][`~*¤!||!¤*~`][[بسم الله الرحمن الرحيم ][`~*¤!||!¤*~`][عدد السموات 7
عدد الأراضين 7
عدد السجود 7
عددايام الاسبوع 7
عددالطواف حول الكعبة 7
عدد ايات الفاتحة 7
عدد رمي الجمرات 7
السعى بين الصفا والمروة 7
يؤمر الطفل للصلاة فى سن 7
عدد ابواب جهنم 7
عدد الموبقات 7
عدد قارات العالم 7
عدد كلمات الشهادتين فى الاسلام 7
السؤال
الرقم سبعة في الكون:
عندما بدأ الله خلق هذا الكون اختار الرقم سبعة ليجعل عدد السماوات سبعة و عدد الأراضين سبعة.
. أرجو الإفادة في هذا الموضوع. وشكراً لكم.
الجواب
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله؛ وبعد:
فجوابا على السؤال حول دلالة العدد (سبعة) في لغة الكتاب العزيز أقول مستعينا بالعلي القدير سائله التوفيق والسداد:
اختصت بعض الأعداد في لغة الكتاب العزيز بدلالات خاصة وفق ما تحدده قرائن السياق إلى حد أنها قد تحل محل دلالاتها الرقمية الأصلية. والأصل عند المحققين هو اعتبار الدلالة الرقمية للأعداد، خاصة في مقامات لا ينبغي فيها التأويل كالتشريع. ولذا فالقاعدة هي منع العدول عنها إلا بقرائن صارفة.
والسبعة والسبعون قد تفيد سياقا معنى المبالغة والإكثار، لا صريح العدد كما في قوله تعالى: "اسْتَغْفِرْ لَهُمْ أَوْ لاَ تَسْتَغْفِرْ لَهُمْ إِن تَسْتَغْفِرْ لَهُمْ سَبْعِينَ مَرّةً فَلَن يَغْفِرَ اللّهُ لَهُمْ ذَلِكَ بِأَنّهُمْ كَفَرُواْ بِاللّهِ وَرَسُولِهِ وَاللّهُ لاَ يَهْدِي الْقَوْمَ الْفَاسِقِينَ" [التوبة:80]، قال الماوردي: "قوله عز وجل (اسْتَغْفِرْ لَهُمْ أَوْ لاَ تَسْتَغْفِرْ لَهُمْ إِن تَسْتَغْفِرْ لَهُمْ سَبْعِينَ مَرَّةً فَلَن يَغْفِرَ اللَّهُ لَهُمْ).. هذا على وجه المبالغة في اليأس من المغفرة وإن كان على صيغة الأمر، ومعناه أنك لو طلبتها لهم طلب المأمور بها، أو تركتها ترك المنهي عنها لكان سواء في أن الله تعالى لا يغفر لهم, فقوله (إِن تَسْتَغْفِرْ لَهُمْ سَبْعِينَ مَرَّةً) ليس بحد لوقوع المغفرة بعدها، وإنما هو على وجه المبالغة بذكر هذا العدد؛ لأن العرب تبالغ بالسبعة والسبعين.. ولذلك قالوا للأسد سَبْع: أي قد ضوعفت قوته سبع مرات"(1), والقرينة الصارفة نصا هي قول الله تعالى: "سَوَآءٌ عَلَيْهِمْ أَسْتَغْفَرْتَ لَهُمْ أَمْ لَمْ تَسْتَغْفِرْ لَهُمْ لَن يَغْفِرَ اللّهُ لَهُمْ إِن ّ اللّهَ لاَ يَهْدِي الْقَوْمَ الْفَـَسِقِينَ" [المنافقون:6] وقال الرازي: "ليس المقصود من ذكر هذا العدد تحديد المنع، بل هو كما يقول القائل لمن سأله الحاجة: لو سألتني سبعين مرة لن أقضيها لك، ولا يريد بذلك أنه إذا زاد قضاها..، والذي يؤكد ذلك قوله تعالى في الآية (ذلك بِأَنَّهُمْ كَفَرُواْ بالله) فبين أن العلة التي لأجلها لا ينفعهم استغفار الرسول وإن بلغ سبعين مرة؛ كفرهم وفسقهم. وهذا المعنى قائم في الزيادة على السبعين فصار هذا التعليل شاهداً بأن المراد إزالة الطمع في أن ينفعهم استغفار الرسول عليه السلام مع إصرارهم على الكفر. ويؤكده أيضاً قوله تعالى (والله لاَ يَهْدِى القوم الفاسقين) والمعنى: أن فسقهم مانع من الهداية..
