~*¤ô§ô¤*~*¤ô§ô¤*~سلام عليكم ورحمة الله وبركاته~*¤ô§ô¤*~*¤ô§ô¤*~
:
.. عـزف ٌ على أوتار الوداع ..
عند المغيب ..
سأتحدث عن ما أراه ..
وسأتحدث عن تفاصيل رحيلي ..
وبعدها ..
سأمضي في طريقي شديد الظلمة ..
ولكن ماهذا الذي أراه؟ ..
تحت عيني مدينة الضياع ..
ومملكة العذاب ..
وكوكب الحرمان ..
وبينما خيوط الظلام تـنـسل ّ في الأفق ..
وبينما جموح العـُتمة يقترب مني شيئا ً فـ شيئا ً ..
مهلا ً , لقد أصبح بـقربي ..اقتربت العتمة أكثر ..
وعانقت ما تبقى من شمس المغيب ..
و ودعتها ً في هدوء ..
يا له من شيء ٍ غريب ..
أهكذا يكون منظر الشمس قبل المغيب..؟
تلبس ثوب الليل الموحش الكئيب !!
-
وفي هذا كله ..
فكرت في نفسي ..
وفي وداعي لـ تلك المدينة ..
وتلك المملكة ..
وذاك الكوكب ..
وفكرت .. كيف سأودع ساحرتي؟ ..
وبعد التفكير فكرت ..
كيف سيكون عناقي لها ؟ ..
وأعدت نظري للأفق ..
حيث عناق الظـُلمة بـ بصيص النور ..
هل سيكون عناقي لـ ساحرتي كـ عناق الأفق ؟! ..
وتساءلت بصمت ..
من معي ؟..
-
من سيكفكف أدمـُعي ..
ومن سيقول لحبيبتي تلك نبضاتي فـ أسمعي ..
وطعنني سؤال ٌ في سكوني ..
من مِـن الشرايين ( في قرار رحيلي ) معي تتفق ..؟
وعندما لا أجد جوابا ً لسؤالي ..
سأقطع شراييني دون رحمة ..
وعندها ..
سأغيب عن الحياة ..
وأودع الأمل ..
وأعانق الظلام ..
وتطير روحي عبر ذاك الأفق ..
..
عذرا ً ساحرتي ..
لا تبكي فراقي للحياة ..
فلم يكن في حياتي ما يدعوني لـ أعيشها ..
لم أرضى يوما ً أن أكون في هامش هذا الكون ..
ولأنني لن أرضى بذاك الدور ..
فقد قتلت حزني قبل أن يولد ..
قد أكون مجرما ً بـ نظرك ..
ولكن لا يـُجدي الكلام الآن ..
قولي عني ما شئت ِ ..
وانعتيني بما شئت ِ ..
فلم يعد في ذاكرتي مـُتّسع للحفظ ..
ولن يكون باستطاعة لساني القدرة على اللفظ ..
أتعرفين لماذا ؟ ..
لأن الكائن بين ضلوعي توقف عن النبض ..!!
قبل أن ابدأ عزف الوداع ..
وقبل أن تعبث يداي بـ أوتار الرحيل الأخير ..
ولأن الفرق بين العقل والجنون شعرة !
سـ أسألك جوابا ً ..
وأجيبيني بـ سؤال ..
ولايهم ان وصفتيني بالضرير ..
-
لا أعلم ..
تلعثمت بلساني كل الحروف ..
واختلطت بعيني جـُل ّ الطيوف ..
ألوف ٌ من البشر تتعانق ..
وألوف ٌ تودّع بعضها ..
وألوف ٌ مؤلـّفة تموت ..
-
والآن ..
انطلـِق يا ( لحن الوداع ) ..
وأعزف ِ يا أوتار الرحيل ..
فـ صاحبكم أدار للحياة ظهره ..
وسيذهب دون رجعه ..
وبعد أن عانق ساحرته ..
وحمل حقيبة ً أرهقها سفرا ً ..
وقبل أن يغص ّ في الزحام ..
ويغيب عن العيون ..
غاااب عن الحياة ..
أتذكرون ذاك الأفق ؟ ..
أسألوه عن روحي اللي سافرت عبره ..
وتركت جسدي يرتمي مستسلما ً بـ قبره ..
وستعرفون انني بـ فراقها ميّـت ..
وأصبحت ضمن الموتى ..
الموتى الألوف ..
أصبحت منهم ..
رغم كل الأنوف .. !!
الموضوع الاصلي
من روعة الكون