الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وبعد :
قال الله تعالى : { المال والبنون زينة الحياة الدنيا }
كان الناس يستبشرون ويتفاخرون بكثرة الأولاد لما يرجون من نفعهم ودفعهم ، مثال : نذر عبد المطلب إن رزق بعشرة من الولد ، فرح المسلمون بميلاد ابن الزبير ، أولاد الزبير وأبناء عبد الله بن الزبير .
وكان كل من حول الولد يمثل قدوة في البيت والشارع والمدرسة والمسجد . وكان ما يعده أهله له من مهمات كفيلة بأن تملأ عليه وقته ، وتسهم في سرعة نضجه، وكان المجتمع يمتاز بالتكامل والتكاتف في التوجيه والنصح .
وأما اليوم فلا تكاد تجلس إلى أحد إلا وهو يشكو ولده ويخشى عليه من هجمة الفساد وأهله ، وأصبح الولد مصدر قلق في كثير من البيوتات ، وأخذ الرقم الأول في مشاكلها ، وهجم على الأولاد عبر أجهزة الاتصال ما لم يكن في الحسبان ، وانطلق كثير من الناس يبحث عن الوقاية والحل هنا وهناك ، ولكن لا يجد إلا وصفا وتنظيرا ، وحلولا غير واقعية ولا عملية ، أو لا تواكب هذا الزخم من البث المباشر عبر أجهزة الاتصال الحديثة
ومن هنا تحول الولد إلى مشكلة عند كثير من الناس تملي عليك عباراتهم أبرز مظاهرها :
1. ولدي لا يفهمني .
1. يعصيني ولا يطيعيني
2. ولدي شخصية غير جادة .
3. يميل إلى الشلل ويصدق أقوالهم .
4. لا يحب العمل .
5. لا يقيم وزنا للعلم والدراسة .
6. لا يقيم وزنا للصلاة .
7. يتعلق بتوافه الأمور .
8. لا يتذكر ولا يتعظ .
9. يهتم بمظاهر الترف والميوعة والأنوثة .
10. متعلق بالتجول في السيارة بدون هدف .
11. يسهر في الليل وينام في النهار .
12. عنيف على إخوانه .
13. كثير الصراخ سريع الغضب .
14. لا يجلس مع الرجال ولا يخدم الضيف .
15. كثير الكذب والتحايل .
16. يرى نفسه في البيت كأنه غريب فلا يكاد يدخل حتى يخرج .
17. يعتبر طلباته ملزمة لوالديه دون أن يقدم شيئا .
18. غامض في تعامله مع والديه .
19. لا يصرح لهم بشيء عند مناقشته .
20. يسير في الحياة بدون هدف .
21. لا يثق بقدراته بل لا يعرفها .
22. يستهتر في الناس .
23. يهتم بالكمال المزيف .
24. يكثر من الحديث في الهاتف .
الأسباب المؤثرة :
كثير من الأباء يتصف بالتذمر والقناعة بأحادية السبب وأحادية العلاج ، أما أن يبحث ويقوم ، ويقارن ، ويدرس الأسباب والمسببات ويوازن بما تقدها من علاج ، والخروج بنسب دقيقة تبين قوة المقاومة ومناسبتها ، فلم يفعلها مرة واحدة ، ومن الأدلة على ذلك التركيز على أن السبب خارجي وليس داخلي خارجي .
الأسباب الذاتية الداخلية :
1. الأبوان حيث أن أكثر فساد الأولاد بسببهم كما يقول ابن القيم : إما لعدم وضوح إدارة البيت وتخصصاته ، أو غياب الأسوة فيه .
2. نقص أو فقدان الاستعانة الحقيقية بالله عز وجل .
3. عدم جدولة أولويات التربية : مثال ذلك قصة لقمان الحكيم .
4. نفاد الرصيد العاطفي أو عدم وجوده أصلا .
5. غياب الهدف من التعليم أو رداءته عند الولد حتى أصبح الطالب يروح ويغدو إلى المدرسة دون معرفة لماذا يدرس ، وإنما حمله على ذلك ضغوط من أبويه .
6. عدم القناعة بالوالدين .
7. كل مخرجات من الولد بسبب المدخلات . ( مربع المخلات والمخرجات )
8. تلبية الحاجات بدون معايير . مربع التربية بالمعايير . أربع مربعات نتيجة ثلاثة منها عقوق .
