انتشرت عادة التدخين مؤخراً بين النساء وكنت أظن أنه لا توجد مدخنة في مجتمعنا بعد تلك الصحوة والدعوة إلى ترك التدخين ومكافحته بشتى الطرق لم نكتف بهذا الحد بل يوجد جمعية مخصصة لمكافحة التدخين.. ولكن هل يوجد أقسام خاصة بالنساء للحد من تفشي ظاهرة التدخين وبشكل ملحوظ وأمام الملأ.. قد توجد تلك العادة منذ القدم ولكن كنت أظن أنها تلاشت واندثرت بعد انتشار أضراره وخطورته على صحة الإنسان وأنه السبب الرئيسي في سرطان الرئة وغيرها من الأمراض التي تؤدي بحياته إلى الهلاك.. وعندما أتحدث عن ظاهرة تدخين النساء وانتشارها قد ينظرون إلى حديثي بنوع من الغرابة والدهشة وأنني كيف أتجرأ وأقول إن التدخين داخل أسوار تعليم البنات. بالفعل هذا ما حدث معي منذ فترة.. عندما كنت في زيارة لإحدى مدارس البنات فوجئت برائحة السجائر تملأ المكان كان ظناً مني أنها تأتي من خارج أسوار المدرسة ولكن كلما تجولت بفناء المدرسة تزداد الرائحة قرباً مني، وفي حقيقة الأمر تخوفت بأن يكون هناك شخص ما اقتحم المدرسة ولكن لا أرى أي نوع من الخوف الذي انتابني بين الموجودات مما جعلني أسأل وبكل عفوية هل يوجد بينكن مدخنة ؟! قبل أن أتلقى الإجابة احتارت الوجوه للحظة وتوزعت ابتسامات مما أوحى لي أنه يوجد بالفعل مدخنة.. سافر بي الصمت للحظات.. والحزن لمني لسنوات ما مصير بناتنا الصغيرات.. أهكذا نربي النشء ؟ أهكذا غرس ديننا وعاداتنا ؟.. أهكذا هي التربية والتعليم تبيح ما لا يبيحه ديننا الحنيف مدخنة داخل أسوار البنات.. كنا نتأمل أن يكون هناك حصة للرياضة البدنية للبنات ولكن لم يتم ذلك لوجود كثير من المعارضين لها.. أين أنتم يا هؤلاء المعارضون !! أين أنتم يا من ترقون بالنشء من مدخّنة أمام طالبات لا يفقهن من أمور الحياة شيئاً؟! إلى هذا الحد وصل الرقي بنا؟.. كما سافر بي الصمت للحظات عاد بي إلى فناء المدرسة لأنه كان حجز انتظار.. كيف بي أن أرحل وأرى مصير فتيات بعمر الزهور ينهار أمامي أتحدث بلسان أمهات وآباء جعلوا بناتهم أمانة في أعناقكم أتحدث بلسان فتاة غيورة على دينها وبنات جنسها.. لم يكفني بأن أتحدث مع تلك المدخنة لساعات بل عاودتها الحديث في اليوم التالي تجاوبت معي نوعاً ما ولكن سرعان ما قدمت لي الحجج الواهية وأنها لا تستطيع التخلي عنه وأن ظروفها السيئة دفعتها لاستخدامه.. أنني أتساءل وأريد لسؤالي جواباً شافياً ألا يوجد بنود لمن هن مثل هؤلاء ومن المسؤول في توظيف مثل هذه النوعيات بين بناتنا مما يؤدي احتكاكها بين الطالبات إلى تفشي عادة التدخين بينهن وهن لسن مدركات لخطورته.. أيضاً من هنا أناشد المسؤولين في وزارة التربية والتعليم وأناشد كل مسؤول وغيور على بناتنا وحفيدات عائشة وخديجة وحفصة بالحد من انتشار مثل هذه الظاهرة في مدارسنا بتوظيف الأكفاء.
الموضوع الاصلي
من روعة الكون