لماذا يملك الرجال أثداء !؟
مثل كل الناس كنت أملك في طفولتي أسئلة بريئة ومحيرة في نفس الوقت.. كنت أتساءل مثلا كيف تعود القطة إلى منزل جدتي كلما وضعتها في "خيشة" ورمتها في منطقة بعيدة !؟.. ولماذا يسبب البصل تساقط الدموع والفلفل سيلان الأنف !؟.. وإن كانت الأرض كروية فعلا فلماذا لا يسقط الناس في أسفلها إلى "تحت"!؟.. وحين يذبح خالي الخروف (أمام بقية الخرفان) هل تشعر عائلته بفظاعة ما يحدث أمامها !؟.. وأخيرا السؤال الذي عنونت به هذا المقال : لماذا يملك الرجال الأشاوس " أثداء" !؟
... وبالطبع (أصبحت كبيرا الآن) ويمكنني الإجابة عن معظم الأسئلة السابقة ؛ ولكن المشكلة أن كلاً منها يحتاج إلى مقال خاص (وحرام) نختصره في سطرين أو ثلاثة.. أما لماذا يملك الرجال أثداء فهذا يعود إلى أن الإنسان عموما من طائفة "الثديات" التي يعتمد أطفالها على الحليب للنمو (بعكس الطيور والأسماك مثلا).. وأهمية الأثداء نفسها - لهذه الطائفة - هو ما يجعلها تتخلق وتظهر في مرحلة مبكرة من الحمل..
فبعد تلقيح البويضة في الرحم تبدأ في الانقسام والتكاثر لتكوين الجنين . وحتى الأسبوع السادس من الحمل لا تكون الأعضاء الجنسية قد تحددت بعد - ولكن حلمات الصدر وأنسجة الحليب تكون قد تخلقت فعلا. وبعد الأسبوع السادس ينشط تأثير الكروموزوم الذكري (في حال قدر للجنين أن يكون ذكرا) فتبدأ أعضاؤه الجنسية بالتمايز عن الأنثى - ولكن الحلمات تبقى كما هي ...
وفي الحقيقة حتى بعد ولادة الطفل لا يكون هناك أي فرق بين ثدي الأنثى والذكر. ويظل الوضع متساويا حتى تدخل الفتاة في طور البلوغ فتبدأ الهرمونات الأنثوية في تنشيط غدد الحليب وإحاطتها بكميات كبيرة من الشحم.. وفي المقابل تظل أنسجة الصدر وغدد الحليب هاجعة لدى الذكر (طالما حافظ على ذكورته)!!
هذه الحقيقة العجيبة تفسر بدورها جملة من المظاهر الغريبة التي قد نراها لدى الرجال.. فالرجال مثلا قد يصابون بسرطان الثدي في الفصوص والأنسجة الحليبية الهاجعة، كما قد يبتلى بعضهم ببروز وتضخم الثدي نتيجة إفراز كمية فائضة من الهرمون الأنثوي الأوستريجون.. أما في حال أخذ الرجل هذا الهرمون بشكل مقصود فحينها يبدأ ثدياه في التضخم والبروز (كالمرأة) رغم احتفاظه بالعناصر الذكرية.. أما آخر الاكتشافات الطبية "الطازة" فهو قدرة بعض الزيوت العطرية على تضخيم أثداء الأطفال الذكور (خصوصا الزيوت الموجودة في بعض الكريمات والصوابين كزيت اللافندر وشجرة الشاي) !!!
... والأغرب من كل هذا قدرة "الرجال" على إرضاع أطفالهم في ظروف خاصة (حتى بدون الحاجة لتضخم الصدر ذاته)..
وهذه الحقيقة الغريبة تعود - كما قلنا سابقا - إلى أن ثدي الرجل أيضا يملك أنسجة وغدداً حليبية ولا يختلف عن ثدي المرأة إلا بعد البلوغ.. أما البروز ذاته - لدى المرأة - فليس له علاقة بعملية الإرضاع (كون معظمه شحوم) ولا يشاهد لدى ثديات كثيرة كالغوريلا والقطط والشمبانزي . وحين تحدث للرجل استثارة عاطفية أو موضعية كافية تبدأ لديه غدد الحليب أو "العنبيات" في الاستيقاظ ومحاولة الإفراز.. وإن استمر على هذه الحال لفترة طويلة - بسبب مص الطفل لحلمة الثدي مثلا - قد يبدأ الأب في إفراز الحليب وإرضاع ابنه فعلا !!!
... بالطبع.. أرجو أن لا تُستغل هذه المعلومة لمطالبة الرجال بتحمل مسؤولية الرضاعة !!!
مقال لكاتبي المبدع
فهد عامر الأحمدي
ان شاء الله يعجبكم
:)
الموضوع الاصلي
من روعة الكون