[size=4][color=#0000FF]السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أخواني وأخواتي
أعضاء ومشرفين
لا حظت أن بعض الأخوة الأعضاء يقومون بوضع صور مسيئة للإسلام والرسول بغرض استنكارها
وللدعاء على من قام برسمها أو تصويرها أو تصميمها
إليكم هذه الفتوى لتوضيح الحكم في ذلك
حكم نشر رسومات وصور مسيئة لرسولنا الكريم بين المسلمين
السؤال:
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
شيخنا الفاضل حفظه الله
في الوقت الذي يقدم فيه مسلمي دنمارك وغيرهم من مسلمي دول العالم عريضة أحتجاج للصحيفة الدنماركية يطالبون فيها تقديم اعتذار للمسلمين وسحب الرسومات الخبيثة التي استهزئوا بها على رسولنا محمد صلى الله عليه وسلم.. نرى المسلمين هنا ينشرون هذه الرسومات على صفحات المنتديات والمواقع!!
وصلني ملف كامل فيه رسائل الاحتجاج التي قدمها المسلمون ورد إدارة الصحيفة وفيه أيضا كل الرسومات التي نشرت على صفحات الجريدة..
سؤالي شيخي الفاضل.. ما حكم نشر هذه الصور بين المسلمين؟؟
جزاك الله عنا كل خير
الجواب :
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
وحفظك الله ورعاك
وجزاك الله خيراً .
نشر مثل تلك الصور كُـفْـر بالله ، واستهزاء برسوله صلى الله عليه وسلم .ولا يُسوِّغ نشرها كون الإنسان يُريد إنكار ذلك المنكَر ، فإن العلماء نَصُّوا على أن إنكار المنكر يجب أن يكون بلا مُنكَر .
أي أن الذي يُريد إنكار مُنكَر لا يرتكب مُنكراً آخر أعظم منه ، ولا مُساوياً له .
فلو أن إنساناً رأى جريمة زنا وأراد أن يُحذِّر الناس منها .. فهل يَسُوغ له أن ينشر صور تلك الجريمة بحجة إنكار المنكَر ؟
الجواب : لا
وجريمة الزنا تتعلق بِعرض إنسان مسلم .
وتلك الصور تتعلّق بأعظم إنسان وبأشرف وأفضل مخلوق ، وهو محمد صلى الله عليه وسلم ..
بل تتعلّق بِدِين الله وبأمة الإسلام جمعاء .
فكيف تَطيب نفس مسلم يؤمن بالله واليوم الآخر أن ينشر مثل تلك الصور البشعة ؟
وسَماع ما قيل عنها يُصوّر بشاعتها .. وفي سماع خبرها كفاية عن رؤية صُور آثمة مُجرِمة ..
فلا يجوز نشر تلك الصُّوَر القذرة ..
ويكفي في استثارة مشاعر الناس القول ووصف ما صدر من تلك الصحف الكافرة المجرمة .
ولا يُعذر الإنسان في نشر تلك الصور كونه حَسن النية أو سليم الْمَقْصِد .
وعلى من نَشَرَها أن يقوم بمسْحِها ..
وأن يستغفر الله مما فَعَل ، ويتوب من ذلك .
والله تعالى أعلم .
..
للفائدة :
ولا يُعذر الإنسان في نشر تلك الصور كونه حَسن النية أو سليم الْمَقْصِد .
ولذلك لما حَدَّث الإمام وكيع بن الجراح بِحديثٍ ظَنّ بعض الناس أن فيه تنقّصاً للنبي صلى الله عليه وسلم هَمُّوا بِصلْبِه وقَتْلِه .
قال الإمام الذهبي رحمه الله في سيرة الإمام وكيع :
مِحْنَة وكيع : وهي غريبة تورّط فيها ، ولم يُرِد إلا خيرا ، ولكن فاتته سكتة . وقد قال النبي صلى الله عليه وسلم : كفى بالمرء إثما أن يُحَدِّث بِكُلِّ ما سَمِع ، فليتق عبد ربه ، ولا يخافن إلا ذنبه .
