فكرت ليلة الامس فيما اكتب اليوم وعرفت اني آخذا الساعة بقلمي بين اناملي وانا بين يدي صفحة بيضاء تسود قليلا قليلا
كلما اجريت القلم فيها ولكني لا اعلم هل يبلغ القلم مداه اويسقط على وج دون غايته وهل استطيع ان اتمم رسالتي هذه او يعترض عارض من عوارض الدهر في سبيلها لاني لااعرف من شؤون الغد شيئا ولان المستقبل بيد الله
عرفت اني لبست اثوبي في الصباح واني لاازال البسه حتى الان ولكني لااعلم هل اخلعه بيدي ام تخلعها يد الغسال؟
الغد شبح مبهم يتراءى للناظر من مكان بعيد فربما كان ملكا رحيما وربما كان شيطانا رجيما بل ربما كان سحابه سوداء إذا هبت عليها رياح بارده حللت اجزاءها وبعثرت ذراتها فاصبحت كانما هي عدم من الاعدام التي لم يسبق لها وجود
الغد بحر ضخم زاخر يرفع موجه وتتلاطم امواجه فما يدرك ان كان يحمل في جوفه الدر والجواهر او الموت الاحمر
ايها الشبح المقنع الملثم بلثم الغيب هل لك ان ترفع عن وجهك هذا اللثام لنرى صفحه واحده من صفحات وجهك المقنع. اولا. فاقترب مني قليلا علنا نستشف صورتك من وراء هذا اللثام المسبل دوننا فقد طارت قلوبنا شوقا اليك وذبلت اكبدنا وجدا عليك
ايها الغد ان لنا امالا كبارا وصغارا واماني حسانا وغير حسن فحدثنا عن امالنا اين مكانها منك واخبر عن امانينا ماذا صنعت بها أأذللتها وستحقرتها ام كنت لها من المكرمين؟؟؟؟؟
لا.لا. صن سرك في صدرك وابقي لثامك على وجهك ولاتحدثنا عن امالنا وامانينا حتى لا تفجعنا في ارواحنا وانفسنا فاننا احياء بالامال وان كانت باطله وسعداء باماني وان كانت كاذبه
وليست حيات المرء الاامنيا إذا ضاعت فالحياة على الاثر
تحياتي
الموضوع الاصلي
من روعة الكون