بــــــسم اللهـ الرحمـــن الرحـيمـ ..
لم ينم 'علي' مدرس الاعدادي في ذلك اليوم.. ظل جالسا يحلم بجارته الشابة 'ايمان' التي تعيش بمفردها مع طفليها الصغيرين بعد سفر زوجها للعمل باحدي الدول العربية. راحت الأحلام تتدفق الي رأسه.. أحلام لقاء جارته الحسناء التي تعامله برفق وتعطف عليه.. اعتقد ان معاملتها الطيبة هي مجرد اشارات له حتي يقيم معها علاقة آثمة.. هكذا زين له شيطانه الأمر.هب من فراشه فجرا.. تسلل الي منزل جارته.. اقتحم عليها بيتها محاولا اغتصابها.. ولكن الزوجة الجميلة رفضت بشدة.. صرخت فأحس 'علي' أن فضيحة كبيرة في انتظاره.. استل سكينا وراح يطعن جارته الجميلة حتي اسقطها قتيلة. حكاية 'ايمان' التي فضلت الموت علي الاغتصاب لها تفاصيل كثيرة.. نتعرف عليها في السطور التالية.
كانت ليلة صيف شديدة الحرارة.. رغم ان كل أهل الريف معروف عنهم الخلود الي النوم مبكرا كل ليلة.. الا ان 'علي' المدرس الاعدادي الشاب كان الوحيد بين سكان هذا الشارع الذي ظل ساهرا داخل منزل اسرته 'المتواضع'.. شعر أن الحر الخانق يكاد يطرده من فراشه يبحث عن نسمة هواء باردة.. وسرعان ما تحول هذا الاحساس الي احساس اخر ظل يعذبه وهو أسير الشيطان الذي تآمر علي رأسه في تلك اللحظات وسط سكون الليل.. الرغبة الجنسية اشتعلت داخله حتي وصلت الذروة.. ربما لم تصادفه هذه المشاعر الساخنة من قبل بهذه القسوة.. فهو مازال مقيدا في سجل العذاب.. يحلم بالزواج من فتاة جميلة.. ثائرة الأنوثة.. طاغية الفتنة تعوضه عن سنوات الحرمان.. ويدخل من خلالها الي عالم الحب والليالي الدافئة.. فالماضي الحزين مازال يجثم علي صدره ويعصب عينيه.. لم ينسي انه ولد في كنف اسرة فقيرة.. أب مكافح يصل الليل بالنهار ليحصل علي لقمة العيش لزوجته وأولاده الثلاثة.. كانت أحلام 'علي' تركب صاروخا يحلق في الفضاء الرحب.. كم تمني ان يكون قاضيا.. أو طبيبا لامعا أو ضابطا كبيرا.. يركب سيارة فارهة.. يسكن في شقة مؤثثة بالأثاث الفخم.. هو مدرك أن كل هذه الأحلام من حقه.. لكن بقي أن يتحول الحلم الي حقيقة يلمسها.. يعيشها علي أرض الواقع.. يتنسم عبيرها. يتجرع لذتها.. ولكن! هو علي يقين أيضا أن الطريق الي تحقيق هذه الأحلام ليس مفروشا بالورود.. فالمال ليس متوفرا.. استسلم علي للواقع.. كافح حتي حصل علي بكالوريوس تربية قسم رياضيات.. والتحق بالوظيفة التي لم يكن يتمناها يوما.. مدرس رياضيات باحدي مدارس العدوة الاعدادية.. في البداية عاش فترة مظلمة لن ينساها طوال حياته.. بعد ان تسلم عمله كأنه غير مصدق انه حان الوقت الذي يصحو فيه من أحلامه ليصطدم بالحقيقة المرة.. انعزل عن الناس. عن زملائه.. لكن مع الوقت استسلم للأمر الواقع.. لكن راتبه لم يعد يكفي قضاء حاجاته ومساعدة اسرته.. زادت عليه الأعباء خاصة بعد ان وصلت الخلافات بين والديه الي طريق مسدود بسبب الخلافات الزوجية وضيق ذات اليد.. ترك الأب المنزل.. طلق زوجته.. تركها مع أولادها الثلاثة منذ عدة سنوات ونزح الي القاهرة ليقيم بها.. وتزوج منها.. وطوي من حياته صفحة زواجه الأول وأولاده الثلاثة.. أصبح 'علي' هو رب الأسرة والمسئول عن امه واخويه.. رغم أن الأم تصر علي الكفاح من أجل مواصلة رسالتها في تربية أولادها وتوصيلهم الي بر الأمان.. حتي يذهب كل منهم الي منزل الزوجية ويفتح صفحة جديدة في الحياة.. باعت خضار في القرية.. لكن القدر لم يمنحها الفرصة الكافية لتحقيق املها في أولادها فاستسلمت للمرض الذي كان يتربص بها فأرقدها الفراش رغما عنها.. أصبحت الأم المسكينة في حاجة لمن يرعاها صحيا.. ويرعي أولادها الثلاثة ويقضي لهم
احتياجاتهم !!...
,,, تحــــياتي مستحل المستحيل ,,,
الموضوع الاصلي
من روعة الكون