قال علي بن خشرم : حدثنا وكيع عن إسماعيل بن أبي خالد عن عبد الله البهي أن أبا بكر الصديق جاء إلى النبي صلى الله عليه وسلم بعد وفاته فأَكَبَّ عليه فَقَبَّلَه ، وقال : بأبي وأمي ! ما أطيب حياتك وميتتك ، ثم قال البهي : وكان تُرِك يوما وليلة حتى رَبَا بطنه ، وانْثَنَتْ خنصراه . قال ابن خشرم : فلما حَدَّثَ وكيع بهذا بِمَكَّة اجتمعت قريش وأرادوا صَلْبَ وكيع ، ونصبوا خشبة لصلبه ، فجاء سفيان بن عيينه فقال لهم : الله الله ! هذا فقيه أهل العراق وابن فقي ، وهذا حديث معروف . قال سفيان : ولم أكن سمعته إلا أني أردت تخليص وكيع .
قال علي بن خشرم : سمعت الحديث من وكيع بعدما أرادوا صلبه فتعجبت من جسارته ، وأُخْبِرْتُ أن وكيعا احتجّ فقال : إن عدة من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم منهم عمر قالوا : لم يمت رسول الله ، فأراد الله أن يريهم آية الموت .
رواها أحمد بن محمد بن علي بن رزين الباشاني . قال : حدثنا علي بن خشرم .
وروى الحديث عن وكيع قتيبة بن سعيد .
فهذه زَلَّـة عالم ، فما لوكيع ولرواية هذا الخبر المنكر المنقطع الإسناد ؟ كادَتْ نفسه أن تذهب غَلطاً ، والقائمون عليه معذورون ، بل مأجورون ، فإنهم تَخَيَّلُوا من إشاعة هذا الخبر المردود غَضًّا ما لِمَنْصِب النبوة ، وهو في بادىء الرأي يوهم ذلك ، ولكن إذا تأملته فلا بأس إن شاء الله بذلك ، فإن الحي قد يربو جوفه ، وتسترخي مفاصله ، وذلك تفرّع من الأمراض ، وأشدّ الناس بلاء الأنبياء . وإنما المحذور أن تجوز عليه تغير سائر موتى الآدميين ورائحتهم ، وأكل الأرض لأجسادهم ، والنبي صلى الله عليه وسلم فَمُفَارِق لسائر أمته في ذلك ، فلا يبلى ، ولا تأكل الأرض جسده ، ولا يَتغير رِيحه ، بل هو الآن وما زال أطيب رِيحاً من المسك ، وهو حي في لَحْدِه حياة مثله في البرزخ التي هي أكمل من حياة سائر النبيين ، وحياتهم بلا ريب أتمّ وأشرف من حياة الشهداء ، الذين هم بنص الكتاب (أَحْيَاءٌ عِنْدَ رَبِّهِمْ يُرْزَقُونَ) . اهـ .
وتُنظَر تفاصيل هذه القصة في كُتب التواريخ ، وفي سير أعلام النبلاء .
الشيخ عبد الرحمن السحيم
حكم إعادة نشر الصور التي استهزأت بنبينا لنقل الخبر فقط
السؤال :
هل نشر الصور المسيئة للرسول صلى الله عليه وسلم بنية جعل المسلمين يطلعون عليها وعلى ما فعل هؤلاء الكفرة .... هل في نشرها مشاركة معهم على الكفر والإساءة ....؟؟؟
لأني للأسف عرضتها في أحد المنتديات لأريها للأعضاء في ذلك المنتدى .... ولكن سمعت أن هذا لا يجوز .... فهل كفرت بفعلي هذا ...؟؟؟
أرجو الجواب العاجل.
الفتوى:
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فمن القواعد التي أصلها علماؤنا أن ناقل الكفر ليس بكافر، وهذا فيما إذا لم ينقله مقرا له وإلا كان كافرا، ولكن يبقى النظر في حكم إعادة نشر هذه الصور بقصد نقل الخبر فقط ونحو ذلك، فالذي نراه أن هذا لا يجوز ويأثم صاحبه لما في ذلك من ترويج لهذا الاستهزاء وهذه السخرية المتمثلة في الصورة المذكورة، وانظر الفتوى رقم: 71536.
والله أعلم.
المفتـــي: مركز الفتوى بإشراف د.عبدالله الفقيه
الموضوع الاصلي
من روعة الكون