وقد قال المتأخرون من أهل التفسير إن السبعين عند العرب غاية مستقصاة؛ لأنه عبارة عن جمع السبعة، عشر مرات"(2). وقالوا أيضا: "استعمال اللفظ في معناه المرجوح جائز عند تعذر حمله على ظاهره. فعند هذا يتعين التأويل"(3).
"واعلم أن الراسخ في العلم إذا رأى شيئاً متشابهاً، ودل القطعي على أن الظاهر ليس مراد الله تعالى، علم حينئذ قطعاً أن مراد الله شيء آخر سوى ما دلّ عليه ظاهره، وأن ذلك المراد حق، ولا يصير كون ظاهره مردوداً شبهة في الطعن في صحة القرآن"(4).
وقال أبو حيان: "السبعة والسبعون فيه دلالة على تضاعيف القوة والشدة كأنه ضوعف سبع مرات. ومن شأن العرب أن يبالغوا بالسبعة والسبعين من العدد لما في ذكرها من معنى المضاعفة, قال تعالى (سلسلة ذرعها سبعون ذراعاً).. و(إن تستغفر لهم سبعين مرة). والسبعة لهذا تذكر في جلائل الأمور: الأيام سبعة والسموات سبع والأرض سبع.. والبحار سبعة وكذلك أبواب جهنم"(5).
وقال الألوسي: "كثيراً ما يقصد من العدد التكثير لا الكم المعين"(6).. "وإرادة التكثير من السبعين شائع في كلامهم، وكذا إرادته من السبعة والسبعمائة"(7). و"قد يكون المراد بالسبعة الكثرة بحيث تشمل المائة والألف –مثلاً- لا خصوص العدد المعروف، كما في قوله عليه الصلاة والسلام "المؤمن يأكل في معي واحد والكافر يأكل في سبعة أمعاء". ولذا فكثير من المعدودات التي لها شأن –كالسماوات- منحصر في سبعة. رغم أنها موضوعة في الأصل.. للعدد"(8).
وقال الزركشي: "السبعة قد تذكر والمراد بها الكثرة لا العدد وروي عن العرب: سبّع الله لك الأجر؛ أي أكثر ذلك يريدون التضعيف"(9).
وقال أطفيش: "قد يكون المراد بالسبعة تكثير العدد ولو آلاف"(10), و"السبعة قد تكون كناية على الكثرة بلا حد.. فإِذا أُريدت المبالغة جعلت آحادها عشرات فتكون سبعين أَو زيادة المبالغة جعلت عشرات السبعين مئَات وهكذا"(11).
وقد تشمل الدلالة على التضعيف السبعة والسبعين وغيرهما بلا تحديد بيانا للكرم والسخاء غير المشروط والمحدد, ففي قوله تعالى: "مّن ذَا الّذِي يُقْرِضُ اللّهَ قَرْضاً حَسَناً فَيُضَاعِفَهُ لَهُ وَلَهُ أَجْرٌ كَرِيمٌ" [الحديد:11]؛ قال ابن عباس: "يقبله ويضاعف له في الحسنات ما بين سبع إلى سبعين إلى سبعمائة إلى ألفي ألف إلى ما شاء من الأضعاف"(12).
وهكذا عبر ابن عباس عن معنى المضاعفة بأرقام نظائر اختصت ببيان دلالة التعدد بلا تحديد لرقم بعينه, وفي قوله تعالى: "إِنّ الْمُصّدّقِينَ وَالْمُصّدّقَاتِ وَأَقْرَضُواْ اللّهَ قَرْضاً حَسَناً يُضَاعَفُ لَهُمْ وَلَهُمْ أَجْرٌ كَرِيمٌ" [الحديد:18]؛ ذكر ابن عباس نفس الأرقام فقال: "يقبل منهم ويضاعف لهم في الحسنات ما بين سبع إلى سبعين إلى سبعمائة إلى ألفي ألف إلى ما شاء الله من الأضعاف"(13), وفي قوله تعالى: "إِن تُقْرِضُواْ اللّهَ قَرْضاً حَسَناً يُضَاعِفْهُ لَكُمْ" [التغابن:17]؛ ذكر ابن عباس كذلك نفس الأرقام فقال: "يقبله ويضاعفه لكم في الحسنات ما بين سبع إلى سبعين إلى سبعمائة إلى ألفي ألف إلى ما شاء الله من الأضعاف"(14).
