طرق تعلم جديده لمعالجة ظاهرة النسيان لدى الطلبه

-باحثون يكتشفون طرق تعلم جديدة لمعالجة ظاهرة النسيان لدى الطلبة الدارسين * اعداد/ لطفي الياسيني يعد النسيان ظاهرة نفسية شائعة بين الطلبة خاصة والناس عامة إذ إن كل ما يتعلمه الطالب في مدرسته عرضة للنسيان بدرجة أو بأخرى ولكن لا احد يستطيع إن يحدد مدى السرعة التي يفقد بها الإنسان المادة المتعلمة. ولكن ثمة سؤالا يدور في أذهان الطلبة والآباء والمربين : لماذا ينسى الطالب بالرغم من أنه قام بعملية التعلم وقد يصل الأمر إلى انه حفظ المادة المطلوبة ولكن بعد مدة قصيرة يعود إلى تلك المادة فإذا به ينسى أي شيء قام بحفظه وقد يصل الأمر إلى نسيان ابسط المعلومات التي تعلمها قبل قليل ونحن هنا في هذا التحقيق سنبحث في الأسباب إذ إن عددا من الدراسات والبحوث أكدت بعض العوامل التي تقف وراء ظاهرة النسيان ومن تلك الدراسات دراستان قام بهما باحثان في العلوم التربوية والنفسية هما ( الدكتور حسين ربيع حمادي والدكتور فاهم حسين الطريحي ) من جامعة بابل كشفا فيها الستار عن تلك العوامل المتسببة في نسيان الطالب لمعلوماته مع تقديمهما بعض النصائح التي تساعد الطلبة في استذكار موادهم الدراسية أسباب النسيان يقول الدكتور حسين ربيع إن التعليم هو أكثر من مجرد قراءة عبارة في كتاب وإنما يتطلب القيام بمراجعات نشطة لما تم تعلمه وهذا يعني محاولتنا القيام باستذكار المعلومات ذات الصلة بعد قراءتنا والبحث عن المبدأ الذي تدور حوله التفاصيل ومحاولة تذكر الحقائق وصياغة الأسئلة ومحاولة الإجابة عليها وتنظيم المادة المدروسة ويتفاوت ذلك من طالب إلى أخر .. وقد يحدث بعض النسيان نتيجة وجود نشاط عقلي جديد يعقب التعلم السابق أي تداخل التعلم الجديد وتأثيره في استدعاء تعلم سابق وهذا ما يطلق عليه بالكف الرجعي وكما هي الحال في الكف التقدمي وهو تداخل تعلم سابق تأثيره على استدعاء تعلم لاحق وقد دلت التجارب على إن اثر التعطيل بتناول المادة التي حفظت أولا ويزداد كلما زاد التشابه بين المادتين ولكن أثره يكون اقل إذا كانت المادة الأولى قد درست على وفق شروط التعلم الجيد، وسبب أخر اذكره هو ميل الطالب إلى تذكر الأمور التي تتوافق مع رغبته واتجاهاته أكثر من الأمور التي تجد إعراضا في تقبلها شروط لتعلم جيد ثمة شروط للتعلم الجيد تحقق الهدف والغاية من العملية التعليمية.. فما هي ؟ دار في ذهني هذا السؤال وعرضته على الدكتور فاهم حسين الطريحي فقال: نعم توجد مثل تلك الشروط منها الذكاء الذي يعد من أهم العوامل العقلية المرتبطة ارتباطا وثيقا بالنجاح إذ انه يمثل القدرة على أداء التفكير المجرد والتي تفسر في شكل الفهم والقدرة على التعامل مع الرموز المجردة ومعاني الكلمات والعلاقات اللفظية كما دلت الدراسات على هناك علاقة ايجابية بين الذكاء والتحصيل الدراسي العالي , كما إن السعي وراء النجاح يمثل شرطا أساسيا يدفع الطالب لبذل مزيد من الجهد والطاقة للتعليم وبدونه يصبح التعلم أمرا ثقيلا يتعب الطالب و ثمة شرط أخر يؤكد على تعلم جيد وصحيح إلا وهو الوقت المسموح للتعلم فكلما زادت المدة الزمنية للتعلم زادت معها فرصة الاستيعاب للمعلومات الملقنة ولتحقيق كفاءة عالية في التعلم لابد أيضا من عرض المادة التعليمية وتفسيرها وترتيب عناصرها للاقتراب من الوضع الأمثل للطالب ولاننسى قيمة شرط المثابرة المرتبطة بالرغبة والميل نحو التعلم كما ينصح الخبراء في مجال التربية بالمذاكرة الجمعية لفوائدها العملية في تحقيق زيادة في فعالية التعليم . تحسين في أساليب التعليم التعليم الجيد هو الذي يستهدف تنمية قدرة الطالب على التعلم واكتساب الخبرات واستخلاص الحقائق بنفسه .. والسؤال المهم هنا كيف يمكن تحسين أساليب التعلم لدى الطالب ؟ الدكتور حسين يجيب عن هذا السؤال قائلا إن هذا يتطلب تحسين القدرة على التذكر وهذه القدرة تعتمد على الكثير من العوامل تبدأ أولا من العوامل التي تتعلق باستقبال المعلومات التي تعد الأساس في تحسين الذاكرة وخزن المعلومات ومن أهم العوامل في ذلك هو الانتباه الذي يعد شرطا في عملية التعلم فلا بد للطالب إن يوجه إحساسه وشعوره نحو الدرس بحيث يصب هذا الموضوع في بؤرة اهتمامه وإحساسه من اجل إن يحصل على إدراك واستيعاب ولا يكون الطالب في حالة من التعب والإرهاق والمرض خلال تلقيه للمعلومات وعليه أن يتهيأ ذهنه للعملية التعليمية فيكون خاليا من المتاعب العائلية والمالية التي تشتت انتبا وان يتوفر في أمكنة الدراسة قدر كاف من الإضاءة المناسبة والتهوية الجيدة وبعد ذلك على الطالب إن لا يلجأ إلى حشر المعلومات في الذاكرة بطريقة ( الدرخ ) أي الحفظ الآلي لأنها لا تبقي المعلومات لمدة طويلة فلابد إن يتم تنظيم المعلومات في الذاكرة من خلال ربط الجديد منها بالمعارف السابقة التي اكتسبها وإذا تنوعت المعلومات ولم يوجد رابط بينها فعليه الاستعانة بحيل الذاكرة وهي وسيلة سهلة ومنظمة في اكتساب المعلومات وتتضمن طريقة الترميز وهي تحويل المعلومات الصماء غير المفهومة إلى كلمات ذات معنى فأحيانا تؤخذ الحروف الأولى من بعض الكلمات وتحول هذه الحروف إلى كلمة واحدة ليسهل على الطالب استرجاع تلك المعلومات , وطريقة القافية أي يربط الطالب معلوماته بنوع من اللحن أو الكلمات المقفاة , اوطريقة الجمع بين الصور والتكرار وثمة طريقة تعرف بــ ( Sqr) وهي اختصار للكلمات ( المسح، السؤال , القراءة ,التسميع، المراجعة ) وتعني هذه الطريقة فهم الطالب كيفية تنظيم معلومات فصل من الكتاب وصياغة المعلومات على شكل أسئلة وقراءتها بعناية متفحصة واسترجاع ما قرأه بصوت عال ومراجعة النقاط المهمة في المادة . الرجوع للذاكرة لتحقيق فعالية التذكر وتنشيط الذاكرة يتطلب من الطالب الاستعانة بمبادئ وقوانين التعلم . وفي هذا حدثنا الدكتور فاهم حسين الطريحي قائلا: ثمة طرائق تستخدم لدى الطالب والأستاذ معا منها الطريقة الكلية والطريقة الجزئية فالطريقة الأولى هي قراءة المادة كلها مرة بعد أخرى إما الأخرى فهي تجزئة المادة وقراءة كل جزء منها وبعد إتمام تعلم الجزء الأخر وعند محاولتنا حفظ قصيدة شعرية فهل من الأفضل قراءة القصيدة كاملة مرة بعد أخرى حتى يتم حفظها أو قراءتها شيئا فشيئا؟. إن اختيار طريقة دون أخرى يعتمد على نوع المادة فعندما يمكن تقسيمها المادة أجزاء منفصلة فان الأسلوب الأفضل هو الطريقة الجزئية وعندما تكون المادة المتعلمة تشكل وحدة متكاملة فالطريقة الكلية هي المناسبة فضلا عن طريقة التسميع التي ذكرناها والطريقة الموزعة التي يتم التعلم منها على مدة العمل بينها ومدة الراحة ويفضل استخدام هذه الطريقة في حالة التعلم الحركي وفي حالة التعلم الذي يتطلب الحفظ عن ظهر قلب إما الطريقة المكثفة وهي تعني الاستمرار في عملية التعلم على فترة متواصلة بلا راحة فتستخدم عندما يكون طابع المادة التعليمية الاستكشاف أو تكوين مفاهيم أو حل المشكلات التي تتطلب من الطالب إن يستشف أو يستخلص الجواب الصحيح ففي حالة الأدب أو اللغة الانكليزية مثلا تفضل الطريقة الموزعة اما في حالة الرياضيات أو الفيزياء أو الكيمياء والتي تتضمن حل مسائل فيفضل استخدام الطريقة المكثفة وهناك طريقة أخرى تسمى طريقة التعلم الزائد والتي تتضمن التعمق في دراسة المادة وإتقانها بعدها يمكن الانتقال إلى مادة جديدة فإذا لم يتم تعلم المادة السابقة فان الطالب سيواجه صعوبة في تعلم المادة اللاحقة لان المعلومات يكمل بعضها بعضا

الموضوع الاصلي  من روعة الكون