9. الخوف من المربي .
10. عدم استماع الوالدين إليه .
11. عدم الاهتمام بالتربية من ناحية الوقت ( فضول الأوقات )، والمال ، ووضوح الأهداف .
12. انشغال المربي .
13. فقدان الشعور بالمحبة من الوالدين وسماع كلمات الحب من غيرهم .
14. بروز مشاكل الوالدين للأبناء .
15. التركيز في المدح على أحد الأولاد .
16. التركيز في الطلبات على الولد السريع والخفيف .
17. غياب الهدوء وظهور التوتر والغضب والصراخ في البيت مما يفقده دفئه وأنسه وراحته .
18. غياب الأب عن البيت ولمدة طويلة أو في الأوقات الخطيرة . عمل ، شلل ، استراحات ، خرجات ..
19. تضخيم الأخطاء الصغيرة والتافهة .
20. التناقض بين ما نطالب به وما يراه في المنزل : نربي البنت ونطالبها بالحياء ثم نتيح لها أن ترى الراقصات والعاريات على الشاشة . ( ألقاه في اليم مكتوفا وقال له …
21. عدم وجود أنظمة وقواعد واضحة للسلوك داخل الأسرة .
22. عدم تقبل أخطاء الأطفال كما هم ، أي حسب مستواهم الفكري والنفسي والعمري ، حيث إن الولد أصبح مشكلة عند الأب لأنه يقارنه بإخوته أو أولاد الجيران ، أو أولاد الأقرباء ، وهذا غير صحيح فلكل طفل شخصيته المستقلة وطبيعته المتميزة
أسباب ومؤثرات خارجية .
1. جهل المعلم هدف المادة التي يدرسها فأصبح يلقي المعلومات لمجرد المعلومة أو للامتحان ، فتحولت محاضن التعليم إلى تجمعات شللية يلقح بعضها بعضا .
2. غياب القدوة في الشارع والمسجد . ( أخشى أن تسقط الصلاة من أعينهم)
3. العلاقات الاجتماعية غير المنضبطة ، والمتباينة في أساليب التربية .
4. كثرة المثيرات للشهوات .
5. اتساع مصارف الشهوة وميادينها .
6. تزايد الشلل وأصدقاء السوء بسبب سرعة الاتصال .
7. تزايد المؤثرات السلبية : الخداع الإعلامي . والدعايات التي تحكمت في عواطف الناس ، حتى من الناحية الشرائية والاستهلاكية فلا يدري لم يشتري وكيف يستهلك
8. قلة ميادين التربية السليمة وعدم استيعابها إلا نسبة قليلة جدا .
9. قلة الوقت المتاح في مراكز التربية والتوجيه .
10. ضعف مستوى المناشط التربوية وعدم مواكبتها لروح العصر .
حلول خاطئة :
1. تمييزه على زملائه بالمظاهر . حل مخدر
2. القسوة والضرب والمشادة معه في كل وقت . حل مخدر ، الضرب بعد 5400 أمر ، قد يصبح الولد مشكلة بالفعل ، والسبب هو قسوة الأب في تربية ولده لأنه مدفوع به إلى ذلك ومن دوافع القسوة مثلاً :
• استمتاع الأب بالسلطة والقوة .
• الاعتقاد الخاطئ أن الولد شقي وسلبي ولابد من التصدي لهذه الشقاوة .
• الوالد تربى في طفولته تربية قاسية فهو يريد تربية أولاده كما تربى .
• قد يكون الوالد تربى تربية فيها دفء تربوي ودلال زائد فهو يريد أن يجنب أولاده ما وقع فيه من أخطاء .
• قد تكون الأم لينة في تربية الأولاد بحكم عاطفتها فيضطر الأب أن يكون قاسياً في تربيته .
3. تسليط النقد إلى ذاته .
4. كثرة التوبيخ .
5. الإهانة .
6. المعاتبة بأساليب تفوق حجم الخطأ .
7. إشعاره بالمراقبة والمتابعة في كل صغير وكبير .
8. منعه من المصاريف . حل مخدر
9. تفضيل بعض الأبناء على بعض .
10. الإغراق في الترويح والترفيه . حل مخدر
11. تطبيق أساليب فلان من الناس دون مراعاة الفوارق الفردية والاجتماعية .
12. الإغراق في المثاليات . دون مراعاة لاختلاف الزمن ، التربية ، القدرات .