والعبرة إذن بالسياق والمدار على التنبه للقرائن, فقد تفيد التثنية معنى المضاعفة في حدها الأدنى من باب التلطف كما في بيان يتعلق بنساء النبي محمد صلى الله عليه وسلم في قوله تعالى: "يَنِسَآءَ النّبِيّ مَن يَأْتِ مِنكُنّ بِفَاحِشَةٍ مّبَيّنَةٍ يُضَاعَفْ لَهَا الْعَذَابُ ضِعْفَيْنِ" [الأحزاب:30]. وقد تطلق المضاعفة لتعني غاية الكثرة كما في قوله تعالى: "مّن ذَا الّذِي يُقْرِضُ اللّهَ قَرْضاً حَسَناً فَيُضَاعِفَهُ لَهُ أَضْعَافاً كَثِيرَةً" [البقرة:245]. وقد يعبر عن الغاية في الكثرة بمثال كما في قوله تعالى: "مّثَلُ الّذِينَ يُنْفِقُونَ أَمْوَالَهُمْ فِي سَبِيلِ اللّهِ كَمَثَلِ حَبّةٍ أَنبَتَتْ سَبْعَ سَنَابِلَ فِي كُلّ سُنبُلَةٍ مّئَةُ حَبّةٍ" [البقرة:261]، وكأنه تعالى يقول: لو أن أحدكم حصد حقله، فوجد أن الحبة أصبحت سبعمائة كم تكون فرحته؛ فكذا المنفقين في سبيل الله تعالى. قال البغوي: "فإن قيل فما رأينا سنبلة فيها مائة حبة فكيف ضرب المثل به؟ قيل ذلك متصور غير مستحيل، وما لا يكون مستحيلا جاز ضرب المثل به وإن لم يوجد.. (وَاللَّهُ يُضَاعِفُ لِمَنْ يَشَاءُ) قيل معناه يضاعف هذه المضاعفة.. وقيل معناه يضاعف على هذا ويزيد لمن يشاء ما بين سبع إلى سبعين إلى سبعمائة إلى ما شاء الله.. مما لا يعلمه إلا الله"(15), وقال أبو حيان: "وهذا التمثيل تصوير للأضعاف كأنها ماثلة بين عيني الناظر, قالوا: والممثل به موجود.. قال الزمخشري هو موجود في الدخن والذرة وغيرهما.. ولو لم يوجد لكان صحيحاً في سبيل الفرض والتقدير.. على أن التمثيل يصح بما يتصور وإن لم يُعاين"(16).
وقد يُعدل عن ظاهر التعبير في القرآن الكريم لقرائن صارفة, قال الشنقيطي: "قد يتوجه الخطاب إليه صلى الله عليه وسلم ولا يكون داخلاً فيه قطعاً، وإنما يراد به الأمة بلا خلاف, ومن ذلك قوله تعالى في بر الوالدين: (إِمَّا يَبْلُغَنَّ عِندَكَ الْكِبَرَ أَحَدُهُمَا أَوْ كِلاَهُمَا فَلاَ تَقُل لَّهُمَآ أُفٍّ وَلاَ تَنْهَرْهُمَا وَقُل لَّهُمَا قَوْلاً كَرِيمًاوَاخْفِضْ لَهُمَا جَنَاحَ الذُّلِّ مِنَ الرَّحْمَةِ وَقُل رَّبِّ ارْحَمْهُمَا كَمَا رَبَّيَانِى صَغِيرًا), فكل صيغ الخطاب هنا موجهة للنبي صلى الله عليه وسلم، وهو قطعاً ليس مراداً بذلك؛ لعدم وجود والدين له ولا أحدهما عند نزولها كما هو معلوم"(17).
وليست دلالة العدد التي تزيد سياقا على دلالته الرقمية الأصلية حكرا في الكتاب العزيز على عدد بعينه ومضاعفاته, قال الشيخ محمد متولي الشعراوي: "الله ذكر في القرآن الكريم أرقاما كثيرة.. لا تقبل القسمة على عدد واحد (معين) .. ولا هي مثلا كلها آحاد.. ولا كلها أزواج"(18).
