تمر على كل إنسان منا في هذه الحياة مشاهد
ومواقف تحرك أحاسيسه... وتداعب شغاف قلبه...
وتطرق باب فؤاده إن وجدت بابا يطرق... وتفتح آفاق نفسه إن كان للطرق مجيب...
وعلى قدر عظم وقع المشهد والموقف تكون شدة الطرق, وعلى قدر تأهب القلب وتأهله يسمع
صدى الطرق...وعلى قدر تيقظ الفكر والوجدان يكون الرد و الاستجابة... فيسمع الدق دويا يبدد
صمت أيام بل أسابيع وشهور وسنوات, فيوقظ القلب من غفلته ويبعثه من مواته ويبدد ظلمته...
ويعيد فيه الحياة من جديد.
وعندما يفاجئ الطرق قلبا عرف الحقيقة من قبل ولكن جعلته الأيام غافلا عن استشعارها
واستحضارها يكون دوي الطرق على القلب قويا.. ووقعه على النفس عظيما وجليلا.
وهذه المشاهد والمواقف منها يتكرر كل ساعة ومنها ما يتكرر كل يوم أو أسبوع.. ويغفل القلب
عنها لعدم تأهله لتلقيها... وإدراك معانيها إذا كانت قد تراكمت على بابه ملذات الدنيا وحطامها.
وقد يتبلد الحس وبتكرر المشهد والموقف نفسه...,
فيمر المشهد وراء المشهد.. والموقف وراء الموقف والواقعة وراء الواقعة.. والآية وراء الآية
والنعمة وراء النعمة.. ولا توقظ في القلب شيئا....
حرم احد الصالحين فضلا من علم وافتقد أثره على القلب فشكى لأمه قال:
يا أماه لقد حرمت أثر العمل والعلم على القلب؟ فقالت يا بني لعلك فعلت حراما؟
قال: ما فعلت يا أماه.
قالت لعلك يا بني نظرت حراما.. قال: ما فعلت يا أماه.
قالت لعلك يا بني تفوهت بحرام.. قال: ما فعلت يا أماه.
قالت لعلك يا بني استمعت حراما.. قال ما فعلت يا أماه.
قالت لعلك يا بني صعدت النظر إلى السماء ثم رددته دون أن تتدبر في ملكوت السموات والأرض..
قال: فعلت يا أماه.
قالت: فذلك هو يا بني .. فذلك هو...
ودمـــتم بحفظ المولى ورعايته..,
...........................:::::::::::::::::\\\\\\ \\\\\////////////////>>>>>><<<<<...............;;;;;....
تحيااتي
الموضوع الاصلي
من روعة الكون