شيء إلى زوال في هذه الحياة، وتبقى
فقط العزيمة والإصرار على تخطي الصعاب»، ويضيف: «ليس للإنسان من خيار آخر إما أن يشق طريقه بإصرار وعزيمة
أو أن يجلس على قارعة الطريق إلى أن يلاقي حتفه».
قطع جلال لغاية الآن أكثر من ثلثي المسافة في رحلته التي بدأها في الثالث من يناير الجاري، وسوف ينهيها في إمارة
أبوظبي قرب سارية علم دولة الإمارات التي تعتبر الأطول من نوعها في العالم، وهو يسير بمعدل 30 كيلومترا في
اليوم ويتبع برنامجا غذائيا منتظما حيث يتناول وجبة خفيفة كل 3 ساعات تساعده على تخزين الطاقة من دون التأثير
سلبا على الجهاز الهضمي، مع الابتعاد كليا عن المشروبات الغازية أو المشروبات التي تحتوي على الكافيين.
يقول جلال: «لا شك أن البداية كانت صعبة إذ أصابني الإرهاق، إلا أنه بعد فترة وجيزة بدأ جسدي يتعود على التعب
كما أنني بت أشعر بسعادة أكبر كلما اجتزت مسافة إضافية تقرّبني من خط النهاية الذي أتوق للوصول إليه محققا
حلما طالما راودني، إنه أمر عظيم أن تنجز أمورا في حياتك لا تنسى، ملؤها التحدي والإصرار والعزيمة، بالإضافة طبعا
إلى الوصول لغايات نبيلة توفر من خلالها المساعدة لأخوة لك في الإنسانية، وتساهم ولو بقدر بسيط في التخفيف من
معاناتهم».
ويشار في هذا الإطار، إلى أن «مركز الإمارات للإبداع التكنولوجي» يقوم بتوفير الدعم اللوجستي اللازم لهذه الرحلة،
التي تعتبر الأولى من نوعها يقوم بها مواطن من دولة الإمارات العربية المتحدة منذ قيام الاتحاد في العام 1971.
وفي معرض تعليقه على هذا الإنجاز يقول جمال ماجد بن ثنية نائب رئيس «دبي العالمية» والد جمال: «أنا فخور جدا
بابني، وأعتقد أن ما يقوم به هو عمل عظيم بكل المقاييس»، ويضيف: «أن رياضة المشي لا تتطلب القوة البدنية فقط،
بل هي أكثر من ذلك، إذ إن التخطيط السليم الذي وضعه جلال لهذه الرحلة التي تستغرق أسبوعين، والاستعداد
النفسي لديه قد تطلب جهودا كبيرة. أعتقد أنه بإمكانه إكمالها بنجاح»، مشيرا في الوقت نفسه إلى «أن هذا الأمر
سوف يمكنه من التعرف أكثر على نفسه وقدراته الذاتية».
ويتابع بن ثنية الوالد قائلا: «أمضى جلال الكثير من الوقت في التخييم في مواقع عدة من الإمارات وسلطنة عمان،
ولكن ما يقوم به الآن أمر مختلف تماما، فهو إلى جانب تعلقه الكبير بممارسة الرياضة، أمضى وقتا طويلا في الاستعداد
البدني لهذه الرحلة التي تشكل تحديا حقيقيا له وسوف تعود عليه بفوائد عديده **
:
:
تحياااتي لكم
ريماني:floer[1]:
الموضوع الاصلي
من روعة الكون