فتكرار العدد ثلاثة كمثال قد يعني التأكيد وبيان بلوغ الغاية في البيان. فالرسالة الأولى لكافة الرسل الكرام أجمعين هي الدعوة إلى عبادة الله تعالى وحده, يقول العلي القدير: "يَاأَيّهَا النّاسُ اعْبُدُواْ رَبّكُمُ الّذِي خَلَقَكُمْ وَالّذِينَ مِن قَبْلِكُمْ لَعَلّكُمْ تَتّقُونَ" [البقرة:21], وقد تكرر لفظ (اعْبُدُواْ) في القرآن الكريم ثلاث مرات على لسان نوح إلى قومه، وثلاث مرات على لسان هود إلى قومه، وثلاث مرات على لسان صالح إلى قومه، وثلاث مرات على لسان عيسى إلى قومه، وثلاث مرات إلى أهل مكة خاصة، وثلاث مرات موجهاً إلى الناس كافة(19).
فأكد تكرار الثلاثة أهم قضية في الدين، وبين غاية جهد المرسلين في إبلاغها على مر مراحل الوحي، التي تكاملت وأصبحت للناس كافة بنزول القرآن الكريم.
وهكذا.. "بالنظر إلى الكتاب العزيز نرى أن الرقم سبعة قد ارتبط بكل أمر عظيم وشديد، أظهر الله تعالى فيه قدرته"(20).
ومن وجهة نظر الفيزياء: كل الأجسام مكونة من ذرات، والذرات من جسيمات عاجلة الحركة، وكل جسيم منها مكون من جسيمات أصغر وأسرع، حتى تصل إلى كيان لا تدري أهو جسيم أم موجة. يئن في الخلاء مطيعا لِقَدَرِه في غاية السرعة والعجل هو في عرف الأجسام عدم؛ ولكنه لبنة البناء الأساسية لكل كيان مادي من أصغر ذرة إلى أكبر مجرة، وأساس تشييد هيكل الإنسان ثمرة الخليقة, وحدّه في السرعة مقدور لا يزيد عن قيمة سرعة الضوء في الفراغ، ولا تملك في وصفه سوى أنه عجل.
وهكذا شهدت لك الفيزياء بالوحدة في طبيعة كل شيء، وبرهنت لك أيضا على وحدة الطابع؛ لأن الحد في السرعة مقدر، ومدارات الشحنات السالبة السابحات حول نواة الذرة حدها أيضا مقدر لا يزيد في العدد عن سبعة.
وهكذا يمتّ العدد سبعة فيزيائيا بصلة إلى الوحدة في نظام الخلق جميعا؛ ليقودك إلى اليقين بوحدانية المبدع القدير. قال جوهري: ""إذن الأمر إن هو إلا تجليات ومظاهر لقدرة المحيط علماً.. طُبعت في هذا الخلاء الفسيح طبعاً ظهرت لنا بهيئة حركات.. وتجلى لعيوننا بهيئة نبات وحيوان وشمس"(21), "فما هذا العالم كله إلا حركات"(22), و"هكذا الزرع.. والحيوان وأجسام الناس"(23), "وقد خلق الله –تعالى- العالم من مادة واحدة؛ ليستدلوا على وحدانيته وقدرته"(24), وقال البقاعي: "كل شيء قانت له، خاضع لديه، ساجد لعظمته، شاهد لقدرته دالّ عليه: (وإن من شيء إلا يسبح بحمده) والسبعة.. هي العدد التام الواحد.. مبدأ لدور جديد من العدد (تمثيلا بتسبيع الأيام لتتجدد دوريا).. وأمهات النعم سبع كالسماوات والأرض.. ولذا فهي تعني أن سائر الممكنات من النبات والجماد والسماوات والأرض على نظام واحد لا تفاوت فيه"(25).
والمذهل حقا أن يعلن القرآن صريحا أن أصل الإنسان الذي جاء على قمة منظومة الخليقة هو الحركات، وكأنه قد خلق حقيقة من عجل بينة على تقدير وجوده منذ الأزل؛ ليعرف الله تعالى، ويتملى دلائل قدرته ووحدانيته في خلقه، ويفطن لدلائل صدق رسالته في كتابه، ويقوم بمهمة العبادة بيقين. وتكفي تلك البينة لترتعد فرائص كل نابه نبيه فيخر ساجدا لله في خشوع, يقول العلي القدير: "خُلِقَ الإنْسَانُ مِنْ عَجَلٍ سَأُوْرِيكُمْ آيَاتِي فَلاَ تَسْتَعْجِلُونِ" [الأنبياء 37].
وهذا رابط المصدر
http://www.islamtoday.net/questions/....cfm?id=111982
الموضوع الاصلي
من روعة الكون