13. استعجال الآثار التربوية لكل خطوة يخطوها معه .
14. التركيز على الصفات السلبية .
15. دعه يربيه الزمن .
16. اعتقاد بعض الآباء أنه سينسج أبناءه على وفق ميوله وقدراته وطموحاته ، ونسي التباين السلوكي والمعرفي والفطري بينهم .
17. رسم برنامج موحد للأبناء على أن قدراتهم وطاقاتهم واحدة .
18. المبالغة والإغراق في مدح الابن أو الإعجاب به .
19. أسلوب الإسقاط عن طريق مقارنته بزملائه أو أولاد الحاره أو الأقارب 20. المراهقة المتأخرة عند الأب وممارسته لتوافه الأمور أمامهم …
21. كذب الوالدين يقلب التصورات …
العلاج
ينبغي أن لا ندس رؤوسنا في التراب ، ونغمض أعيننا عن الواقع المتشابك المعلومات ، فنفرق بين البيئة السابقة التي عشناها ، والتي كانت أحادية التوجيه : المنزل المسجد المدرسة الشارع ، أما الآن فولدك يوجه من كل العالم ومن كل التوجهات والجهات
وينقسم العلاج من حيث التخصص إلى ذاتي ( داخل الأسرة ) وتعاوني
العلاج الذاتي الداخلي :
1. صلاح الأبوين . { وكان أبوهما صالحا } ( وليخش الذين لو تركوا من خلفة ذرية ضعافا خافوا عليهم فليتقوا الله وليقولوا قولا سديدا )
2. منهج إبراهيم عليه السلام ( الدعاء ) وامرأة عمران .
3. لنكن عمليين وكفانا تنظيرا فلا تناقض أفعالنا أقوالنا .( مواعيدنا ، احترامنا للآخرين ، وعودنا ، بعدنا عن التجريح والنقد والاستهزاء ، تقويمنا للمواقف والأشخاص والأحداث ، صلتنا بأرحامنا وبرنا بهم ، الكرم والإيثار … )
مشى الطاووس يوما باختيال *** فقلد شكل مشيته بنوه
فقال علام تختالون قالوا *** بدأت به ونحن مقلدوه
وينشأ ناشئ الفتيان منا *** على ما كان عوده أبوه
4. إن الله لا يضيع أجر من أحسن عملا . قصة عمر بن عبد العزيز .
5. دراسة وتطبيق فن الاستماع التفاعلي .
6. التركيز على الإيجابيات عند الولد وإظهارها والإشادة بها وتنميتها .( ابني سيد )
7. عقد جلسات حوار صريحة ومفتوحة مع الأبناء .
8. بناء الثقة مع الأولاد . ( عبد الله بن الزبير أرسله أبوه لمبايعة النبي e وعمره سبع سنوات ) ، وقف لعمر في الطريق ولم يهرب مع الصبيان .
9. إشاعة الحب في البيت . ( ابن حبا عند ولدك ) ليتسع قلبك لعدة مقاعد . سؤال : لماذا يتخذ الولد أصدقاء ويميل إليهم أكثر من والده ؟
10. معرفة المرحلة التي يعيشها الطفل : من 2-5 اكتشافي ، سن المراهقة : استفزازي انفعالي ، متناقض ، أناني ..
11. التناسب بين تلبية الحاجات والمعايير الواقعية .
12. البعد عن تربية الأزمات والبحث الجاد عن أصدقاء صالحين وبذل المال في ذلك . ( عمرو بن سعيد بن العاص )
13. مصاحبته . مقولة علي ( لاعب ولدك سبعا )) وعلمه أن يكون رأيه مبررا . إن هذا الأسلوب له ثمرات إيجابية منها :
• المصاحبة تزيل الحواجز وتقرب الفواصل بين الآباء والأبناء ، وهذا فيه حماية لهم من الإغراق أو مصاحبة الأشرار أو أخذ معلومات خاطئة .
• أسلوب المصاحبة الأبوية يولد لدى الابن استعداداً نفسياً لقبول النصح والتوجيه .
• أسلوب المصاحبة يكشف للأب قدراته الحقيقية وعن درجة نضجه العقلي والنفسي .
14. الانتماء الأسري لدى الولد .
يحتاج الولد إلى شعور يقوده للانتماء إلى الأسرة ، وشعور بأنه جزء منها فيحدث التكيف الاجتماعي ويصبح الولد مصدر سعادة للأسرة . ويساعد على ذلك ما يلي :
• أن يشركهم في إدارة شؤون المنزل أو أعمال المنزل .
• تماسك الأسرة واختفاء المشكلات الأسرية .
• الإصغاء والاجتماع إلى الأولاد مع التشجيع لهم على الحديث .
• أن يحمل المسؤولية ويكلف بعض الأولاد ببعض الأعمال المنزلية .
15. اعتبار السيارات للجميع وعدم استقلاله بسيارة خاصة يشعر بتعامل والده معها كأنه غريب ، فلا تجده في التالي يضع فيها مواد غير جيدة أو يركب فيها مدخنا .
16. نوعية السيارة مثل نوعية الأصدقاء ففيها الرزين وفيها المراهقة .
17. لا تقل له اتق الحفر بل قل أرشد الناس إلى الطريق الصحيح . في المدرسة والعائلة
18. التربية بالقصة ، والتربية بالحدث ، والتربية بالحرمان والمنع والإهمال .
19. توافق الأوامر مع اهتماماته ووقته ونفسيته .
20. عدم الإكثار من الأوامر . فهذه تستنزف الرصيد العاطفي إن وجد .
21. تنمية مواهب القراءة لديه منذ الصغر .
22. عند ذهابه لمشوار كلفه بحاجة على طريقه .
23. مراعاة الفوارق بين الأبناء ، فيراعى في الولد : عمره : صغيرا ، مميزا ، مراهقا ، بالغا . وتراعى نفسيته : صحيح الجسم ، مريضا , معاقا ، ذكيا ، غبيا ، سريع الاستجابة ، معاندا ، مراوغا سريع التأثر . وتراعى ثقافته .
24. كتابة أهداف الأسرة ومهمتها بالتعاون مع الجميع وتعليقه في مكان بارز من البيت .
25. عدم فتح المجال للتحريش بين الأولاد . أو بينهم وبين أقاربهم حتى لا يحملوا الأحقاد من صغرهم :
لا يحمل الحقد من تعلوا به الرتب *** ولا ينال العلا من طبعه الغضب
ولا أحمل الحقد الدفين عليهم *** وليس رئيس القوم من يحمل الحقدا
26. إعطاؤهم معلومات كافية عن جميع التطورات والمستجدات في أجهزة الاتصال حتى لا يبقوا أغرارا يستغل انبهارهم واستغرابهم في توجيم والتغرير بهم .
27. تغيير أجواء المنزل ورتابته من حين لآخر .
28. التربية النفسية : التهنئة بالنجاح ، الزواج ، السلامة ، القدوم من سفر ، الشفاء
29. التدرج في حل المشاكل والأزمات ، ولا يعني حداثة الاكتشاف حداثة المرض
30. تقدير حجم الخطأ ، وتقدير علاجه .
31. الغضب يغطي على العقل ، ويمنع الرؤية الصحيحة ، ولهذا ينبغي أن يتأخر العلاج إلى حين الهدوء .
32. عدم خروج مشاكل الأسرة خارج المنزل .
33. الحرص على التزويج المبكر للأبناء ( وعدم الالتفات إلى من يمدد سن الطفولة )
العلاج التعاوني :
1. الحرص على تكوين مكتبة مقروءة ومرئية ومسموعة متجددة تناسب الأولاد في جميع أسنانهم وبذل المال السخي فيها وتكون لأبناء الحي ووضح نظام يضمن فائدتها
2. فتح منتديات لمناقشة الأساليب الناجحة في التربية .
3. إنشاء مواقع للترويح متكاملة تستوعب جميع شباب الحي ، أو الزملاء أو الأقارب : مثال ذلك في الكويت عند بعض الجمعيات الخيرية .
4. طرح مسابقة أفضل شارع في الحارة من حيث الأدب والنظام والنظافة وشهود الصلاة .
5. تدريب مجموعة من الشباب المستقيمين الراغببين في العمل الخيري مع الشباب ، وإعطائهم دورات مكثفة في الأساليب الناجحة في استيعاب الشباب ، ودورات في وسائل الإقناع ….
6. التعاون مع أهل الحي في التربية والتقويم وعدم الوقوف عند جمع قوائم بالأخطاءمحبكم
الموضوع الاصلي
من روعة الكون